default Author

وما أدراك ما الـ 40

|
عندما نقرأ عديدا من الآيات التي ذكر فيها هذا الرقم، 40 يوما أو سنة، ونسمع ونشاهد بعض العادات والطقوس التي تمارسها الشعوب، وتجدها في موروثها الشعبي مرتبطة بالرقم 40، نتساءل ما سر ذلك الرقم وإلى ماذا يرمز وهل له خواص دونا عن باقي الأرقام؟!
فقد واعد الله موسى 40 ليلة، وسنون التيه التي عاقب الله بها اليهود 40 سنة.
الـ40 سن اكتمال العقل والبدن (حتىٰ إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة)، واللحم ينبت في 40 يوما، ويقال إن ترك الإنسان أكل اللحم 40 يوما ساء خلقه،
والفترة الطبيعية للحمل 40 أسبوعا، وفترة النفاس 40 يوما، وأغلب الأنبياء بعثوا في سن الـ40، ورائحة الجنة توجد من مسيرة 40 عاما، والتوقيت في خصال الفطرة 40 يوما، ومن أتى عرافا فسأله لم تقبل صلاته 40 يوما،
ومقدار مكوث الدجال في الأرض 40 يوما، ولا يسمح للدروز بالاطلاع على دينهم إلا بعد سن الـ40، والحجر الصحي أو الكرنتينه 40 يوما، والفراعنة كانوا يحنطون الجثث 40 يوما.
مما سبق نشعر أن الـ40 مرتبطة بالاختبارات والتطهير والصبر والعزم، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الكون عبثا وكل شيء عنده بمقدار، فهل لهذا الرقم خصوصية وميزات عن غيره؟
ففي التوراة تجده يرمز للصبر والتحضير لمهام جسام، وفي علم الأرقام يركزون على أنه رمز للصبر والنظام. وفي الطب يعد سن الـ40 العمر المتوسط الذي تبدأ بعده مرحلة أخرى من مراحل العمر التي تؤكد الآية الكريمة لزوم الاستقامة بعده، فقد اكتملت النعم على الإنسان بشتى أنواعها، نعمة العافية، ونعمة رجاحة العقل ونضوج النفس ونعمة الزواج، ونعمة الولد، ونعمة المال، أي أن الإنسان يبلغ القمة في كل شيء، لذا كان لزاما عليه أن يستقيم وينظر إلى آخرته ويصحح ما أعوج من مساره، ففي بحث قام به العلماء في معهد علم الأعصاب الإدراكي في كلية لندن الجامعية، وجدوا أن الدماغ لا يتوقف عن النمو عند سن الـ21 بل يستمر في النمو حتى أواخر سن الـ40، مستخدمين في تجربتهم جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي لقياس نشاط وتغيرات مناطق الدماغ المختلفة، ويؤكد البحث أن المنطقة التي تستمر في النمو هي منطقة "قشرة الفص الجبهي" التي تعرف بالناصية وهي المسؤولة عن اتخاذ القرارات والتفاعل الاجتماعي، ومهام شخصية أخرى تميز الإنسان عن باقي المخلوقات الحية مثل التخطيط والسلوك وفهم الآخرين!
إنشرها