FINANCIAL TIMES

اتساع الفجوة بين الرابحين والخاسرين في تجارة التجزئة

اتساع الفجوة بين الرابحين والخاسرين في تجارة التجزئة

"ماركس آند سبنسر" من معالم تجارة التجزئة في لندن

كثير من الأشياء الرائعة، وفقا للرأي الشائع، لن تعود أبدا إلى ما كانت عليه، مرة أخرى.
المدن تتغير بشكل لا يمكن إصلاحه بسبب فيروس كورونا. كذلك السفر الجوي والمكاتب والسياسة والرياضة والمال.
كما يوجد أيضا على قائمة وسائل الإعلام الإخبارية للقطاعات المتضررة من كوفيد - 19، العقارات وألعاب الفيديو والرحلات البحرية وبوفيهات المطاعم ومشاهد السينما ووسائل الإعلام الإخبارية.
من الصعب العثور على أي طريق للحياة لم يتم تحديده بأنه يخوض بعض التغيرات الهيكلية العميقة.
أحد الموضوعات الأكثر شيوعا هو قطاع التجزئة العامة. قيل لنا، إن الأزمة هي لحظة وجودية محتملة للشارع الرئيس ومركز التسوق وصناعة الأزياء بالكامل.
مثل هذا التشاؤم يؤخذ على محمل الجد. قال ستيف راو، الرئيس التنفيذي لمتجر ماركس وسبنسر، في مكالمة هاتفية لإعلان النتائج هذا الأسبوع، إنه يتطلع إلى إعفاءات من أصحاب العقارات، لأن "العالم لن يكون أبدا كما كان مرة أخرى".
وكتب جوف روديل، محلل تجارة التجزئة في بنك مورجان ستانلي منذ 2005، في مذكرة حديثة أن تأثير كوفيد - 19 في الصناعة، "من المتوقع أن يكون عميقا جدا لدرجة أنه سيجعل معظم الأبحاث التي كتبناها أصلا غير ذات صلة".
يتفق الجميع أن التغيير على الطريق. ما نفتقر إليه هو إجماع على ما قد يكون عليه ذلك التغيير.
لننظر في أداء أسعار الأسهم منذ بداية الأزمة. في حين انخفض مؤشر فاينانشيال تايمز 350 لمتاجر التجزئة العامة 21 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلا أن هناك اختلافا كبيرا بين الرابحين والخاسرين خلال تلك الفترة، ما يوفر أدلة على المكان الذي يعتقد المستثمرون أن قوة الأرباح المستقبلية ستتركز فيه.
من السهل رسم الآفاق قصيرة الأجل، نسبيا، مع تفوق المتاجر القادرة على التجارة خلال فترة الإغلاق. من البقية، الافتراض أن الربحية ما بعد الإغلاق ستسحق بفعل مزيج من تكاليف التشغيل الأعلى وانخفاض الطلب.
سيكون للتباعد الاجتماعي تأثير أكبر في المتاجر الكبيرة مما هو على المشغلين القائمين خارج المدن مثل B&Q، سلسلة التحسينات المنزلية.
انخفضت أسهم شركة أيه بي فودز AB Foods نحو 36 في المائة في الأشهر الثلاثة الماضية، بينما تراجعت أسهم شركة كينج فيشر Kingfisher مالكة سلسلة B&Q في المائة 19
(من المفيد أن شركة كينج فيشر كانت قادرة على إعادة فتح بعض المتاجر أواخر الشهر الماضي).
من غير المستغرب أيضا أن الشركات التي لم يكن لديها كثير من العقارات ما كانت لتكتسب الحظوة. شركة أيه أو ويرلد AO World، متجر التجزئة للسلع المنزلية عبر الإنترنت فقط، الذي كان قادرا على التقاط الأعمال التجارية التي خسرها المنافسون المتعثرون مثل شركة ديكسون Dixons Carphone، هي الأفضل أداء في القطاع خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث حققت مكاسب تزيد على 50 في المائة. انخفضت أسهم الشركة إلى النصف خلال الفترة نفسها.
المتاجر المتخصصة التي تتطلب زيارات خاصة أثبتت أنها متينة أيضا، لكن المشغلين الذين يعتمدون على الشوارع الرئيسة المزدحمة ومراكز التسوق، دخلوا فيما يهدد بأن يكون حلقة مفرغة.
انخفضت أسهم شركة كارد فاكتوري Card Factory بنحو الثلثين في الأشهر الثلاثة الماضية، بينما انخفضت أسهم شركة فريزرز Frasers مالكة متجري سبورتس دايركت Sports Direct وهاوس أوف فريزر الأكثر شهرة House of Fraser، إلى النصف. في الوقت نفسه، فإن شركة جيمز ويركشوب Games Workshop - التي تحتكر ألعاب الطاولة وورهامر Warhammer، من خلال البيع لقاعدة معجبين متحمسة عبر متاجر الشوارع الخلفية الصغيرة وعبر الإنترنت - قد اقتربت من الارتقاء إلى مؤشر فاينانشيال تايمز 100. خسارتها في الأشهر الثلاثة تبلغ 7 في المائة فقط.
هل تخبرنا هذه التحركات عن أي شيء عن الوضع المعتاد الجديد؟ في الأغلب، تخبرنا أن المستثمرين لم يعيدوا التفكير كثيرا على الإطلاق.
الشوارع الرئيسة الفانية وانخفاض المبيعات على الإنترنت والمتاجر المتخصصة المربحة، والجاذبية المتلاشية لمتجر التجزئة متعدد الخطوط، كل هذه كانت ضمن الموضوعات المهيمنة في القطاع لأكثر من عقد من الزمن.
من المتوقع أن يؤدي كوفيد - 19 إلى تسريع وليس تغيير تلك الاتجاهات طويلة الأمد. مستقبل تجارة التجزئة بقي كما هو إلى حد كبير، لكنه سيصل إلينا بسرعة أكبر، مما نتصور.
في الوقت نفسه، دخلت الاقتصادات العالمية ما قد يكون أسوأ ركود في العمر، وهو ركود تعتمد مدته بالكامل على تحقيق إنجاز طبي.
بحلول 2022، سيكون شكل العالم قد تغير بشكل جذري، أو بقي كما هو أو في مكان ما بينهما. لا أحد يعرف الذين يخمنون ينبغي لهم الاستعداد ليكونوا مخطئين.
في هذا السياق، التقييمات طويلة الأجل يمكن أن توفر مراجعة للتكهنات. يتم تداول جيمز ويركشوب Games Workshop الآن بنحو 30 مرة ضعف توقعات الأرباح المتفق عليها لعامها المالي المنتهي في 2022، وفقا لتقديرات حسبتها شركة ريفنيتيف Refinitiv.
وتبلغ قيمة متجر بووهوو لتجزئة للملابس عبر الإنترنت 42 ضعفا للأرباح للعام نفسه، بينما بلغت قيمة متجري ماركس وسبنسر وديكسونز Dixons 6 أضعافا. الفجوة بين الفائزين والخاسرين المتوقعين اتسعت بشكل عميق.
من المتوقع استجابة المستثمرين لعدم اليقين من خلال الازدحام في الموضوعات المفضلة.
الرهان على تسارع الاتجاهات القديمة، بطبيعة الحال، يخاطر بالمبالغة في تقييم التغيير الهيكلي، والتقليل من قيمة أن يعود إلى الحالة الطبيعية السابقة. إذا كان المستقبل سيشبه الماضي، فستبدو التقييمات الحالية على طرفي المقياس سخيفة جدا.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES