الطاقة- النفط

«أوبك»: الموجة الثانية من كورونا قد تفتح الباب أمام تعديلات إضافية في المعروض

«أوبك»: الموجة الثانية من كورونا قد تفتح الباب أمام تعديلات إضافية في المعروض

توقعات بأن تشهد الفترة المقبلة تعديلات إضافية في العرض لتحقيق نتائج أفضل في النصف الثاني من 2020

واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية بأكثر من 2 في المائة لكل من خامي برنت والأمريكي بفعل تراجع المخزونات الأمريكية وتحسن بيانات الوظائف علاوة على تأثير جهود "أوبك +" في تقييد المعروض النفطي العالمي بنحو 9.7 مليون برميل يوميا على مدى تموز (يوليو) الجاري إضافة إلى عدة تخفيضات أخرى غير طوعية في الولايات المتحدة وكندا.
وتراجعت الأسعار نسبيا في ختام الأسبوع تحت وطأة اشتعال الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة ما أشاع أجواء سلبية بشأن الطلب العالمي على الوقود إضافة إلى عودة شبح التباطؤ والانكماش الاقتصادي العالمي الواسع.
وفي هذا الإطار، أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أن تأثير جائحة كورونا واسع في الاقتصاد العالمي وسوق النفط خاصة في المنطقة الآسيوية، مشيرة إلى أن "أوبك" وشركاءها لعبوا دورا استباقيا ورائدا في تعزيز إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمية في أعقاب اندلاع الجائحة وستظل تمارس هذا الدور الرئيس.
وذكر التقرير أن أزمة الوباء أظهرت أيضا أهمية وقيمة تعزيز التعاون والحوار بين المنتجين بقيادة "أوبك" والتحالفات الرئيسة في العالم مثل مجموعة العشرين، مشيرا إلى أن دول "أوبك +" تعهدت بخفض إمدادات النفط بشكل لا مثيل له وفق جدول زمني طويل يمتد حتى نيسان (أبريل) 2022.
ونوه إلى ارتفاع المخاطر الخاصة بحدوث موجة ثانية من الوباء خاصة بعد إعادة فتح النشاط الاقتصادي وتخفيف قيود الإغلاق وهو ما نشهده بالفعل خاصة في الولايات المتحدة فيما يحاول المنتجون مقاومة هذه الظروف غير المواتية من خلال تحسين الامتثال لخفض الإنتاج التي ينفذها بالفعل تحالف "أوبك +" إضافة إلى تخفيضات غير طوعية من المنتجين الآخرين وقد تكون هناك حاجة إلى تعديلات إضافية في المعروض في الفترة المقبلة.
ونقل التقرير عن محمد باركيندو الأمين العام لـ"أوبك" قوله إن الحوار مع المستهلكين مهم للغاية، لافتا إلى أن الهند تستورد نحو 80 في المائة من نفطها من "أوبك"، معتبرا أن الهند ستستمر في كونها أحد المحركات الرئيسة لنمو الاقتصاد العالمي والطلب على النفط، مشددا على أن قيمة التعاون والتعددية صارت أكثر أهمية بعد الجائحة.
وأوضح أن مهام وأعباء اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة خفض الإنتاج زادت أكثر من أي وقت مضى لمتابعة التعاون الفعال بين المنتجين كما تنامي دور اللجنة الفنية أيضا في ظل وضع السوق المتوتر ولإطلاق التحذيرات ووضع خريطة طريق لعمل منتجي "أوبك +" في الفترة المقبلة.
وأشار تقرير المنظمة الدولية إلى أن تعديلات الإنتاج الأخيرة التي جاءت رد فعل على جائحة كورونا تلعب دورا مهما لتحقيق الاستقرار في سوق النفط والاقتصاد بشكل عام، لافتا إلى أن اجتماعات نيسان (أبريل) الماضي لتحالف "أوبك +" أقرت خفضا للإمدادات بنحو 9.7 مليون برميل يوميا وهو ما يعد أكبر خفض للإنتاج في تاريخ "أوبك".
وأضاف أن هذا كان قرارا مهما للغاية نظرا لحدوث أكبر انهيار في مستوى الطلب على النفط ما تطلب ضبط العرض في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن "أوبك" وحدها لديها القدرة على تنفيذ تعديل منسق وسريع في مستوى الإمدادات النفطية، وأن الفترة المقبلة، قد تشهد الحاجة إلى إجراء تعديلات إضافية في العرض من أجل الوصول إلى نتائج أفضل في النصف الثاني من العام الجاري.
وأوضح تقرير حديث للمنظمة الدولية أن انتعاش الاقتصادات الآسيوية بصفة خاصة سيستغرق بعض الوقت، مشيرا إلى أهمية تعزيز الحوار بين المنتجين والمستهلكين كقوة حيوية تساعد صناعة النفط الخام على التعافي من الجائحة.
وأشار التقرير إلى تحديات الاستثمار في صناعة النفط، وذكر التقرير أنه في ظل استمرار تفاقم الآثار السلبية لجائحة كورونا من المرجح حدوث مزيد من الانكماش للاستثمار بسبب ضعف الطلب واحتمال أن تؤدي الجائحة إلى التسارع في برامج تحول الطاقة.
وذكر أن الجائحة تسببت في خفض شركات الطاقة بالفعل النفقات الرأسمالية 23 في المائة هذا العام مقارنة بالعام الماضي كما أن الميزانية العالمية للنفط والغاز سجلت حاليا تخفيضات بنحو 70 مليار دولار.
ويرى التقرير أن أحدث توقعات "أوبك" تشير إلى أن الطلب العالمي على النفط سينخفض بنحو 6.8 مليون برميل يوميا على أساس سنوي في 2020 ليصل إلى 92.82 مليون برميل يوميا بينما تشير توقعات دولية أخرى إلى أن الطلب سينكمش بمقدار 8.5 مليون برميل يوميا على أساس سنوي في 2020.
ورجح بقاء السوق تحت ضغوط المعاناة من تداعيات جائحة كورونا وتضخم المخزونات النفطية في أمريكا الشمالية، مشيرا إلى صعوبة توازن السوق على المدى القصير، لافتا إلى توقع انتعاش الأسعار مدفوعا بالطلب خلال فصل الصيف.
وأشار إلى أن النمو الاقتصادي خاصة في دول آسيا في المستقبل سيقود بشكل كامل تقريبا الطلب المتزايد على النفط الخام خاصة في الاقتصاديات الصاعدة، لافتا إلى أن المنطقة الآسيوية سجلت نحو 60 - 70 في المائة من نمو الطلب العالمي على النفط في العقد الماضي خاصة في الصين والهند.
وأضاف التقرير الدولي أن الصين والهند ستظلان تلعبان بشكل متزايد دورا رئيسا في الطلب العالمي خلال العقد المقبل على الرغم من بعض العوامل المضادة مثل رفع مستويات كفاءة الطاقة وسرعة التحول إلى الطاقة البديلة، مشيرا إلى نمو الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سيظل فاترا، كما من المرجح أن ينكمش الطلب العالمي على المنتجات المكررة مثل البنزين في حين يبقى الطلب متماسكا على الديزل.
وذكر التقرير أن بناء الطرق والجسور والمباني وما شابه ذلك في دول آسيا من المتوقع أن يقود النمو بينما كان الطلب العالمي يعول كثيرا على وقود الطائرات باعتباره محور الطلب ولا يوجد بديل عنه ولكن الصورة تبدلت بعد جائحة كورونا حيث انهار الطلب على وقود الطائرات وسيبقى متأثرا على المدى القريب ولكن وقود الطائرات من المرجح أن يستأنف النمو في المستقبل بعد عودة الحياة الطبيعية وانتهاء الجائحة.
ولفت إلى انخفاض عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة إلى 272 منصة وهو من أدنى المستويات كما من المتوقع أن ينخفض الإنتاج الأمريكي 1.5 مليون برميل يوميا في 2020.
وأضاف التقرير أن الأزمة أوجدت زخما لمزيد من التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار في سوق النفط حيث أظهرت هذه الفترة أن منتجي النفط الأمريكيين والعالميين يحتاجون أكثر إلى التنسيق المشترك حيث نرى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي دأب على انتقاد "أوبك" في فترات سابقة وقد أسهم أخيرا في تحقيق التوافق بين المنتجين للتوصل إلى اتفاق دولي من أجل خفض الإنتاج.
وأوضح أن منتجي "أوبك +" يسعون إلى تحقيق توازن السوق واستقرار الأسعار وذلك قبل وقوع جائحة كورونا وستستمر هذه الجهود لتحقيق رواج الصناعة وازدهارها، مشيرا إلى أن الجميع عرف قيمة تعاون المنتجين عندما تعثر الاتفاق لفترة وجيزة، ما أدى إلى اندلاع منافسة في الحصص السوقية وهو ما قاد بدوره إلى انزلاق الأسعار لأول مرة في تاريخ الصناعة إلى المنطقة السلبية.
وحول مستقبل التعاون بين الولايات المتحدة و"أوبك +"، ذكر التقرير أنه حتى لو لم ينضم أعضاء جدد إلى مجموعة "أوبك +" فهناك جهود كافية مبذولة من كل الأطراف من أجل تعزيز الحوار بين المنتجين الرئيسين و"أوبك +"، لافتا إلى أنه علاوة على ذلك ستكون هناك مجموعات أخرى مثل مجموعة العشرين التي ستلعب دورا مهما في مناقشات الطاقة العالمية باعتبارها منتدى للتنسيق والتعاون وتبادل المعلومات.
وبشأن الدروس المستفادة من جائحة كورونا وتأثيراتها في سوق النفط، أكد التقرير أن الجائحة لفتت النظر إلى ضرورة الاستعداد الدائم لوقوع اضطرابات كبيرة غير متوقعة في السوق وإنشاء آليات استجابة ذكية لها إضافة إلى ضرورة الحفاظ على تقارب المنتجين وتعاونهم.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجع النفط إلى أقل من 43 دولارا للبرميل البارحة الأولى، إذ أوقد ارتفاع جديد في الإصابات بفيروس كورونا شرارة مخاوف من احتمال تعثر تعافي الطلب على الوقود، لكن الخام لا يزال يتجه لتحقيق مكسب أسبوعي بدعم من انخفاض المعروض وزيادة المؤشرات على التعافي الاقتصادي.
وسجلت الولايات المتحدة أكثر من 55 ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا الخميس الماضي، وهو رقم يومي قياسي عالمي جديد بالنسبة للجائحة، ويشير ارتفاع عدد الحالات إلى أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة، الذي شهد قفزة في حزيران (يونيو)، قد يعاني تراجعا.
وقالت لويز ديكنسون من "ريستاد إنرجي": "إذا تواصل هذا الاتجاه، فالطلب على النفط بالمنطقة في خطر".
ونزل خام برنت 38 سنتا، أو ما يعادل 0.9 في المائة، إلى 42.76 دولار للبرميل بحلول الساعة 16:03 بتوقيت جرينتش، وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 44 سنتا، أو ما يوازي 1.1 في المائة، إلى 40.21 دولار، والتعاملات الأمريكية متقلصة بسبب عطلة يوم الاستقلال.
وارتفع الخامان القياسيان ما يزيد على 2 في المائة، الخميس الماضي بدعم من بيانات للوظائف الأمريكية جاءت أقوى من المتوقع وانخفاض في مخزونات الخام في الولايات المتحدة. ولا يزال برنت متجها لتحقيق مكسب أسبوعي 4 في المائة.
وصعد برنت إلى أكثر من مثليه من قاع 21 عاما عند أقل من 16 دولارا للبرميل الذي بلغه في نيسان (أبريل)، وذلك بدعم من مؤشرات على التعافي الاقتصادي وتقلص المعروض بعد اتفاق خفض غير مسبوق للمعروض من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء، في إطار ما يعرف بمجموعة "أوبك +".
وما عزز الآمال في التعافي، خلص مسح خاص أمس الأول إلى أن قطاع الخدمات الصيني نما بأسرع وتيرة في أكثر من عشرة أعوام في حزيران (يونيو).
ونزل إنتاج "أوبك" النفطي في حزيران (يونيو) إلى أدنى مستوياته في عقود، وانخفض إنتاج روسيا إلى قرب المستهدف له في إطار "أوبك +".
وقالت "جيه. بي. سي إنرجي" في تقرير إن الأسعار دُعمت أيضا بطلب إفلاس من شركة النفط الصخري الأمريكية الرائدة تشيزابيك إنرجي، وهو ما يزيد توقعات انخفاض الإنتاج.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط