بحسب المواطنين العالميين، فإن مواقفهم، مثل عد الحياة فرصة للتعلم والنمو، تساعدهم إلى حد كبير في الظروف الجديدة التي ترغمهم على التعامل مع الاختلافات بما تنطوي عليه من تعقيدات. من جهة أخرى، امتلاك عقلية متحجرة، أي تتبع قواعد صارمة عن الصواب والخطأ أو السيئ والجيد، قد يمنح الشعور بالأمان، إلا أنه قد يحد من القدرة على النمو والتطور. تساعد العقلية المتنامية مواطني العالم على الحفاظ على مرونتهم والانفتاح على التغيير. وهو الأساس الذي يمكنهم من إيجاد حلول إبداعية لتعقيدات الحياة والعمل. امتلاك اتجاهات للتعلم يعد نقطة الانطلاق لدورة فاعلة، فبذور الإبداع التي زرعوها تحفزهم بدورها على مواصلة عملية التعلم.
وبشأن إيجاد حلول للتحديات العالمية تنطلق العقلية العالمية من الإيمان بأن التوجهات المحلية والعالمية أمر ضروري لفهم العالم. ففهم عديد من الأشخاص للحياة والعمل، بما في ذلك مواقفهم من بناء شبكة علاقات وإيجاد حلول، نابع من جذور محلية. وفي حين يفهم الأشخاص العالميون التوجهات المحلية ويعتمدون عليها غالبا، إلا أن تفكيرهم منفتح على العالم. لنأخذ ميرا على سبيل المثال. نشأت ميرا بين المملكة المتحدة والهند. وعايشت ثقافة والديها في الوقت ذاته، ما جعلها عرضة للاختلافات الثقافية لكلتا الدولتين، ولكنها أرست جذورا فيهما. بصفتها رائدة أعمال اليوم تقول ميرا، إنها لن تنأى عن أي فكرة قد تترتب عليها تأثيرات عالمية.
في الوقت الذي لا يصف فيه الأشخاص العالميون أنفسهم كأشخاص مبدعين، نجدهم يبادرون إلى سرد قصص عن التكيف مع التغييرات في المكان والعمل والعلاقات، ويبدو أنهم مهيؤون للنجاح في ظروف جديدة. تتسم العقلية المبدعة بالفضول والقدرة على إيقاف الأحكام، وتحمل الغموض، والاعتقاد بقدرة المرء على إيجاد حلول إبداعية. فالحياة حول العالم هي بمنزلة أرض خصبة لتطوير العقلية الإبداعية. فهي تجعل المواطنين العالميين أكثر عمقا وتتيح طرقا جديدة للعمل.
أعداد الباحثين والقادة ممن يرون العقلية العالمية ضرورة لقيادة ناجحة في تزايد. فالأشخاص الذين يمتلكون تلك العقلية لا يرجحون تبسيط الحقائق عن عالم الأعمال، ولا يترددون في تقبل ومعالجة التعقيد والغموض الذي تنطوي عليه الأمور. فقيادة التغيير في ظل الظروف الحالية تتطلب حلولا جديدة للتحديات العالمية. بإمكاننا جميعا التعلم من خبرات المواطنين العالميين عن واقعنا المتغير.
