الطاقة- النفط

محللون: التنسيق بين الرياض وموسكو ضمانة للأسواق .. والأولوية لعلاج فائض المخزونات

محللون: التنسيق بين الرياض وموسكو ضمانة للأسواق .. والأولوية لعلاج فائض المخزونات

سوق النفط الخام على الطريق الصحيح لتحقيق المزيد من المكاسب السعرية المتلاحقة.

قال محللون نفطيون إن تحالف "أوبك +" يدخل إلى الاجتماعين الوزاريين في الأسبوع المقبل والأعين تتجه إلى كيفية تحقيق توازن سريع في السوق في ظل استمرار تداعيات جائحة كورونا على اقتصادات معظم دول العالم، متوقعين أن ينصب التركيز أكثر على علاج الفائض المتفاقم في مستوى المخزونات النفطية من خلال توسيع مدى العمل بخطط خفض الإنتاج.
وأكدوا لـ"الاقتصادية" أن التنسيق بين الرياض وموسكو قبل الاجتماع سيمنع على الأرجح تكرار الإخفاق الذي حدث في آذار (مارس) الماضي، والذي أدى إلى تسارع وتيرة الإنتاج لكل المنتجين ودخول السوق في حالة حرب الأسعار، معتبرين أن المنتجين أدركوا في الفترة الماضية أهمية التكاتف لمواجهة التغيرات الهائلة والخسائر الفادحة التي حدثت في السوق بسبب جائحة كورونا.
وفى هذا الإطار، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا لـ"الاقتصادية" إن سوق النفط الخام على الطريق بالفعل لتحقيق مزيد من المكاسب السعرية المتلاحقة لتعويض الخسائر والانهيارات القياسية التي حدثت في نيسان (أبريل) الماضي، مشيرا إلى أن التدمير الواسع في الطلب بسبب جائحة كورونا جعل السوق تعمل حثيثا على تجاوزه بعد استئناف مظاهر الحياة والأنشطة الاقتصادية في أوروبا والولايات المتحدة وأغلب دول العالم.
وأضاف أن تمسك المنتجين المتوقع بمدى زمني أطول لتخفيضات الإنتاج القياسية سيسهل إلى حد كبير علاج وفرة العرض وخفض مستويات المخزونات النفطية المرتفعة إلى الحد الطبيعي عند المستوى المتوسط في خمسة أعوام، مشيرا إلى أن تخفيضات الإنتاج لم تمنع النفط السعودي من الحفاظ على مكانته في الأسواق الآسيوية خاصة كمصدر أول إلى الصين والشيء نفسه بالنسبة لروسيا حيث قالت شركة روسنفت إنها ستفي بصرامة بجميع الالتزامات بموجب عقود التوريد مع نظيراتها الأجنبية والروسية على الرغم من تخفيضات الإنتاج التي أجرتها الشركة كجزء من صفقة "أوبك +".
من جانبها، توضح ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة أن تهاوي الأسعار الذي حدث في الشهور الماضية دفع المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة - ولا سيما منتجي النفط الصخري الزيتي – إلى التوقف أو إشهار الإفلاس، لافتة إلى أن عودة الأسعار إلى فوق 40 دولارا للبرميل قد تكون طوق النجاة لكثير من المنتجين الأمريكيين للعودة إلى ضخ إمداداتهم مرة أخرى.
وذكرت أن المنتجين على قناعة بضرورة عدم العودة مرة أخرى إلى سياسات الإنتاج بالطاقات القصوى والاعتماد على حرب الأسعار حيث أضرت هذه الحالة الجميع وأغرقت السوق في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار ولذا لدى السوق تفاؤل واسع بأن اجتماع الأسبوع المقبل سيدعم خطة تعاون المنتجين ويعزز مسيرة الارتفاعات السعرية بما يعزز موازنات الدول المنتجة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة الناجمة عن الركود الذي تسببت فيه جائحة كورونا.
ويقول أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات إن كل أطراف الصناعة يتطلعون إلى قرار "أوبك" وحلفائها الأسبوع المقبل حول تمديد قيود الإنتاج التاريخية الحالية والمدى الزمني لها مستقبلا، معتبرا أن تمديد التخفيضات وهو الاتجاه الأرجح سيعزز مسيرة ارتفاع أسعار النفط الخام.
وأضاف أن بيئة الأسعار الضعيفة أدت إلى انكماش واسع في أنشطة حفر النفط في الولايات المتحدة للأسبوع الـ11 على التوالي وذلك على نحو لم تشهده السوق منذ تفجر ثورة النفط الصخري الزيتي كما بلغت عمليات الإغلاق في أمريكا الشمالية ذروتها إضافة إلى تضخم المخزونات، معتبرا أن استمرار تعافي الأسعار سيجعل الأوضاع تتغير في السوق ويسيطر الاتجاه الإيجابي عليها كما تتحسن معنويات السوق خاصة إذا حافظ المنتجون على وحدتهم واستمروا في تعزيز الخطى المشتركة لاستعادة التوازن في السوق النفطية.
ويضيف ديفيد لديسما المحلل في شركة ساوث كورت الدولية أن ارتفاع أسعار النفط الخام 90 في المائة، تقريبا خلال الشهر الماضي هو علامة على فاعلية وتأثير تعاون المنتجين لامتصاص وفرة الإمدادات التي تغرق الأسواق بعدما زادت المعاناة في ظل مؤشرات الطلب الضعيفة، لافتا إلى ضرورة الاستمرار في تقليص الإمدادات بما يساعد كثيرا على تعويض خسائر الطلب المرتبطة بالوباء.
وتوقع أن يستمر المنتجون في إجراء التخفيضات اللازمة حتى يتم علاج الفائض في المعروض من النفط الخام الذي تدفق بشدة وأسهم في تكدس صهاريج التخزين العالمية، مشيرا إلى ضرورة أن يكون المنتجون حذرين في التعامل مع عودة انتعاش الأسعار وألا يسارعوا إلى فتح صنابير الإنتاج ما يسقط السوق مرة أخرى في فخ عدم الاستقرار ويعود بالأسعار إلى التراجع الحاد.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط