Author

هل تتعلم الجامعات من الإغلاق؟ «2 من 2»

|
كانت التحولات الديموغرافية فترة طويلة تفرض الضغوط على أعداد الملتحقين بالجامعات. حتى إذا كانت الكليات في بعض المجالات "مثل علوم الحاسب" لا تزال تشهد طلبا قويا، فمن المؤكد أن انخفاض أعداد الطلاب في عديد من المجالات الأخرى، يعمل على تضخيم المقاومة للتكنولوجيات الجديدة الموافرة للعمالة.
لكن لعل العقبة الأكبر تتمثل في التكلفة العالية اللازمة لإنتاج محاضرات مسجلة عالية الجودة ترضي الطلاب بقدر المحاضرات الشخصية. فإنتاج محاضرة واحدة للاستهلاك الجماعي ممارسة لا تخلو من مجازفة وتستغرق وقتا طويلا. ولأن المحاضرات المسجلة يسهل استنساخها، فربما يكون من الصعب تقاضي ثمن مرتفع بالقدر الكافي لتغطية التكاليف. تحاول وفرة من المؤسسات التعليمية البادئة "بما في ذلك عديد منها داخل وحول منطقة بوسطن، حيث أقيم" حل هذه المشكلات، لكنها لم تخلف حتى الآن تأثيرا كبيرا في النظام.
لذا، يبدو من المعقول أن نتساءل ما إذا كانت حكومة الولايات المتحدة يجب أن تتحمل تكاليف إنشاء مواد المحاضرات الجامعية الأساسية المسجلة سلفا في مجالات بعينها. "ويمكن القيام بالأمر ذاته في دورات التعليم للكبار". يجب أن تكون مواد الدورات التمهيدية - خصوصا - عبر الإنترنت في الموضوعات غير السياسية، مثل الرياضيات، وعلوم الحاسب، والفيزياء، والمحاسبة، من المواد الأساسية المرشحة للتمويل الفيدرالي.
كما تنطوي تخصصات أكاديمية أخرى، بما في ذلك مجال الاقتصاد، الذي أعمل فيه بكل تأكيد، على إمكانات كبيرة فيما يتصل ببثها عبر الإنترنت. الواقع أن المرشح الديمقراطي للرئاسة في الولايات المتحدة، جو بايدن، يدعم الآن جعل التعليم الجامعي مجانيا، الأمر الذي يثير حماس بعض الأساتذة. لكن بدلا من توسيع نظام التعليم الجامعي الأمريكي القائم حاليا، ألن يكون التمويل الفيدرالي للتعلم عبر الإنترنت طريقة أكثر عدالة وكفاءة للمضي قدما، خاصة أنه من الممكن أن يساعد البالغين من جميع الأعمار؟
يمنح التعليم العالي، الطلاب، مجموعة من المهارات الحياتية والقدرة على فهمها، ويساعدهم على عيش حياة أكثر ثراء واكتمالا، ويجعلهم مواطنين أفضل كما نأمل. لكن ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان من الواجب تجميع كل جوانب التعليم العالي المختلفة، بما في ذلك اكتساب المهارات والتنمية الاجتماعية والفكرية، على النحو الذي نراه حاليا. يحتاج الطلاب إلى التجمع، لكن ليس طوال الوقت بالضرورة.
يتفق الجميع تقريبا على أن توسيع نطاق الوصول إلى التعليم العالي هو واحد من أفضل الطرق لتضييق فجوات التفاوت بين الناس، وأنه من الممكن أن يساعد على جعل المجتمع أكثر عدالة وإنتاجية. وهو يشكل ضرورة أساسيا أيضا في عالم تتطلب التكنولوجيا والعولمة "أو ربما انحسار العولمة في أيامنا هذه"، قدرة أكبر على التكيف، وربما إعادة التدريب لتلبية الطلب المتغير في سوق العمل.
ستتسبب أزمة كوفيد - 19 في الأرجح، في إحداث مزيد من التحولات السريعة والبعيدة المدى على الأرضية الاقتصادية تحت أقدامنا. لكن ينبغي لنا ألا ننظر إلى هذه التغيرات بخوف أو رهبة إذا ساعدت الجائحة أيضا على الدفع بالتحول إلى تعليم عال أفضل وأكثر شمولا.
خاص بـ "الاقتصادية"
بروجيكت سنديكيت، 2020
إنشرها