Author

ذكريات الماضي

|
يقول الدكتور مصطفى محمود، "جميعنا من دون استثناء، نحتاج إلى سلة مهملات داخل مخيلاتنا، لنضع فيها الكلمات المزعجة والمواقف الأليمة، وكذلك بعض الأشخاص".
تأملت هذه المقولة كثيرا فوجدت أن كل حرف فيها يبرهن بأن ذكريات الماضي قطعة من الروح، لكن رغم ذلك فإنك ستجد نفسك في فترة من فترات حياتك بحاجة ماسة إلى دفن ذكريات الماضي أو نسيانها للأبد، لأنه يجب عليك أن تعيش حاضرك وتستمتع بكل أيامه، في هذا المقال سأطرح عليك عزيزي القارئ أربعة أسئلة إن أجبت على ثلاث منها بنعم، فأنت ما زلت أسيرا لذكريات الماضي التعيسة وتعاني صعوبات في حاضرك الذي تعيشه.
- حين يتسلل صقيع المشاعر نحو ثقوب قلبك وتنهش روحك برودة الأحاسيس، فهل تشعر بالحنين إلى شخص ما عشت معه لحظات جميلة مفعمة بالحب والدفء وكان يفهمك ويحتويك وتتمنى أن يوجد في حياتك الآن، رغم يقينك أنه لن يعود إطلاقا؟، توقف هنا قارئي العزيز وأغمض عينيك وتذكر شخصا تفتقده بشدة سؤالي لك، هل تعتقد أن قدرتك على مواجهة الحياة والتغلب على ظروفها كانت ستكون أفضل بوجوده؟
- عندما تتراكم الضغوط عليك وتنهال "بلاوي" الدنيا فوق رأسك وتشعر بالعجز في التعامل معها وإيجاد الحلول المناسبة وتفشل في ترتيب أمورك، هل تصاب بخيبة أمل وتستدعي ذاكرتك تلك المواقف المحبطة المشابهة التي مرت عليك في الماضي، ما يجعلك تندب حظك البائس وتظن أن حاضرك ما هو إلا امتداد لماضيك التعيس؟
- عندما تلتقي مصادفة بشخص ما كان له تأثير بالغ السوء في حياتك وتسبب لك بحزن كبير في فترة من فترات حياتك في الماضي، وأسهم في تدمير نفسيتك وتحطيمك حتى استغرق الأمر منك أعواما لتعيد ترميم ذاتك من جديد ومتابعة حياتك بعيدا عنه، فهل رؤيتك له بعد كل هذه الأعوام الطويلة ستجعل يومك يمر عاديا وتتجاهل رؤيتك له، لأنه بنظرك الآن لا يعني لك شيئا، أم ستنهال عليك الذكريات التعيسة والمواقف السيئة التي مررت فيها بسببه ما يجعل مزاجك يتغير بشكل سيئ لأيام؟
- حين تكون جالسا وحدك هل في الأغلب تستدعي ذكرياتك التعيسة والبائسة والسوداوية؟
إذا كانت لديك ثلاث إجابات نعم فأنت تحتاج إلى مراجعة طريقة تفكيرك، فذكريات الماضي التعيسة ستجعلك تعيش حاضرك ومستقبلك في بؤس.
وخزةسجناء ذكريات الماضي التعيسة أموات حتى لو كانوا أحياء.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها