default Author

أكسل حيوان

|
نشاهده في أفلام الكرتون ونعتقد أنه حيوان من وحي خيال المؤلف لغرابة شكله وتصرفاته وغبائه، يعزز ذلك عيناه الذابلتان وابتسامته البلهاء. ولكنه في الواقع حيوان حقيقي يدعى الكسلان أو الرطراط "سلوث". يعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية متعلقا على أغصان الأشجار، يكاد لا يفارقها ليلا أو نهارا، فهو ينام بمعدل 20 ساعة في اليوم، وإذا أفاق من النوم يبقى ساكنا بلا حراك وإذا تحرك فسرعته لا تتجاوز خمسة أمتار في الساعة فقط، حتى إن السلحفاة والكوالا والحلزون، حتى نجم البحر الذي لا يتحرك ويعتمد على تحريك المياه له، أسرع منه رغم طول قدميه ويديه!
له وجه مسطح وأنف أفطس وفم واسع خال من الأسنان الأمامية ولسان طويل يساعده على تناول وجبته المفضلة من النمل الأبيض والنحل بيسر وسهولة، ويتميز بمخالبه القوية والمعقوفة التي نادرا ما يستخدمها إلا في هدم بيوت الحشرات، لتناولها وهو معلق على فروع الأشجار، بلغت درجة كسله إلى حد أن الفطريات والطحالب تنمو على ظهره فيلعقها بلسانه لتوفر له الغذاء!
يقضي معظم وقته ساكنا بلا حراك متعلقا على أغصان الشجر، وحباه الله بلون رمادي لا تستطيع تمييزه عن أغضان الأشجار، مستخدما يديه ورجليه القوية في التعلق رأسا على عقب. ولأنه شديد الكسل فنادرا ما ينزل من على الأشجار إلى الأرض، والغريب الذي حير العلماء أنه لا ينزل إلا مرة واحدة في الأسبوع لقضاء حاجته فقط - أعزكم الله - التي تشبه لديه حالة الولادة لأنه مضطر إلى إفراغ معدته من تخزين أسبوع من الفضلات، لذلك يفقد ثلث وزنه كل مرة يقضي فيها حاجته!
كما أن نزوله إلى الأرض يجعله فريسة سهلة للنمور والثعابين، لذا يبقى قابعا في مكانه، ومن عجيب خلق الله في هذا الكائن أن أنعم عليه بتسع فقرات عنقية، تسمح له بإدارة رأسه بمقدار 270 درجة مدعم بنظر حاد لا يكلفه عناء الحركة، ليرى ما يوجد أمامه أو خلفه. يعمل رأسه كرادار و ينمو شعر جسده في اتجاهات مختلفة، بحيث تمر مياه الأمطار بسهولة فوق جسده فلا يضطر إلى الاختباء منها فسبحان الله!
ولا يقتصر كسله على مظهرة الخارجي أو بطء حركته، بل حتى أعضاؤه الداخلية تتحرك ببطء جدا، بحيث يحتاج إلى 30 يوما لهضم طعامه وهو أطول معدل للهضم مسجل بين جميع أنواع الثدييات. يقسم وقته بين مهمتين لا ثالث لهما النوم والأكل فقط، كل هذا جعله يفوز بلقب أكسل حيوان على وجه الأرض!
إنشرها