ثقافة وفنون

قراءات

قراءات

قراءات

قراءات

علم النفس الأسري

الأسرة سياق بالغ التفرد والخصوصية، ما في ذلك شك، فالإنسان يعيش في سياقات عديدة منذ بداية حياته، لكن السياق الأسري من بينها له خصوصيته المتفردة، لأن ما يحدث للإنسان فيه ومن خلاله يؤثر في طريقة تفاعله في السياقات الأخرى. وهذا هو معنى أن الأسرة جماعة أولية، ليس من حيث أسبقية تأثيرها فقط، لكن من حيث إن ما يتعلمه الفرد فيها يحكم سلوكياته ويحكم قبل ذلك اختياراته للمواقف - حيث يكون هناك مجال للاختيارات - التي يعرض نفسه لها، وبالتالي يتعلم فيها وينمى مهاراته ويكتسب خبراته من خلالها. وقد مر تعامل علماء النفس مع الأسرة بمراحل ثلاث أساسية، عوملت الأسرة في المرحلة الأولى كمصدر للمعلومات، خاصة عندما يطبق منهج دراسة الحالة على أحد أفراد الأسرة. وعندما اكتشف علماء النفس عمق التأثير الأسري في نمو شخصية الفرد وتحديد سلوكه بدأت المرحلة الثانية وهي النظر إلى الأسرة باعتبارها عاملا مهما شديد التأثير في أفرادها، وهي المرحلة التي يقف عندها كثير من الباحثين والكتاب في علم النفس.

غرفة أبي

"لا أعلم ماذا علي أن أكتب إليك أيها الأب، ماذا علي أن أكتب عنك. إنني أكتب لنفسي، أستعيد ماضيّ الذي كان جزءا من حاضرك لأتذكرك. هل يمكن للمرء أن يتذكر أباه وقد أصبح أكبر منه؟ هل يمكن لشخص مثلي أن يفتقد أباه في الخمسين من عمره؟ لعلي تأخرت. لكنني أبحث عنك كما لو أبحث عن نفسي أيها الأب، أعرف جيدا أنني لن ألقى سوى شذرات مبعثرة هنا وهناك، لكنني أبحث، أبحث لئلا أجد ما أبحث عنه. إنني أكتب سيرة لك، أم لي؟ لا أعلم. هل في حياتي ما يستحق أن أكتبه، هل يمكن لشخص مثلي أن يكتب سيرته، ماذا يهم الآخرين إن قرأوا عن حياة شخص هو أنا، شخص يعيش حياته كأنها شخص آخر؟ ها إنني أمام نفسي، عاريا كالورقة التي أمامي، أكتب وكلي ثقة بأن ما أكتبه ليس إلا ضربا من الهباء. هل سأعيدك حيا أيها الأب أم أنني أدفنك مرة أخرى؟ لا أعلم إن كنت أكتب سيرتي أم سيرتك. ما أعرفه عنك لا يكفي حتى لجعلك شخصا على هامش الحياة، ومع هذا أكتب سيرة لي، وربما سيرة لك. فالسيرة ليست أصلا، سوى وهم بوهم".

الثقة في النظرية

يعد هذا الكتاب من أنجح الكتب التي نشرت عن الصين اليوم، فهو يقدم حججا مقنعة حول نهوض الصين، وتستند الآراء المعبر عنها في الكتاب، ليس فقط إلى 60 عاما من تاريخ جمهورية الصين الشعبية وإنجازاتها الملحوظة في العقود الثلاثة الماضية، لكن أيضا إلى تاريخها الحديث منذ عام 1840، وتاريخها الذي دام ألفي عام كدولة موحدة، وحضارتها ذات الخمسة آلاف عام. وتعكس المقابلات التي أجرتها المؤلفة "مايا غيو" مراقبتها الدقيقة للصين اليوم، إذ تضمنت أشخاصا من دوائر مختلفة، تشمل مجالات خبرتهم: السياسة، الاقتصاد، المجتمع، الوضع الوطني، تاريخ دبلوماسية الحزب، الاستراتيجية العسكرية، إدارة ممتلكات الدولة، الرعاية الصحية، والأعمال التجارية الخاصة. وتختلف موضوعات المقابلات على نطاق واسع، فمن النظم والنظرية والتطوير والإصلاح، إلى نوعية الحياة والاستراتيجية والدبلوماسية، وجميع من كان فيها يؤيدون التعلم من الحضارات الإنسانية، لكنهم يصرون في الوقت نفسه على ضرورة اتخاذ مسار يناسب الصين، بدلا من استنساخ النموذج الغربي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون