Author

معادلة البقاء في المنزل وترشيد الطاقة

|
حتى في أثناء وقت المنع ونحن قابعون في المنازل، لا يزال بإمكاننا تقليل استهلاك الطاقة وتخفيض قيمة فاتورة الكهرباء عن طريق اتباع عدة نصائح بسيطة.
أولى هذه النصائح، استغلال الضوء الطبيعي وفتح ستائر النوافذ. فقد أصابتنا هذه الجائحة في وقت يتميز باعتدال الطقس على غير المعتاد في هذه الفترة من العام. لا شك أن بعض الأماكن في مملكتنا الحبيبة بدأت درجات الحرارة فيها بالارتفاع، لكن بعضها الآخر لا يزال يشعر بآثار شتاء أطول، وربما يصيبها بعض المطر. وأمر بسيط مثل السماح للضوء بدخول المنازل خلال الأيام المشمسة لن يرفع المعنويات فحسب، بل سيقلل أيضا من قيمة فاتورة الكهرباء. وإذا كان الطقس الخارجي معتدلا يمكن فتح النوافذ لجلب الهواء النقي إلى داخل المنزل. وإذا لم يكن الطقس معتدلا، فإن مجرد فتح الستائر يسمح للضوء الطبيعي بدخول المكان، وهو شيء ضروري للقيام بالأعمال والحفاظ على الصحة العقلية. كما يغني ضوء النهار عن استخدام مصابيح الطاقة الاصطناعية العلوية أو المكتبية.
وتتمثل النصيحة الثانية في تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية وزيادة اللجوء إلى الأنشطة الإبداعية. لا شك أن من السهل قضاء ساعات في شغف متابعة مسلسل تلفزيوني جديد أو الانغماس في ممارسة ألعاب الفيديو أثناء الجلوس في المنزل طوال اليوم. لكن من الضروري أن نمنح أعيننا قسطا من الراحة من خلال تبديل ماراثون المشاهدة التلفزيونية الليلية بالأنشطة غير الكهربائية، مثل القراءة أو الرسم أو حل الألغاز. وليس سرا أن الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب هي الرابط الوحيد لمعظم الناس بالعالم الخارجي في الوقت الحالي، لذلك يمكن البدء بتخصيص ساعتين في اليوم دون أجهزة تقنية، أو تحديد أيام في الأسبوع لا يتم فيها استخدام الأجهزة التقنية أو ترك استعمال الهواتف الذكية أيام العطلة الأسبوعية.
وهناك نصيحة أخرى لمن يستخدمون منظمات تكييف الهواء الذكية في المنازل، التي تكون مسؤولة عن التحكم بتبريد المنزل وتنظيم عمل تكييف الهواء. وتتمثل النصيحة في إعادة ضبط المنظمات الذكية بما يتناسب مع الظروف الحالية. لأن مع بقاء عدد أكبر من الأشخاص في المنازل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، تعمل هذه الأجهزة بسعات أعلى وفترات أطول من الوقت بعد أن كان يتم خفضها أو حتى إيقاف تشغيلها عندما يكون الجميع في العمل أو المدرسة. ومن ثم يجب مراجعة وضبط هذه الأجهزة وفقا لذلك. وتقلبات درجة الحرارة خلال هذه الفترة من العام تعني أن منظمات الحرارة الذكية يمكن أن تكون مفيدة خصوصا، حيث يمكنها التعرف على أنماط التدفئة والتبريد المناسبة لكل منزل. وتتمتع منظمات الحرارة الذكية بالقدرة على ضبط درجة الحرارة تلقائيا وليس يدويا، لذلك تمنح مستخدميها مناخا منزليا أفضل، إضافة إلى دورها في تخفيض قيمة فاتورة الكهرباء.
ومن النصائح الأخرى توصيل الأجهزة بالكهرباء عند الحاجة فقط، وذلك لأنه وفقا لوزارة الطاقة الأمريكية تعد طاقة وضع الاستعداد للأجهزة الإلكترونية مسؤولة عن نحو 100 دولار من متوسط فاتورة الكهرباء الأمريكية كل عام. فإذا كنت تعمل من المنزل وربما قمت بنقل بعض أجهزة الحاسوب أو الطابعات أو الماسحات الضوئية أو الهواتف من المكتب لتيسير الانتقال إلى نظام العمل عن بعد، عليك اتباع هذه النصيحة. وإذا كنت لا تعمل فقد تقضي مزيدا من الوقت في متابعة برامجك المفضلة أو تصفح الإنترنت، كما أن إغلاق المدارس أدى إلى التحول إلى التعليم المنزلي. وتعدد كل هذه الأسباب يعني أن هناك أجهزة متصلة بمنافذ كهربائية في المنازل أكثر مما كانت عليه قبل بضعة أشهر، وكلها يستهلك الطاقة حتى عندما لا يتم استخدامها أو عند تركها في وضع الاستعداد.
ومن ثم يجب الانتباه لفصل التيار قدر الإمكان بعد تنفيذ مهام العمل عن بعد أو انقضاء اليوم الدراسي الافتراضي. ويمكن التفكير في نشر موزعات الكهرباء الذكية في جميع أنحاء المنزل، وهي موزعات كهرباء تساعد على انتقاء واختيار الأجهزة التي تستمر في إمدادها بالكهرباء كما يمكنها إيقاف تشغيل الأجهزة عندما لا تكون قيد الاستعمال.
وهناك نصيحة قد تبدو بديهية، وهي التأكد من إطفاء الأنوار في الغرف غير المستخدمة، لكن هذه العادة البسيطة لها تأثير كبير في قيمة فواتير الكهرباء. كما يؤدي إطفاء الأنوار كلما أمكن ذلك إلى إطالة عمر المصابيح الكهربائية. فإذا لم تكن معتادا على الضغط على مفتاح الضوء لإغلاقه كلما غادرت الغرفة، استغل هذا الوقت للتعود على ذلك واكتساب ممارسة جيدة للمستقبل.
ونصيحتنا الأخيرة هنا هي، التعود على أسلوب غسل الملابس والأطباق الموفر للطاقة. وتعد الأجهزة المنزلية مسؤولة عن جزء كبير من استهلاك الطاقة في المنازل. وحديثنا الآن عن أجهزة غسل الملابس والأطباق، والنصيحة هي الانتظار حتى تمتلئ غسالة الملابس أو غسالة الأطباق قبل تشغيلها. وذلك لأن الغسالة تستخدم كمية الطاقة نفسها تقريبا بغض النظر عن حجم ما تغسله. وبينما يوفر استخدام الماء البارد في الغسالة قدرا كبيرا من الطاقة، فإن استخدام الماء الدافئ أيضا بدلا من الماء الساخن يمكن أن يقلل من استهلاك الطاقة إلى النصف. إضافة إلى ذلك، فإن اتباعك هذه النصائح لن يوفر الطاقة فقط، لكن أيضا يوفر المنظفات وصابون غسل الأطباق والوقت. وأخيرا، إذا كان الطقس مناسبا، يمكن تعليق الملابس المغسولة خارج المنزل حتى تجف تلقائيا دون استهلاك طاقة.
إنشرها