default Author

الذبيح

|
اليوم هو أحد أعظم أيام الدنيا، نتقرب فيه الى الله بذبح الأضاحي، إحياء لسنة نبي الله إبراهيم - عليه السلام - الذي جسد معاني الطاعة كلها، حينما أمره ربه أن يذبح ولده إسماعيل، فاستجاب الوالد والابن لأمر الله دون تردد، قبل أن يفتديه المولى - عز وجل - بـ"كبش" عظيم. لكن ما الذي يفعله أصحاب الديانات الأخرى؟!
يقدم اليهود القرابين بأشكال عدة، أحدها عندما يحل عيدهم في رأس السنة العبرية، ويسمى "روش هشانا"، يحيون فيه ذكرى ما يعتقدون بأنه أضحية إسحاق، ويعد النفخ في قرن الخروف "الشوفار" رمزا لكبش الفداء الذي من الله به على النبي إبراهيم - عليه السلام - عندما هم بذبح ابنه.
وكما ذكر في العهد القديم، أن تضحية اليهود ببقرة حمراء، يعد ركنا أساسيا في دينهم، وطقسا من طقوس العبادة، يتم فيه حرق البقرة وأخد الرماد، ويضاف الماء إليه ليتطهر الشخص من الذنوب، بشرط أن تذبح وفقا للطريقة الدينية "شيشيتا". ومن اليهود من يذبح الأضاحي عشية يوم الغفران، كأحد طقوس "الكاباروت" أو الكفارة. فيه يذبح الرجل ديكا، والمرأة دجاجة، تدار على رأس المذنب وهي حية ثلاث مرات، مع تلاوة المزامير، اعتقادا منهم بانتقال الذنوب إلى الطائر، ثم يذبح ويقدم لحمه للفقراء وأحشاءه للطيور! ومن شعائر اليهود، تقديم القرابين عند هيكل سليمان - عليه السلام - الذي يزعم اليهود أنه تحت المسجد الأقصى، كما في "التلمود"!
في المسيحية يختلف المفهوم، رغم أنهم يتفقون مع اليهود على أن الذبيح إسحاق وليس إسماعيل - لكنهم لا يؤمنون بالأضحية إلا فى حالات "النذور" حين يريد الشخص الخلاص من ضيقة أو من عدو أو من أزمة مالية، أو صحية، لاعتقادهم بأن "المسيح" افتدى خطايا جميع البشر بعد صلبه في "الجمعة العظيمة"، وخلص البشرية من خطيئة آدم وحواء الأولى.
ولإيمانهم بأن اعتراف البشر بخطاياهم منكسرين وعدم استحقاقهم نوال نعمته وإحسانه، أفضل من الذبيحة ولحم الكباش!
ويتحفنا الصينيون - كعادتهم - بالغرائب، حيث اعتادوا تقديم البشر، قرابين للآلهة، خصوصا سلالة شانج، بهدف فرض سيطرتهم الدينية والسياسية، وأثبتت الحفريات ذلك. مثلهم في ذلك مثل سكان هاواي الأوائل، الذين يضحون بالبشر لطلب المساعدة من إله الحرب "كو"، وقبائل الأزتيك في أمريكا الوسطى، الذين يقدمون قلوب البشر قرابين للشمس، ظنا منهم أن دماء البشر مصدر قوة للحياة المقدسة. لتتجلى نعمة وعظمة الإسلام وسماحته في التضحية بالأنعام، والتصدق بجزء منها، وإهداء جزء، اتباعا لسنة سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم.
إنشرها