تقارير و تحليلات

الذهب يتجاوز كل التوقعات ويتخطى 2000 دولار قبل نهاية 2020.. مستوى تاريخي

الذهب يتجاوز كل التوقعات ويتخطى 2000 دولار قبل نهاية 2020.. مستوى تاريخي

ارتفعت الأسعار الفورية لأونصة الذهب خلال تداولات الثالث من آب (أغسطس) الجاري إلى أعلى مستوى تاريخي عند 1984.7 دولار، بينما تجاوزت الأونصة ألفي دولار لأول مرة في التاريخ لعقود تسليم ديسمبر، مسجلة 2009.5 دولار، قبل أن تعود وتتراجع عن تلك المستويات في وقت لاحق من الجلسة مع صعود الدولار بعد أسوأ شهر في عشرة أعوام.
وبذلك تكون أسعار الذهب قد فاقت جميع التوقعات، التي كانت ترجح بلوغه ألفي دولار العام المقبل، فيما استبقت أسعار المعدن الأصفر تلك التوقعات بتجاوز هذا المستوى قبل نهاية 2020.
ووفقا لرصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، ارتفع الذهب خلال الآونة الأخيرة مع زيادة الطلب عليه كملاذ آمن في ظل تفشي فيروس كورونا وتزايد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم "الأمريكي والصيني"، ما يضيف أعباء إضافية إلى متاعب الاقتصاد العالمي، بالتزامن مع تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي.
وخفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، درجة الآفاق الاقتصادية للولايات المتحدة من "مستقرة" إلى "سلبية"، على خلفية التدهور المستمر للمالية العامة.
وفي ظل العلاقة العكسية بين الدولار والذهب في كثير من الأحيان، ارتفع المعدن الأصفر 31 في المائة منذ تفشي كورونا، حيث كان سعره 1486.3 دولار قبل تفشي الفيروس.
والبيئة الحالية تشوبها أسعار فائدة منخفضة وسلبية، وبالتالي أصبح الذهب بديلا استراتيجيا للسندات الحكومية ذات العوائد السلبية في منطقة اليورو وسويسرا واليابان بشكل أساس، والإيجابية، لكنها منخفضة للغاية في الولايات المتحدة، لذا تغيرت المعادلة من السندات الحكومية لمصلحة الذهب كملاذ آمن.
وفي ظل الوضع الحالي، احتمالات صعود أسعار السندات الحكومية خلال هذا العام ستكون قليلة، كما أن السندات الحكومية ذات العائد السلبي لم تعد تتمتع بميزة دخل مثل الذهب.
لذلك، فالمعدن النفيس يلعب دورا أساسيا لدى المستثمرين، حيث أصبح ضرورة لتنويع المحفظة والتحوط ضد تراجع أسواق الأسهم ذات المخاطر المرتفعة، وهو ما أعطى الطلب عليه دفعة إضافية.
وتشير التوقعات إلى أن الأمل الوحيد في تراجع الذهب أو تهدئة سرعته، هو التوصل إلى لقاح ناجع يحمي البشر من الإصابة بفيروس كورونا، وهو أمر يشوبه كثير من الغموض حاليا.
وحتى يحدث ذلك، فالمعدن الثمين من المتوقع أن يسجل مستويات قياسية جديدة هذا العام، فيما يتوقع "سيتي بنك" و"إندبندنت استراتيجي" أن يصعد الذهب إلى ألفي دولار العام المقبل 2021، بينما يتوقع بنك أوف أمريكا أن يزيد المعدن الأصفر صعوده ليبلغ ثلاثة آلاف دولار في 2021.
وأخيرا، رفع "جولدمان ساكس" توقعاته لسعر الذهب على مدى 12 شهرا إلى 2300 دولار للأونصة.
وتضاعفت أسعار المعدن الأصفر 57 مرة خلال الـ51 عاما الأخيرة "من 1969 إلى 2020"، نظرا إلى أن سعره كان 35 دولارا في عام 1969.
وبالتزامن مع مخاوف الركود في الولايات المتحدة وأزمة الديون في أوروبا في 2011، كان الذهب قد سجل مستوياته القياسية عند 1921 دولارا، تلك الظروف مشابهة لما يتعرض له العالم حاليا، بل إن الوضع الحالي أسوأ بشهادة صندوق النقد والبنك الدوليين، ما يدعم توقعات صعود الذهب إلى مستويات أعلى ما لم يتم التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا.
وحدة التقارير الاقتصادية

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من تقارير و تحليلات