Author

السياحة الداخلية والحلول العاجلة

|
بعد أن تعلمت البنات الطبخ والأبناء الحلاقة في المنازل خلال أزمة كورونا، هل تتعلم الأسرة ككل أن تكون السياحة الداخلية جزءا أساسيا من عطلاتها الصيفية، خاصة أن بلادنا بطبيعتها الجميلة وأجوائها المقبولة صيفا في بعض المناطق، إضافة إلى تراثها الحضاري مؤهلة لتكون مناطق جذب سياحي ليس للسعوديين فقط وإنما للسياح من أنحاء العالم؟، ولهذا السبب ركزت "رؤية 2030" على تنمية قطاع السياحة وتم تأسيس صندوق لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في القطاع السياحي برأسمال قدره 15 مليار ريال، وذلك على غرار الصناديق المتخصصة الأخرى. ومن هذا المنطلق نشرت تغريدة على حسابي في "تويتر" قلت فيها، إن هناك توجها للسياحة الداخلية، ولكن لا يتوافر السكن المناسب وهو أهم عنصر يوفر الراحة للسائح. وقلت أيضا، إنه لا بد من حلول غير عادية وذلك حتى لا يأتي من يقول، إن على المستثمرين بناء الفنادق والشقق المفروشة متجاهلا أن الموسم السياحي والأجواء الجميلة في المناطق التي نقصدها في الصيف لا تتعدى شهرين في العام، فمن سيرصد الملايين لمبنى فخم لفندق أو شقق أو مطاعم، لكي تعمل شهرين ثم تغلق لعشرة أشهر؟. وطلبت من المتابعين أفكارا تثري المقال الذي وعدتهم بكتابته وها أنا ذا أفعل.
جاءت التعليقات والمقترحات التي لن أستطيع استعراضها كاملة، لكنني سأشير إلى بعض ما ورد فيها قبل أن أضيف ما لدي من مقترحات. ومعذرة لأنني لن أذكر الأسماء لكثرتها، لكن من أهمها من قال، إن السياحة الداخلية ممكن أن تكون بديلا للسياحة الخارجية، لكن ارتفاع أسعار السكن لا يتناسب مع نوعية السكن المتاح، وضعف الاهتمام بالطرق في بعض المناطق يجعل التنقل بينها صعبا، ويضيف آخر أن هذه الأسباب تجعل سياحة الخارج أيسر من سياحة الداخل، وأشار بعض المعلقين إلى اللجوء لحل الكرفانات والمقطورات وغرف السحب المجهزة بكل الوسائل الحديثة وهذا اقتراح جميل ولا يكلف كثيرا، ومثل ذلك من قال، إن المشكلة موسمية وبالتالي يلزم أن يكون السكن موسميا مثل إقامة المخيمات والمساكن الجاهزة. وأفضل ما قرأت قول أحدهم، إنه إذا وجدت الإرادة هانت المصاعب، ويقترح منتجات مؤقتة وملاعب ومطاعم موزعة على الإطلالات الجميلة في جبال الجنوب.
وأخيرا: إضافة إلى ما تقدم هناك من اقترح أن تنسق وزارة السياحة مع وزارة التعليم لاستثمار مباني المدارس والجامعات في مناطق المصائف، بحيث تؤثث كفنادق نظيفة ومجهزة وتسلم للفنادق الكبرى في المدن التي يقل فيها العمل صيفا، لكي تنقل بعض العاملين لديها فترة الصيف لتشغيل المساكن والمطاعم بإدارة فندقية محترفة، وبعد الصيف يتم إغلاقها وإعادتها لوزارة التعليم. ويبقى الحل الجذري في معالجة الموسمية عن طريق تحفيز الزيارة للمناطق السياحية في غير فصل الصيف مثل، إيجاد المعارض والفعاليات طوال العام، ما يوجد سوقا ممتدة ويشجع المستثمرين على إنشاء الفنادق وتوزيع العوائد على مدة أطول من مجرد سياحة الصيف التي ستظل الموسم الأهم.
إنشرها