يقصد بالذاكرة عملية اكتساب وتخزين المعلومات والاحتفاظ بها ثم استرجاعها لاحقا، إذ إن المعلومات، التي يتعلمها الإنسان تمر بثلاث مراحل أساسية لتشكل الذاكرة، وهي الترميز، والتخزين ثم الاسترجاع، الذي يحصل أنه لا يتم الترميز بالطريقة الصحيحة، فيحدث النسيان.. وحيث إن المخ يتكون من نحو 100 مليون خلية عصبية، فإنه من الطبيعي أن يقل هذا العدد مع التقدم في العمر، ومع ذلك نجد أن هذا الأمر يتفاوت بشكل واضح بين شخص وآخر.

وحسب ما تشير إليه الدراسات العلمية، فإن الإنسان يتذكر 10 في المائة مما يقرأه، و20 في المائة مما يسمعه، و30 في المائة مما يراه، و50 في المائة مما يراه ويسمعه، و80 في المائة مما يقوله، و90 في المائة مما يقوله ويفعله.. وأيا كان الأمر، فإن لضعف الذاكرة أسبابا مختلفة من أبرزها الإصابة ببعض الأمراض العضوية كالجلطات الدماغية وأورام المخ أو تعاطي بعض الأدوية أو تعرض الرأس لصدمات قوية أو ما قد يعرض للإنسان من اضطرابات نفسية أو عاطفية أو النقص الحاد في التغذية الصحية، خاصة نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين B12.

ويلاحظ أن هناك عدة أنواع لفقد الذاكرة أكثرها انتشارا هو فقدان الذاكرة الماضية، والمسمى بفقدان الذاكرة الرجوعي، ويقصد به عدم القدرة على تذكر الأحداث القديمة، والنوع الآخر هو فقدان الذاكرة الحاضرة وفيه يتذكر المصاب الأحداث الماضية دون الحاضرة.. إن أفضل علاج لتقوية الذاكرة هو الحفاظ على سلامة العقل وصحته ووظائفه، وبالتالي الحفاظ على الذاكرة سليمة، وتجنب الأسباب المؤدية لضعفها.

وقد ثبت أن التغذية الصحية، ونظام حياة الشخص لهما دور مهم في تقوية الذاكرة، لذا ينبغي الحرص على الإقلال من تناول السكريات، وزيادة تناول المصادر الغذائية المحتوية على زيت السمك وفيتامين "د"، والمأكولات البحرية عموما، وكذلك المصادر الغنية بمضادات الأكسدة كالتوت، والكاكاو، والكركم، والحرص على تناول المكسرات، والحبوب الكاملة، ومن الأعشاب إكليل الجبل.. واتباع نظام صحي يشمل المحافظة على الوزن المثالي، وساعات النوم الكافية، وتدريب الدماغ على الحفظ، خاصة حفظ القرآن الكريم، وممارسة المهارات المعرفية مثل ألعاب الدماغ بغية استمرار تنشيط الذاكرة، فكما أن الجسم يلزمه النشاط ليبقى قويا، فكذلك هي الذاكرة.

ومما ينصح به البعد عن العصبية والتوترات، كما أشارت بعض الدراسات إلى أن العلاج بالروائح العطرية يمكن أن يلعب دورا مهما في تقوية الذاكرة، فهي أهم وأغلى ما يملكه الإنسان.