أخبار

الملك: حفظ النفس اقتضى إقامة الحج بأعداد محدودة وجهود مضاعفة

الملك: حفظ النفس اقتضى إقامة الحج بأعداد محدودة وجهود مضاعفة

الملك: حفظ النفس اقتضى إقامة الحج بأعداد محدودة وجهود مضاعفة

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن إقامة شعيرة الحج هذا العام في ظل جائحة كورونا، اقتضت تقليص أعداد الحجاج وأوجبت في الوقت نفسه على الأجهزة الرسمية المختلفة جهودا مضاعفة.
وشدد خادم الحرمين، في كلمة وجهها إلى المواطنين والمقيمين وحجاج بيت الله الحرام وعموم المسلمين في كل مكان، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، على أن خدمة ضيوف الرحمن تمثل تشريفا يفخر به أبناء المملكة وقيادتها، وتكليفا يسعى مختلف أجهزة الدولة إلى القيام به على أكمل وجه.
واستهل خادم الحرمين كلمته التي تشرف بإلقائها الدكتور ماجد القصبي وزير الإعلام المكلف، بقوله: الحمد لله الذي فرض الحج ركنا من أركان دينه، وجعله مرتبطا بالاستطاعة رحمة وتخفيفا على خلقه، فقال عز من قائل عليم: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"، والشكر له سبحانه والثناء عليه جل شأنه وهو القائل في محكم التنزيل: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر".
وأضاف خادم الحرمين مخاطبا حجاج بيت الله الحرام، والجنود والمرابطين والمرابطات في مواجهة المخاطر والأزمات، والمواطنين، والمقيمين، والمسلمين في كل مكان: أهنئكم جميعا بعيد الأضحى المبارك، وأدعو الله أن يتقبل من حجاج بيته، وأن يتم عليهم نسكهم، وهم في صحة وعافية، قائمين بواجباتهم في خشوع وخضوع وروحانية، سائلا المولى عز وجل أن يكتب الأجر والمثوبة لكل من نوى الحج هذا العام ولم يستطع، ففي الحديث الشريف: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، داعيا الرحمن الرحيم جلت قدرته أن يرفع البلاء عن الإنسانية جمعاء، وأن يكون هذا العيد أولى بشائر الخير بانحسار جائحة كورونا المستجد، ثم زوالها وآثارها عاجلا غير آجل، وأن تكون أعياد المسلمين دوما مؤكدة اجتماعهم على الحق والخير والمحبة، ومعبرة عن رسالة الإسلام السمحة، في التواصل والتعاون مع العالم أجمع، تحقيقا للسلام، والتعاون من أجل الاستقرار، والعمل على الائتلاف، والسعي في عمارة الأرض التي أمرنا الله بها في قوله تعالى: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" .
وتابع: لا يخفى عليكم ما يمر به العالم من ظروف استثنائية عصيبة، حيث أصابت هذه الجائحة العالم كله، ونحن جزء منه، وانتشرت فألقت بآثارها على الإنسانية، وأصابت البشرية بالشدائد، وأدى تفشيها لتفاقم المصاعب، وبقدر ما كشفت آثارها من الآلام والمصائب، أثبتت في الوقت نفسه عزيمة الإنسان في مواجهة الكوارث والأوبئة.
وأردف: لقد أظهرت هذه الجائحة بجلاء أن أبناء وبنات هذا الوطن الغالي، والمقيمين على أرضه الكريمة، على قدر رفيع من الثبات والإصرار في مواجهة النوازل، بإيمانهم بالله، ثم بإرادتهم القوية، وتعاونهم المشرف مع الأجهزة المعنية، مما أسهم في تخفيف آثار هذه الجائحة على وطننا قدر الإمكان، باتباع التعليمات الاحترازية والوقائية، بغية سلامة الإنسان، فلكم جميعا الشكر الجزيل والدعاء الصادق، على صبركم وتفانيكم وتعاونكم وإخلاصكم لوطنكم.
وقال خادم الحرمين: إن من أهم مقاصد شريعتنا السمحة حفظ النفس الإنسانية، وحمايتها من الضرر، وتجنيبها الخطر، ومع التفشي الواسع للجائحة، وتأكيد خطورتها على البشر، اقتصر الحج هذا العام على عدد محدود جدا من جنسيات متعددة، تأكيدا على إقامة الشعيرة، رغم صعوبة الظروف، وحفاظا على أقصى معدلات الأمان والسلامة الممكنة لحجاج بيت الله الحرام، ليؤدوا مناسكهم في أجواء روحانية، ضمن إجراءات تكفل أمنهم، وتحقق سلامتهم، وتوفر سبل راحتهم من قبل الأجهزة المعنية بخدمة الحجاج ووقايتهم، وتطبق وسائل سلامتهم، حماية لضيوف الرحمن من مخاطر الوباء وآثاره، ونقدر الثقة العالية من إخواننا المسلمين بما اتخذناه من إجراءات بهذا الخصوص.
وأضاف: لقد أنعم الله علينا أن اختصنا بوجود الحرمين الشريفين في هذه البلاد المباركة، وشرفنا بأن تكون هذه الأرض مقصدا ووجهة لحجاج بيت الله الحرام كل عام، وأعزنا سبحانه بخدمة ضيوف الرحمن، فأصبحت رعايتهم والقيام بخدمتهم، والسهر على راحتهم من أهم غاياتنا، وأعظم اهتماماتنا، وكما أنه تشريف نفتخر به، فإنه تكليف نسعى إلى القيام به على أكمل وجه، وأعلى المعايير، عاما بعد عام، فهيأنا لجموع الحجيج المباركة منظومة متكاملة من المشاريع العملاقة، والخدمات الواسعة المتعددة، في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، مكملين أعمالنا، مستعينين بعون الواحد الأحد، لمواصلة الجهود المباركة التي بذلها ملوك السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن.
وتابع: إن إقامة شعيرة الحج في ظل هذا الوباء، وإن اقتضت تقليص أعداد حجاج بيت الله الحرام، إلا أنها أوجبت على الأجهزة الرسمية المختلفة جهودا مضاعفة، بالإضافة إلى واجب كل عام بالإشراف والاطمئنان المباشر على سير الحج وسلامة الحجاج وراحتهم، وهو العمل على تطبيق أقصى الاشتراطات الصحية للتعامل مع جائحة كورونا ومنها الحرص على التباعد الاجتماعي، وأدعو الله مخلصا أن يجزي خيرا كل من أسهم في مجهودات الحج، وخدمة الحجاج. وأبتهل في هذا اليوم المبارك إلى المولى القدير أن يكتب الحج للمسلمين في الأعوام المقبلة ونحن مطمئنون على سلامتهم، وأن يعين إخواننا حجاج بيت الله على إكمال نسكهم في هذه الأيام المعدودات، بيسر وسهولة وأمن وصحة وأمان.
واختتم خادم الحرمين كلمته بقوله: أسأل الله الكريم أن يرحم بواسع رحمته شهداءنا الأبرار، وأن يسكنهم الجنان. وأشيد بأبنائي من جنود الوطن الذين قدموا ويقدمون أنفسهم احتساباً للأجر والمثوبة من عند الله في فدائهم للوطن ولرفعته في أبهى صور البطولة والشجاعة والبسالة، سواء في سبيل حماية حدوده والذود عنها، أو في الحد من انتشار جائحة كورونا وتفشيها، أو في خدمة المواطنين والمقيمين على الدوام، في كل الظروف والأحوال. وأسأل الله العظيم لهم التوفيق والسداد، ولوطننا الغالي وللمواطنين والمقيمين على ثراه الأمن والأمان، والصحة والسلامة والاطمئنان، وأن يحمي الله البشرية كافة، ويعجل برفع البلاء، إنه سميع مجيب.
وفي وقت سابق، هنأ خادم الحرمين الأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك، سائلا المولى تبارك وتعالى أن يتقبل من الحجاج حجهم، ومن المسلمين طاعتهم، وأن يرفع عن العالم وباء جائحة كورونا.
وقال خادم الحرمين على حسابه في "تويتر": "أهنئ الجميع بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة والصحة والعافية. كما نسأله تبارك وتعالى أن يتقبل من الحجاج حجهم، ومن المسلمين طاعتهم، وأن يرفع عن بلادنا والعالم وباء جائحة كورونا بفضله ورحمته، وكل عام وأنتم بخير".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار