إذا كان الذهب هو المعدن الذي دفع الغزاة إلى الغزو، فإن الفضة في العقود الأخيرة كانت لديها القدرة على إحداث حالات شبيهة بالاضطراب العقلي بين أصحابها. كدت أقول "بين المستثمرين فيها"، لكن هذا مصطلح محايد تماما بالنسبة للمؤمنين الحقيقيين بالفضة.
في الأشهر الأخيرة أصبح الذهب جزءا محترما من الاستراتيجيات الأساسية المؤسسية، حيث وفر مرساة مفيدة في مواجهة الرياح في أسواق ما بعد فيروس كورونا.
لكن سعر الفضة تخلف بسبب مجموعة عشاق الذهب التي أصبحت هي الموضة الآن. سعر الفضة بالدولار لا يزال مرتفعا خلال هذا العام، عند أعلى قليلا من 18 دولارا للأونصة. معدل سعر الذهب إلى الفضة بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق في 18 آذار (مارس)، عندما انهار سعر الفضة إلى 11.94 دولار. في تلك المرحلة، كان السعر الفوري لأونصة من الذهب يساوي 126.5 أونصة من الفضة.
منذ ذلك الحين، هبط "معدل الذهب إلى الفضة"، أو GSR على حد تعبير عشاق الفضة، إلى ما دون 100، حيث كانت تنتعش بشكل يسير منذ نهاية أيار (مايو). بالنسبة لأهل الفضة، القوة النسبية في سعر الذهب هي إشارة شراء. لكنهم يعتقدون أن أي شيء تقريبا هو إشارة شراء.
معظم المهتمين بالمعادن من غير الأمريكيين ينظرون إلى الفضة من حيث فائدتها لأدوات المائدة، أو الحلي، أو قدرة التوصيل الفائقة التي تتمتع بها في مجال الكهرباء. بالنسبة لنوع معين من الأمريكيين الفضة هي جزء من الأيديولوجيا.
وهي أيديولوجيا تنسجم مع امتلاك بندقية شبه آلية مع كثير من الذخيرة الاحتياطية. والسلع المعلبة. ونظريات المؤامرة. والشعور بالازدراء تجاه الليبراليين الحضريين. وأكثر هؤلاء التزاما هو الذي "يكدس الفضة" الذي يكنز أكوام العملات الفضية لاستخدامها لشراء الضروريات بعد انهيار المجتمع. هؤلاء أناس لا يمكنك مجادلتهم. عليك فقط أن تتراجع، دون الإقدام على أي حركات مفاجئة أو مهددة.
يعتقد المؤمن الحقيقي بالفضة أن معدل سعر الذهب إلى الفضة يجب أن يكون أقل بكثير من 96 أو 98 إلى واحد. ولكي نكون منصفين لهم، فإن إسحاق نيوتن سيؤيد موقفهم لو كان موجودا اليوم. يعتقد نيوتن أن معدل سعر الذهب إلى الفضة يجب تثبيته عند 16 إلى 1.
المحترفون في أسواق المعادن لا يشاركون هذا الرأي. لدى CPM، وهي شركة استشارية للصناعة لا تتاجر أو تبيع المعادن أو الأوراق المالية ذات الصلة، وجهة نظر خاصة بها مفادها أن أسعار الفضة لن تهوي كما فعلت في آذار (مارس)، لكن من المرجح أن تتداول فوق 16 دولارا وأقل من 20 دولارا.
هذا لا يكفي لإثارة طفرة في تعدين الفضة. أحدث منجم مهم للفضة، في سوتكامو Sotkamo في فنلندا، لم يحقق نجاحا كبيرا منذ أن تم افتتاحه في العام الماضي. الإدارة التي، حسب التقارير، لم تقم بالتحوط التام لأسعار إنتاجها، تغيرت أخيرا.
المستثمرون في شركات التعدين أكثر حماسة بشأن آفاق المعادن الأخرى، مثل النيكل والنحاس والكوبالت. وكما يقول أحدهم: "هناك تركيز أكبر بكثير على الانضباط في الإنفاق الرأسمالي. مع الفضة لديك مخزون كبير فوق الأرض".
هذه هي مشكلة المتحمسين للفضة. نعم، إنتاج المناجم في العالم أقل من الطلب الصناعي والاستثماري وطلب صناعة الحلي.
لكن هناك مليارات من أونصات الفضة التي تم استخراجها حتى الآن وتم تخزينها على شكل سبائك أو تحولت إلى تحف عادية للبيع بالتجزئة، ويمكن صهرها بسهولة. ربما يفسر ذلك المقاومة الظاهرة للأسعار عندما يتم تداول المعدن بالقرب من 20 دولارا.
الخبر السار هو أن الفضة، على عكس الذهب، رخيصة للغاية بحيث لا تستحق التزييف. من ناحية أخرى، هي أيضا أرخص من أن تكون ذات فائدة كبيرة للبنوك الكبرى.
في الأعوام الأخيرة، اجتذبت التجارة المادية للمعادن الثمينة الكثير فوق الحد من تكاليف الامتثال والفضائح على نحو يجعلها غير مثيرة للاهتمام بالنسبة لمعظم البنوك. حتى صناديق التحوط من الدرجة الأولى تجد صعوبة في الوصول بسهولة إلى السوق المادية للذهب. أما الفضة؟ سيتصلون بك لاحقا.
إذا تجاهلت هذه التحذيرات ولا تزال مفتونا بالفضة، فقد يطاردك شبح نيلسون بونكر هانت. قبل ما يقارب 40 عاما بالضبط من اليوم السابق لانهيار الفضة في آذار (مارس)، اضطر إلى تسديد مطالبات الهامش على مراكزه في الفضة التي أثارت أزمة في البنوك بمليار دولار. بعد أن كان من أغنى أغنياء تكساس، أصبح مفلسا.
