الطاقة- النفط

محللون: منتجو النفط مستعدون لمواجهة تقلبات السوق وتجنب تكرار سيناريو أبريل

محللون: منتجو النفط مستعدون  لمواجهة تقلبات السوق وتجنب تكرار سيناريو أبريل

منتجو النفط يستعدون جيدا لمواجهة تقلبات السوق وعدم تكرار سيناريو أبريل.

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجع بسبب وتيرة الإصابات المرتفعة بفيروس كورونا في مختلف دول العالم ما يهدد تعافي الطلب على النفط الخام والوقود.
ويواصل المنتجون في "أوبك +" تحسين مستويات الامتثال بتخفيضات الإنتاج وفق اتفاق نيسان (أبريل) الماضي، حيث يستعدون لتخفيف قيود الخفض ابتداء من الشهر المقبل بإضافة مليوني برميل يوميا، إذ توجه في الأساس إلى الاستهلاك المحلي المرتفع في فصل الصيف وسط توقعات لـ"أوبك" بأن يكون تأثير الزيادات محدودا في الأسعار.
وقال لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون إن تخفيف تخفيضات الإنتاج الحالية في آب (أغسطس) المقبل يأتي في إطار توقع "أوبك +" تحسن أساسيات السوق وارتفاع الطلب مجددا، لافتين إلى تأكيد السعودية على استمرار الشراكة والتعاون بين المنتجين الذي يمتد حتى نهاية العام المقبل.
وثمن المختصون تمسك تحالف "أوبك +" بعقد اجتماع شهري للجنة الوزارية المعنية التي تراقب السوق وتقيم التطورات والمستجدات مع العمل على التأكد من وفاء المنتجين بالالتزامات كافة تجاه حصص خفض الإنتاج ورفع توصيات إلى المؤتمر الوزاري الموسع لمجموعة "أوبك +" في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، مشيرين إلى أن السعودية ترحب بعقد اجتماع وزاري طارئ في حالة حاجة السوق إلى ذلك وعودة اقتصادات العالم إلى مرحلة الإغلاق بسبب الموجة الثانية من الوباء.
وأشار المختصون إلى أن التسليم الكامل لخفض التعويضات يمكن أن يؤدى إلى تقليص الزيادة المتوقعة في العرض البالغة مليوني برميل يوميا بمقدار النصف تقريبا.
وقال روبرت شتهيرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية إن العوامل المطمئنة في السوق متعددة، أبرزها التنسيق السعودي - الروسي المستمر، وهو ما سهل الانتقال إلى المرحلة الثانية من تخفيضات الإنتاج، حيث أكد ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي أن التخفيف المقبل لخفض إنتاج النفط من قبل مجموعة "أوبك +" ابتداء من آب (أغسطس) المقبل بحجم خفض يصل إلى 7.7 مليون برميل يوميا له ما يبرره ويتماشى مع اتجاهات السوق.
وأشار إلى أن "أوبك" وروسيا لديهما قراءة جيدة للسوق تقوم على التفاؤل الواسع والموضوعي بشأن الزيادة المحتملة في الطلب على النفط والمنتجات البترولية على مستوى العالم، موضحا أن المنتجين كافة لديهم حذر شديد حاليا من الموجة الثانية من الوباء ويسعون حثيثا إلى تجنب التقلبات السعرية الحادة ودعم توازن السوق بكل الوسائل الممكنة، مبينا أن السعودية تسعى إلى استقرار السوق رغم أنها تتحمل عبئا كبيرا بسبب انخفاض عوائد التصدير.
من جانبه، أكد لوكاس برتريهير المحلل في شركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز، أن منتجي "أوبك +" يستعدون جيدا لمواجهة تقلبات السوق وعدم تكرار سيناريو نيسان (أبريل) الماضي، لافتا إلى أن حذر المنتجين سيجعل الموجة الثانية من وباء كورونا لن تدمر أسعار النفط، لافتا إلى أن عودة أساسيات سوق النفط إلى الوضع الطبيعي تحتاج إلى الاستمرارية في العمل المشترك والتنسيق المطول بين المنتجين حتى مع دول خارج مجموعة "أوبك +".
وأشار إلى أن السعودية قدمت الكثير لاستقرار السوق ولكن لا يمكن استمرار تحملها وحدها العبء الأكبر من تخفيضات الإنتاج، حيث يجب أن يشارك المنتجون كافة في تحمل المسؤولية المشتركة، مبينا أنه من العوامل الإيجابية استجابة المنتجين المتعثرين في الأشهر الماضية لدعوة تصحيح مسار الإنتاج وتعويض تخفيضات الإنتاج المطلوبة ومثال على ذلك العراق ونيجيريا وكازاخستان الذين يستعدون لإجراء تخفيضات إضافية بقيمة 842 ألف برميل يوميا في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر).
من ناحيته، أوضح بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، أن تخفيف قيود خفض الإنتاج ابتداء من الشهر المقبل يعد علامة على الثقة بوجود فرص جيدة للتعافي الاقتصادي العالمي في الأشهر المقبلة، لافتا إلى أن المنتجين يتجنبون العودة إلى سيناريو حرب أسعار النفط ويراهنون بشكل كبير على انتعاش الطلب على النفط واسترداد الانتعاش الاقتصادي العالمي على الرغم من استمرار المخاوف الخاصة بالموجة الثانية للوباء.
وذكر أن قيود الإنتاج الحالية ستؤدي تدريجيا إلى تسارع وتيرة السحب من مخزونات النفط الخام، لافتا إلى تقارير دولية تؤكد أنه في العام المقبل 2021 تتطلع "أوبك" إلى زيادة إنتاجها الإجمالي بمقدار ستة ملايين برميل يوميا في ضوء تقديرات إيجابية للطلب في الصين ودول الاتحاد الأوروبي.
بدورها، قالت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، إن "أوبك" من خلال تخفيف قيود خفض الإنتاج تسعى أيضا إلى التقليل من خطر عودة النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة مرة أخرى بمستوى إمدادات مرتفع خاصة بعد انتعاش أسعار النفط الحالية نسبيا بما يكفي لإعادة الإنتاج الذي كان مغلقا خلال فترة انهيار أسعار النفط في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) الماضيين.
وذكرت أن المخزونات العالمية ما زالت سريعة البناء وتحتاج إلى السحب الواسع لتحقيق مزيد من الاستقرار في السوق، خاصة أن الإنتاج الزائد في مجموعة أوبك بلغ 380 ألف برميل يوميا الشهر الماضي، لافتة إلى تقرير "أوبك" الذي يتوقع أن يرتفع الطلب على نفطها ويتجاوز مستويات ما قبل الفيروس في عام 2021 وهو ما دفعها إلى زيادة الإنتاج تدريجيا بثقة تامة.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أمس، وسط مخاوف من أن يخرج تعافي الطلب على الوقود عن مساره من جراء الارتفاع في وتيرة إصابات فيروس كورونا في أنحاء العالم.
وبحسب "رويترز"، فإنه بحلول الساعة 06:53 بتوقيت جرينتش، كان خام برنت منخفضا 36 سنتا بما يعادل 0.8 في المائة إلى 42.78 دولار للبرميل، بعد أن انخفض قليلا الأسبوع الماضي. ونزل الخام الأمريكي 34 سنتا أو 0.8 في المائة إلى 40.25 دولار للبرميل، بعد أن زاد أربعة سنتات الأسبوع الماضي.
أصيب أكثر من 14.5 مليون شخص بفيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم وتوفي أكثر من 604 آلاف بمرض كوفيد - 19، الذي يتسبب فيه الفيروس، وفقا لحصيلة جمعتها "رويترز".
وقال أفتار ساندو، مدير السلع الأولية في "فيليب فيوتشرز"، "جائحة فيروس كورونا اللامتناهية قد تجبر الدول على إعادة فرض إجراءات الإغلاق الشامل ما سيبطئ النمو الاقتصادي ويكبح الطلب على الطاقة".
وفي حين تعافي الطلب على الوقود من تراجع 30 في المائة في نيسان (أبريل) بعد أن فرضت الدول في أنحاء العالم إغلاقات عامة صارمة، فإن استهلاكه ما زال دون مستويات ما قبل الجائحة. ويشهد طلب التجزئة الأمريكي على البنزين تراجعا من جديد مع تنامي الإصابات.
وانخفضت واردات اليابان من النفط 14.7 في المائة في حزيران (يونيو) مقارنة بها قبل عام، حسبما أظهرته الأرقام الرسمية أمس. لكن التراجع جاء أقل بكثير من هبوط أيار (مايو) البالغ 25 في المائة على أساس سنوي.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 43.22 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي مقابل 43.80 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني انخفاض له على التوالي، كما أن السلة استقرت تقريبا عند مستوى اليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 43.46 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط