Author

عيدان

|
عيد الأضحى المبارك - أعاده الله - على الجميع والبلاد وقيادتنا أعواما عديدة ونحن أفضل وأقوى، كان أفضل حالا من عيد الفطر من زاوية جائحة كورونا، لكنه ظل محاطا بالحذر لمن التزم وظل يتعامل مع الاحترازات باحترام ودقة.
التغيير الكوني الذي تحدثه الجائحة لا يزال مستمرا، الآثار بعضها يتوالى وبعضها مستتر، وبعضها ينتظر استقرار الأحوال الذي يبدو أن موعده مؤجل، خصوصا مع الحديث عن موجة ثانية في بعض الدول نسأل الله لهم النجاة وألا نكون منهم.
عيدان مرا علينا باختلاف لم نتعوده، بتغيرات اجتماعية وإنسانية أقلها عدم معانقة من نود معانقتهم، وأكثرها مفتوح على الزمن والأسئلة وربما لا نعرف قريبا كل كيف ولماذا ومتى خطرت في بالنا وأرقت ذواتنا التي فطنت أكثر كما أرجو إلى عديد من النعم التي كانت فيها على كل المستويات.
عيدان كان الأول صامتا نسبيا، وكان الثاني مليئا بأمل أكثر، خاصة لنا في السعودية، وعامة للمسلمين الذين وقفوا مع السعودية لإنجاح الحج هذا العام بطريقة حضارية عكست إنسانية الإسلام، وحنكة الدولة التي - حباها الله - بخدمة المسلمين ومقدساتهم، لتقدم السعودية نموذجا للمزاوجة بين إقامة الشعائر لركن الإسلام الخامس، وبين مفهوم وفكرة "الاستطاعة" التي انتقلت هذا العام من الفرد إلى الجماعة بسبب ما ألم بالعالم، ونجحت الجماعة التي قادتها السعودية في إبهار العالم ورفع سقف أدائها كما تفعل كل موسم.
عيدان كان ثالثهما الوجداني شفاء قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - من العارض الصحي ولله الحمد، وتجدد الاستفتاء الشعبي على محبته في السعودية والعالمين الإسلامي والعربي.
الجائحة لا تزال موجودة، والأرقام تزرع طمأنينتها النسبية في دول، وتفجر المخاوف في أخرى، ولا تزال الصورة غير واضحة المعالم لجهة سباق اللقاحات وماراثون البحث العلمي الذي نتمنى أن يلتزم أدبياته وملامحه الإنسانية لمن وجدت لديهم، وهي كذلك لجهة التأثيرات الاقتصادية ومداها الزمني، وتلك الاجتماعية ومدى عمقها وكمية شروحها التي ستتركها على جدار ثقة الإنسان بنفسه وبني جنسه. يبقى الواضح أن الالتزام بالتعليمات الأساسية التي يجب عدم التبلد تجاهها والتراخي فيها هو سلاح الإنسان الشخصي للمكافحة، وهو إسهامه الوطني في بلده، وإسهامه الإنساني في كوكبه في هذه المعركة التي تفاوت الكر والفر فيها.
أخيرا وفي معركة شخصية مع المرض وغرفة العمليات توقفت عن الكتابة لنحو ثلاثة أسابيع دون سابق إنذار وأود بعد - حمد الله - أن أشكر إدارة وفريق صحيفة "الاقتصادية" على دعمهم ومؤازرتهم، والشكر لمن سأل عني وأحس بغيابي، وظل وفيا.
كل عيد وعود وأنتم بخير.
إنشرها