أخبار اقتصادية- عالمية

كورونا يسرع دمج قطاعي الصناعة والتجارة الإلكترونية واللجوء إلى الذكاء الاصطناعي

كورونا يسرع دمج قطاعي الصناعة والتجارة الإلكترونية واللجوء إلى الذكاء الاصطناعي

تقوم شركات صناعة المعدات الثقيلة حاليًا بربط المعدات التي توردها للسوق من خلال تقنية إنترنت.

أكد خبراء أن الاضطراب الذي أحدثه فيروس كورونا المستجد في سلاسل التوريد العالمية أسهم في تأكيد أهمية توظيف تقنية إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي، ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية.
جاء ذلك خلال مشاركتهم في جلسة نقاش نظمتها القمة العالمية للصناعة والتصنيع، ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية التي تعقدها بشكل أسبوعي تمهيدا لعقد مؤتمرها الافتراضي يومي 4 و5 سبتمبر المقبل.
وعقدت الجلسة الافتراضية تحت عنوان "رقمنة عمليات الإنتاج والتوصيل: دمج تقنيات إنترنت الأشياء الصناعية مع منصات التجارة الإلكترونية"، وتعد جلسة النقاش السادسة ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية التي تقام بشكل أسبوعي تمهيدا لانطلاق المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع.
وقالت هيلينا ليساتشوك المدير الأول العالمي لشؤون إنترنت الأشياء في شركة ديلويت "سيسهم توظيف تقنية إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها بشكل كامل مع منصات التجارة الإلكترونية في تسهيل وتسريع المعاملات، وبالتالي تعزيز سلاسل التوريد.. وعلى الشركات الكبيرة مساعدة صغار الموردين والتأكد من تجاوزهم هذه الفترة الصعبة ومساعدتهم على التخطيط للمستقبل، لتحقيق أكبر قدر من الفائدة للجميع".
وأضافت ليساتشوك أن "توظيف تقنية إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية سيسهم في تلبية الطلب المتنامي على تخصيص المنتجات وتصميمها حسب الطلب".
وأكدت أن منصات التجارة الإلكترونية التي تجمع بين الشركات والعملاء توفر منتجات مصممة خصيصا لعملائها.. ويمكن لشركات القطاع الصناعي محاكاة تجربة منصات التجارة الإلكترونية وتوفير إمكانية تخصيص المنتجات وتوزيعها على العملاء.
وشددت ليساتشوك على أهمية التعاون بين الشركات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة وتقديم الدعم لها سواء من حيث توفير البنية التحتية الضرورية أو الخدمات الرقمية بأسعار معقولة، خاصة في ظل الدور الذي تلعبه في الابتكار وتقديم منصات تكنولوجية جديدة وأثرها الكبير في سلاسل التوريد.
وتوقعت مزيدا من التعاون بين الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة، لأن من شأن ذلك أن يسهم في إيجاد نماذج عمل جديدة، مشيرة إلى أن الشركات الكبيرة ستلعب دورا أكبر وتحمل مسؤوليات اجتماعية أوسع، خاصة مع التوجه السائد بتأكيد الالتزام تجاه المجتمع والبيئة.
بدوره ذكر سانجي كو، النائب السابق لرئيس شركة سامسونج إليكترونيكس المدير الإداري لشركة "تي أم سي"، أن على الشركات العاملة في القطاع الصناعي الاستفادة من تجربة منصات التجارة الإلكترونية ونجاحها في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتحليل التنبؤي في أعمالها.
وقال "غالبا ما يشكل الدمج بين سلاسل التوريد والقطاع الصناعي تحديا كبيرا، فهناك عديد من المصانع الذكية التي لم تتمكن من تحقيق التكامل مع سلاسل التوريد.. ولا شك أن سعيها نحو تحقيق هذا التكامل سيعود عليها بمكاسب كبيرة".
وأوضح سانجي كو أن ضمان موثوقية وأمن و جودة البيانات التي يتم جمعها عبر المنصات الإلكترونية يشكل التحدي الأكبر أمام الشركات التي تدمج إنترنت الأشياء الصناعية مع التجارة الإلكترونية، مشيرا إلى أن سلاسل التوريد كانت غير متصلة في السابق، وأن الشركات والموردين كانوا مترددين في تبادل البيانات فيما بينهم.
و قال سانج كو "يتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجهها الشركات الصناعة اليوم في ضعف تعاونها مع الموردين فيما يتعلق بمشاركة البيانات، ويجب عليها إيجاد حلول لهذا التحدي إذا ما أردنا تحقيق نتائج أفضل في مختلف المجالات، وأعتقد أن الحل يكمن في توطيد علاقات الشركات الصناعية مع الموردين وإقناعهم بأهمية هذه الخطوة في تحقيق أهدافهم المشتركة".
من جانبه أوضح الدكتور إريك مايزر، رئيس المركز المختص بالأعمال المستقبلية في الرابطة الألمانية لصناعة الهندسة الميكانيكية، أن توظيف تقنيات إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية سيتيح للشركات الصناعية تقديم خدمات ما بعد البيع متميزة تسهم في تعزيز أعمالها المستقبلية.
و قال "تقوم شركات صناعة المعدات الثقيلة حاليا بربط المعدات التي توردها للسوق من خلال تقنية إنترنت الأشياء، وتستخدم البيانات التي تجمعها لفهم احتياجات العملاء وتقديم عديد من الخدمات الرقمية الجديدة.. وقد تعزز منصات التجارة الإلكترونية التي تربط الشركات بالعملاء هذا التوجه في المستقبل القريب.. ويمكن للتحول الرقمي أن يلعب دورا كبيرا في تقديم خدمات إضافية للعملاء، ما يعزز فرص نجاح الشركات الصناعية".
من جهته أكد مايزر ضرورة بناء الشركات الصغيرة والمتوسطة منصات تشاركية بالتعاون مع نظيراتها، مشيرا إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة غالبا ما تكون شركات صناعية متخصصة وتتمتع بقوة كبيرة في الاقتصاد.
وقال "تفتقر الشركات الصغيرة والمتوسطة، في كثير من الأحيان إلى المال أو القدرات اللازمة لإنشاء منصاتها الخاصة، لذلك يجب عليها التعاون مع بعضها بعضا لتحقيق التكامل فيما بينها وبالتالي تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة للجميع"، واتفق مايرز مع سانج كو على ضرورة التعاون بين الشركات فيما يتعلق بمشاركة البيانات، وقال "لاستخدام الذكاء الاصطناعي، عليك الحصول على أكبر قدر ممكن من البيانات، لذلك على الشركات مشاركة هذه البيانات..
وكي تتمكن الشركات من تحقيق الفائدة القصوى، عليها هدم الحواجز التي تقف عائقا أمام مشاركة البيانات".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية