أخبار اقتصادية- عالمية

تخفيف العزل ينعش الشركات الروسية .. ثلثها معرض للإفلاس جراء الوباء

تخفيف العزل ينعش الشركات الروسية .. ثلثها معرض للإفلاس جراء الوباء

قيود الإغلاق في أنحاء البلاد الحق خسائر كبيرة بالاقتصاد.

بدأت العاصمة الروسية مرحلة جديدة من عملية فك الإغلاق أمس، ما يسمح بإعادة فتح الشركات غير الغذائية وتجول السكان على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات اليومية مجددا الأسبوع الماضي.
وبحسب "الفرنسية"، فإنه بعد أكثر من شهرين من الإغلاق، سيتم إعادة فتح عديد من المحال التجارية وستصبح حدائق العاصمة من جديد مفتوحة أمام سكان موسكو، مع إلزامهم بوضع الكمامة في الأماكن العامة. ولا تزال المقاهي أو المطاعم أو دور السينما مغلقة مع منع التجمعات حتى إشعار آخر.
وتنتظر المحال هذا الإجراء بفارغ الصبر، بعد أن استنفدت مصادر تمويلها بعد شهرين تقريبا من الإغلاق، على الرغم من الإجراءات الحكومية القاضية بتأجيل الضرائب أو منح القروض دون فائدة.
وذكرت دراسة نشرها مركز الأبحاث الاستراتيجية في نيسان (أبريل)، فإن نحو ثلث الشركات الروسية معرض للإفلاس بسبب انخفاض الطلب جراء الوباء، مشيرة إلى أن الشركات التجارية والخدمية الأكثر تضررا.
وتتطلع أولجا، وهي بائعة حقائب يد ومجوهرات تقليدية في محطة مترو أوكتيابرسكايا، إلى العمل.
وقالت، "لقد فتحنا قبل ساعتين، لكن كما ترون هناك عدد قليل من الزبائن. أنا متفائلة جدا، أعتقد أن الناس سيعودون تدريجيا". وأضافت والابتسامة تعلو وجهها، "ستتدفق الأموال من جديد".
ويسمح لسكان موسكو بالتنزه مرة أخرى، لكن وفق نظام معقد للغاية أثار سخرية وانتقادات في روسيا، ووصفه المحلل السياسي ألكسندر جولتس بأنه "جنون محض".
وخلال الأسبوعين المقبلين، تم تخصيص مهلة زمنية لمباني العاصمة يسمح خلالها للقاطنين بمغادرة منازلهم ثلاثة أيام في الأسبوع من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء.
وينتظر الرئيس فلاديمير بوتين الحكومة لتقديم خطة انتعاش اقتصادي لغاية عام 2021 للرد على عواقب فيروس كورونا المستجد.
وأوضح ميخائيل ميشوستين رئيس الوزراء، وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، أن هدفه الرئيسي هو الانتقال إلى مسار النمو المستدام، مع زيادة في دخل المواطنين، وتتوقع البلاد انخفاضا في الناتج المحلي الإجمالي من 5 إلى 6 في المائة هذا العام.
ومنذ نهاية آذار (مارس)، تم فرض احتواء صارم على العاصمة الروسية، بؤرة فيروس كورونا المستجد في البلاد. لم يستطع سكان موسكو الخروج إلا للتسوق. وتم اعتماد نظام مرور إلكتروني في منتصف نيسان (أبريل) لتنفيذ هذه التدابير.
وتجاوزت روسيا عتبة 400 ألف إصابة بكوفيد - 19 أمس الأول، مع تسجيل أكثر من تسعة آلاف حالة جديدة، لكن معدل الوفيات لا يزال منخفضا حتى الآن، حيث تم إحصاء 4693 حالة وفاة.
وتسجل موسكو العاصمة، المحرك الاقتصادي للبلاد، نصف الإصابات تقريبا، مع 180791 إصابة و2477 حالة وفاة. وارتفع عدد الإصابات الجديدة المكتشفة منذ الخميس، وبلغ 2595 الأحد.
وأعلن سيرجي سوبيانين رئيس بلدية موسكو، الأربعاء الماضي، أنه سيتم في الأول من حزيران (يونيو) رفع سلسلة من التدابير، ما يسمح على وجه الخصوص بإعادة فتح المتاجر غير الغذائية.
وفي تدبير جديد، يسمح للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما بمغادرة منازلهم بعد أكثر من شهرين من العزل التام.
ولا تزال المرحلة التالية من فك الإغلاق في العاصمة الروسية غير معروفة، لكن السلطات تضع نصب أعينها 24 حزيران (يونيو)، الذي يوافق يوم العرض العسكري الذي يقام احتفالا بذكرى الانتصار السوفياتي على النازيين، وكان ينبغي أن يجري في التاسع من أيار (مايو) في خضم أزمة الوباء، لكن الكرملين قرر تأجيله.
وفي إشارة إلى حضور رؤساء دول أجانب في هذه المناسبة، قال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، الأحد، في لقاء تلفزيوني، إنه يأمل أن يتم رفع إجراءات الاحتواء قبل العرض. وأضاف، "نأمل من أجل هذا العرض ألا يبقى شيء تقريبا من هذا النظام".
إلى ذلك، أعرب أكثر من 25 في المائة من الروس المشاركين في استطلاع رأي حديث عن استعدادهم للاحتجاج ضد تدهور مستوى المعيشة في البلاد، حسبما أعلنت أكبر مؤسسة مستقلة لاستطلاع الرأي في روسيا أمس.
وقال مركز ليفادا لاستطلاعات الرأي في بيان، "أعلن 28 في المائة ممن شملهم الاستطلاع عن استعدادهم للمشاركة شخصيا في احتجاجات ضد التراجع في مستوى المعيشة".
وكان هذا أعلى رقم لهذا المؤشر منذ أكثر من نصف عقد من الزمن، بحسب استطلاع الرأي. وتم إجراء الاستطلاع في سياق ارتفاع معدل البطالة وسط أزمة وباء كورونا.
وقام المسؤولون الروس بتخفيف قيود العزل الصحي في أنحاء البلاد في الأسابيع الأخيرة بعد شهرين من عمليات الإغلاق التي ألحقت خسائر كبيرة بالاقتصاد.
في الوقت نفسه، قالت وزارة العمل الروسية أمس، إن البطالة ارتفعت في البلاد، حيث تجاوز عدد المسجلين عاطلين عن العمل مليوني شخص، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
وفي الاستطلاع الذي أجري قبل أسبوعين وشمل أكثر من 1600 شخص بالغ، قال أكثر من نصف المشاركين، إنه بالنظر إلى الوباء، ينبغي للحكومة أولا وقبل كل شيء تقديم الدعم للمسنين والأسر التي لديها أطفال.
وقال 41 في المائة ممن شملهم الاستطلاع، إنه يجب على الحكومة أن تدعم في المقام الأول العاطلين عن العمل. وأجري الاستطلاع بينما أعلنت الحكومة انخفاضا أوليا في معدل الإصابة بالفيروس.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية