Author

خميس بن رمثان

|
يزخر تاريخنا السعودي بعديد من الشخصيات الملهمة، التي تركت أثرا عظيما في مسيرة هذا الوطن، ومنها الدليل خميس بن رمثان العجمي، الذي ولد في بدايات القرن الـ20 في منطقة الأحساء، ويعد أول دليل سعودي مشاركا في عملية التنقيب عن البترول عام 1934، حينما كلف بالعمل مرشدا للبعثة الأمريكية، التي حصلت على امتياز التنقيب عن الزيت في شرق السعودية. أدهش خميس بن رمثان، الجيولوجي الأمريكي الشهير ماكس ستاينكي، وأعضاء البعثة، بذكائه وخبرته العريقة بالمواقع، حتى أطلقوا عليه لقب "بوصلة الصحراء التي لا تخطئ". وقال عنه الجيولوجي توم بارقر، "في الصحراء لا يتيه خميس أبدا، لأنه إضافة إلى حاسته السادسة، وهي نوع من البوصلة الدفينة التي لا تخطئ، كان لديه ذاكرة مدهشة تمكنه من تذكر كل منطقة قد مر بها وهو شاب، أو اتجاه موقع بئر سمع عنها قبل عشرة أعوام"، استمر التنقيب خمسة أعوام، وبعدها تم اكتشاف أول بئر عام 1938، وهي بئر الدمام، التي أطلق عليها الملك عبدالله، فيما بعد، "بئر الخير"، بمناسبة مرور 75 عاما على إنشاء "أرامكو".
ونظرا إلى تميزه وخبرته ومهاراته النادرة، أصبح خميس بن رمثان، دليلا رسميا من قبل الحكومة السعودية لأكثر من 20 عاما في رحلة البحث المستمرة في صحراء المملكة عن البترول. وفي 1942، أصبح موظفا رسميا في شركة أرامكو، واستمر في العمل فيها إلى نهاية حياته. وتقديرا لمجهوداته وإنجازاته العظيمة في الإسهام في الكشف عن آبار البترول، أطلقت شركة أرامكو عام 1974 ابن رمثان، على أحد حقول البترول في الدمام، كما أطلقت عام 2017 اسم "رمثان" على ناقلة بترول عملاقة لفتة وفاء من الشركة لهذا الدليل السعودي الملهم، الذي لم يكن يقرأ ولا يكتب، لكنه كان واثقا بما يمتلك من قدرات ومهارات وثقة بالذات من بعد توفيق الله له.
أسلم خميس بن رمثان، الروح لخالقها 1959، وهو في الـ50 من عمره، بعد صراع مع السرطان، لتتحول سيرته الذاتية فيما بعد إلى أفلام ومقالات وثائقية لا يمكن أن يطويها التاريخ في ذاكرة النسيان. مثل هذه الشخصيات الملهمة، ألا يجدر بنا أن نفخر ونعتز بإنجازاتها على مستوى الأفراد والهيئات الحكومية؟!
خميس بن رمثان، يستحق أن يذكر اسمه في المناهج الوطنية والتاريخ، والبرامج الإعلامية ووووو...!
وخزة
خميس، وغيره من الملهمين، يستحقون الشهرة .. لا مشاهير ومقتحمي السناب!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها