default Author

الحيوانات ومستحضرات الوقاية

|
مع اشتداد الحر وارتفاع درجة الحرارة، نتذكر الحيوانات والطيور كيف تعيش في هذه الأجواء الحارة، وكيف تحمي نفسها من الشمس؟!
ومن أغرب الحيوانات التي أوجدت لنفسها وسيلة للوقاية من الشمس قنفذ البحر، ورغم شكله الغريب الشبيه بكرة من الشوك تتحرك في قاع البحر، إلا أنه يعد من أكثر الحيوانات شبها بالإنسان، فعندما ترتفع درجات الحرارة يسارع بإيجاد واق للشمس يحميه من حرارتها، فتركيبة جسده الغريبة المكونة من عمود فقري صلب وأقدام أسطوانية ممتدة من العمود الفقري على شكل أعين الحلزون، وظيفتها دفع الحيوان إلى قاع البحر للأسفل، بينما يقوم العمود الفقري بدفعه إلى الأعلى، كما تستشعر تلك الأقدام الأسطوانية الضوء، ولاحظ الباحثون أن القنفذ مع زيادة الضوء يقوم بإحاطة جسده بالطحالب وأجزاء من الشعب المرجانية وأي عوالق حوله، ما دفع الباحثين إلى التساؤل، هل يشعر فعلا بالضوء والحرارة؟، أم هي حركة لتزيين نفسه كما يفعل السلطعون!
لقد أثبتت إحدى الباحثات بالتجربة من خلال وضع قنفذ البحر في ثلاث بيئات ضوئية مختلفة، أن القنفذ يحاول حجب الضوء عن جسده بما يجده حوله من نباتات، أما القنافذ التي وجدت تحت الصخور فلم تلجأ إلى هذه الوسيلة، ما يعني أن ضوء وحرارة الشمس تضرها، لذا نجد أن القنافذ المعرضة لضوء الشمس تميل لوضع البيض بكثرة مقارنة بغيرها وكأن شعورها بالخطر يدفعها إلى التكاثر والمحافظة على جنسها!
والقنافذ ليست الوحيدة التي تحاول وقاية نفسها من الشمس فالفيلة ووحيد القرن والخنازير- أجلكم الله - تتدحرج على الطين، لتقي نفسها من حرارة الشمس وتعمل طبقات الطين كواق شمسي، أما فرس النهر فيلجأ إلى التعرق الدموي للتبريد على جسده فلون عرقه قريب من لون الدم وذو طبيعة دهنية، تجعله أكثر ثباتا على جسد فرس النهر الموجود في الماء ليحميه من الحر إضافة إلى وقايته من البكتيريا!
ويفرز بعض أنواع الأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور مادة تسمى "جادسول" تمنع امتصاص الضوء، خاصة الأشعة فوق البنفسجية والضارة فتحمي نفسها وبيضها منها. وتحمي مادة الميلانين الحيتان ومجموعات أخرى من الثدييات من أشعة الشمس الضارة.
هذه الملاحظات دفعت العلماء إلى البحث ودراسة الطحالب التي يستخدمها القنفذ للوقاية من الشمس والعمل على فهم طريقة إنتاج الأسماك لمادة جادسول، بوساطة استخدام فطريات معدلة وراثيا لإنتاجه واستخدامه كواق شمس للبشر. لا زلنا مع كل الإمكانات البشرية والتقنيات والتكنولوجيا الحديثة نتعلم من الطبيعة وعجائب خلق الله، ونستمد منها دروسا.
إنشرها