أخبار اقتصادية- عالمية

إيرادات السياحة السويسرية ترتد 60 عاما إلى الوراء بسبب الجائحة .. والتعافي يحتاج 5 أعوام

إيرادات السياحة السويسرية ترتد 60 عاما إلى الوراء بسبب الجائحة .. والتعافي يحتاج 5 أعوام

العودة إلى وضع الحجزات الفندقية لعام 2019 غير متوقعة قبل خمس سنوات من الآن.

وسط أرقام رسمية كئيبة تتحدث عن عجز في السياحة السويسرية يصل إلى 8.7 مليار فرنك "تسعة مليارات دولار" من أول آذار (مارس) إلى نهاية أيار (مايو)، وتوقع هبوط عدد الليالي الفندقية بنسبة تصل إلى 50 في المائة في المدن هذا الصيف ومن 20 في المائة، إلى 30 في المائة، في المناطق الجبلية، أطلقت هيئة السياحة السويسرية حملة ترويجية دولية واسعة النطاق.
وأكدت الهيئة في مؤتمر صحافي عقدته عبر الإنترنت أمس، أن السياح السويسريين هم أول أهداف الحملة، يليهم السياح من ألمانيا - البلد الرئيس في عدد السياح الأجانب الذين يفدون إلى البلاد - يأتي بعدهم الفرنسيون، ثم من بلدان أخرى في القارة القديمة، وأخيرا على الصعيد العالمي اعتمادا على مواعيد رفع العزل.
ويطول خطر الإفلاس واحدة من كل أربع أو خمس مؤسسات مرتبطة بالسياحة "أي بنسبة 20 إلى 25 في المائة" وهو رقم حقيقي جدا، طبقا لما قاله مارتن نيديكر، المدير الإداري للسياحة السويسرية للصحافيين من خلف الشاشات، مؤكدا أن ما يتعلق بأرقام المبيعات الإجمالية للسياحة في البلاد يمكن أن ينخفض بنسبة 35 في المائة في نهاية موسم الصيف.
ويضيف "لقد عادت أرقامنا ستة عقود إلى الوراء، لقد عدنا إلى أعوام الستينيات، التقديرات تشير إلى أن العودة إلى وضع الحجز لعام 2019 غير متوقعة قبل خمسة أعوام من الآن، لهذا هناك حاجة عاجلة إلى العمل لمقاومة هذا الانحدار".
وأشار المدير الإداري للسياحة السويسرية إلى أن اليوم 6 حزيران (يونيو) سيكون بداية الموسم السياحي الصيفي، مع إعادة فتح جميع المرافق، لا ينبغي لهذه المرافق أن تعاني أكثر.

جنيف أكبر المتضررين

بدوره أضاف جيل داند، مسؤول أوروبا الغربية في السياحة السويسرية، "إن جنيف، التي تعتمد بشكل كبير على سياحة الأعمال وعلى الضيوف من خارج أوروبا، قد تأثرت بشكل خاص".
وأكد أن سياحة المصطافين السويسريين لن تعوض عن السياحة من الخارج لكنها تخفف من المخاطر، مشيرا إلى أن 40 في المائة، من السياح السويسريين يبقون في سويسرا الناطقة بالفرنسية أو يذهبون إلى مناطق داخلها، لذلك سيكون لدينا بالتأكيد مزيد من السياح السويسريين، لكننا لن نقفز إلى نسبة 80 في المائة.
وقد اتخذت المقاطعات الناطقة بالفرنسية إجراءات بدرجات متفاوتة لإنعاش الموسم الحالي، حيث أطلقت مقاطعة فاليه حملة وطنية قبل نحو عشرة أيام وفعلت مقاطعة فو - عاصمتها لوزان - الشيء نفسه لجذب السويسريين الناطقين بالألمانية على وجه الخصوص، في المقابل، طبق السويسريون الناطقون بالألمانية هذا النهج لجذب السويسريين الناطقين بالفرنسية.
ومن بين تدابير الجذب، أن تكون الإقامة في الفندق في جنيف بثلث السعر الاعتيادي طوال شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) للسياح السويسريين، على أن تتحمل الدولة ثلث المبلغ المخصوم.
كما أن هناك أيضا ما يسمى بالشيكات السياحية، التي تصل قيمتها إلى مائة ومائتي فرنك "104 و208 دولارات" وتوزع مجانا في المقام الأول على أفراد الطبقة المتوسطة الدنيا المقيمين في المقاطعة الذين لا يستطيعون أخذ عطلة.

20 مليون فرنك للحملة الترويجية

قررت السلطات الاتحادية تقديم دعم لقطاع السياحة بتخصيص 40 مليون فرنك، نصفها سيكون على شكل مساعدة مباشرة للمناطق والوجهات ومقدمي الخدمات في شكل ائتمانيات، سيخصص النصف الآخر للأنشطة الترويجية المتصلة بالحملة السياحية.
وتتوقع هيئة السياحة استخدام ثلث مبلغ الحملة الترويجية في العام المالي 2020 والثلثين المتبقيين في 2021، بينما سيتم استثمار نحو 38 في المائة، من الـ40 مليون فرنك في سويسرا، و35 في المائة، في أوروبا و20 في المائة، في بقية العالم، أما الـ8 في المائة المتبقية، فستخصص لمشاريع عالمية خاصة.
وبالنسبة إلى السياح السويسريين، هم أول أهداف هذه الحملة، حيث تمثل زيوريخ الوجهة المفضلة، في حين إن لوزان هي الوجهة الأولى في سويسرا الناطقة بالفرنسية والخامسة على الصعيد الوطني.
وتظهر إحصاءات الأعوام الخمسة الماضية "2014-2019" أن إقامة المصطافين السويسريين تستمر في المتوسط 1.9 يوم وأنها 50.1 في المائة، لمصلحة الجبال، و19.9 في المائة للمدن الكبيرة، و18.2 في المائة للبلدات الصغيرة و11.8 في المائة للمناطق الريفية.
ومن الظواهر البارزة الأخرى أن 54.8 في المائة، من الإقامات الفندقية هي في الصيف، ومن هنا تأتي أهمية هذه الحملة.
تشير الأرقام خلال الفترة نفسها إلى أن المدينة الواقع نصفها على ضفاف نهر ليمات، ونصفها الآخر على البحيرة التي يشكلها النهر - زيورخ - هي الوجهة الأولى للسياح بغض النظر عن دولتهم الأصلية، في حين إن جنيف تحظى عادة بشعبية كبيرة من السياح من جميع أنحاء العالم "2 في الترتيب" لكنها منبوذة من قبل السويسريين الناطقين بالألمانية الذين يحتلون المركز التاسع في ارتياد مدينة كالفن.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية