أخبار اقتصادية- عالمية

من روما إلى موسكو... مظاهر الحياة الطبيعية تعود إلى أوروبا

من روما إلى موسكو... مظاهر الحياة الطبيعية تعود إلى أوروبا

من إعادة فتح الكولوسيوم في روما والبازار الكبير في اسطنبول إلى استئناف عمل المتاجر في موسكو والمدارس في بريطانيا، تتسارع عملية عودة مظاهر الحياة الطبيعية في أوروبا، بعد أشهر من العزل نتيجةً تفشي فيروس كورونا المستجد، في حين يواصل الفيروس الانتشار بشكل كبير في أميركا اللاتينية بحسب الفرنسية.
ورغم الارتفاع الأخير في عدد الإصابات اليومية، خففت العاصمة الروسية موسكو القيود مع السماح لبعض المتاجر بفتح أبوابها بعد أكثر من شهرين من الإغلاق، وللسكان بالتجول شرط وضع الكمامة وبحسب نظام جدول زمني معقد.
ورحبت أولغا البائعة في متجر حقائب يد وحليّ برفع القيود قائلة "ستبدأ الأموال بالتدفق من جديد".
ورغم أن السفر من بلد لآخر لا يزال ممنوعاً، أعادت مواقع سياحية بارزة في أوروبا فتح أبوابها، مثل البازار الكبير في اسطنبول ومتحف غوغنهايم المعروف في بيلباو والكولوسيوم في روما، الذي أضيء في المناسبة بألوان العلم الإيطالي.
وباعادة فتح البازار المغلق منذ 23 مارس، انهى مسؤولون اتراك يضعون كمامات اطول اغلاق شهدته هذه السوق المترامية منذ نحو ستة قرون.
وقال تاجر السجاد علي اماك، واحد من نحو ثلاثين الف تاجر يضمهم البازار، "سيكون صعبا حتى الان القول إننا استأنفنا العمل، ستكون كذبة".
وبإعادة فتح الكولوسيوم، الموقع الأثري البارز والأكثر شعبية، بعد مواقع وآثار أخرى شهيرة، تأمل إيطاليا إنعاش قطاع السياحة الأساسي، المتضرر بشدة بسبب وباء كوفيد-19 الذي أدى إلى وفاة أكثر من 33 ألف شخص في هذا البلد.
غير أن الدخول إلى المعلم المهم الواقع في قلب روما سيكون خاضعاً لقواعد صحية مشددة، مثل إلزام الزوار وافراد الطاقم بوضع الكمامات وقياس درجة الحرارة، وتحديد مسارات التحرك داخل الموقع، وفرض الحجز المسبق وتحديد ساعات الزيارة تفادياً للاكتظاظ في ساعات الذروة.
في إنكلترا، استقبلت المدارس المغلقة منذ منتصف آذار/مارس الأطفال الذين تراوح أعمارهم من 4 إلى 6 سنوات ومن 10 إلى 11 عاماً من جديد، رغم رفض نقابات المعلمين واللجان المحلية للإجراء الذي اعتبرته سابقاً لأوانه.
وقالت برايوني ياينز مديرة مدرسة ووركستر الابتدائية في غرب إنكلترا "لا يمكننا فعلاً أن نعد الأهل بأن الأولاد سيبقون على مسافة مترين الواحد من الاخر طوال الوقت".
وشدد وزير التعليم البريطاني غافين ويليامسون، الذي اتهم بالتأخر في التعليق على المسألة، للصحافة على "ضرورة المضي قدماً".
وبريطانيا هي البلد الاوروبي الاكثر تضررا بالوباء مع اكثر من 38 الف وفاة.
واسفر الوباء في العالم عن اكثر من 372 الف وفاة من أصل أكثر من 6,1 ملايين اصابة، وفق تعداد لفرانس برس يستند الى مصادر رسمية.
ورغم المخاوف من موجة إصابات ثانية، خطت فنلندا واليونان ورومانيا وهولندا والبانيا واسبانيا والبرتغال خطوات عدة نحو تطبيع الوضع.
ففي هلسنكي، اعادت المكتبة المركزية الواسعة فتح ابوابها على غرار الحانات والمطاعم والمجمعات الرياضية والمواقع الثقافية.
وقال سيسكو كيفنسالمي الذي حضر الى المكتبة لفرانس برس "كنت في حاجة الى شيء ما لرفع معنوياتي".
في سلوفينيا، بدأ سريان مرسوم يعلن "انتهاء الوباء" وتم الاحتفاء بالحادث عبر تحليق طائرات عسكرية. كذلك، اطلقت سيارات للشرطة العنان لابواقها امام المستشفيات تحية للطواقم الطبية.
وبات في امكان كل الحانات استئناف نشاطها في النروج.
في غضون ذلك، ينتظر الفرنسيون بفارغ الصبر فتح المقاهي والمطاعم الثلاثاء، فضلاً عن رفع الحظر عن التنقل لمسافة أكثر من مئة كلم من مكان إقامتهم.
في آسيا، أفاد الإعلام الكوري الجنوبي بأن كوريا الشمالية ستعيد فتح مدارسها بعد شهرين من إغلاقها كإجراء وقائي. ولم تعلن بيونغ يانغ عن أي إصابة بوباء كوفيد-19، ما أثار شكوك الخبراء في وقت تفشى فيه الفيروس الذي نشأ في جارتها الصين في كافة أنحاء العالم.
لكن كل هذه المظاهر لا تنفي استمرار تفشي الوباء، الامر الذي عقد الجانب اللوجستي لاكبر بعثة علمية في القطب الشمالي ومنح ذريعة لشرطة هونغ كونغ لتمنع للمرة الاولى منذ ثلاثين عاما تجمعا في ذكرى ضحايا القمع في ساحة تيان انمين.
واشارت ايران الى نحو ثلاثة الاف اصابة جديدة في 24 ساعة، في عدد غير مسبوق منذ شهرين.
وعلق وزير الصحة سعيد نمكي "يعتقد الناس ان فيروس كورونا انتهى، لكنه بعيد من ذلك. لقد طالبنا الناس بعدم اقامة حفلات زفاف او جنازات لكنهم لم يصغوا".
في افريقيا، استانفت المدارس والجامعات نشاطها في الكاميرون وتنزانيا رغم استمرار تفشي الوباء، في حين ارجأت جنوب افريقيا لاسبوع موعد استئناف العمل في العديد من المدارس التي لم تجهز بعد.
وتبقى الصورة قاتمة في اميركا اللاتينية التي تحولت بؤرة للوباء الذي اصاب رسميا اكثر من مليون شخص.
في البرازيل، البلد الأكثر تضرراً في المنطقة، مع أكثر من 500 ألف إصابة و30 ألف وفاة، يترافق تفشي الوباء مع ارتفاع في التوتر السياسي حول كيفية معالجته.
واندلعت اشتباكات مساء الأحد في ساو باولو بين أنصار ومعارضي الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو.
ويقلل الرئيس اليميني المتشدد من خطورة الوباء ويعارض تدابير الاحتواء التي أقرتها مختلف السلطات المحلية، كما اختلط بالحشود الأحد في برازيليا، متحديا قواعد التباعد الاجتماعي التي أقرت من أجل الحد من انتشار العدوى.
في الولايات المتحدة، التي تسجل أعلى حصيلة وفيات جراء الوباء في العالم (104,383 وفاة)، تفاقمت الأزمة الصحية أيضًا بسبب الانقسامات السياسية العميقة وبسبب موجة الغضب لمقتل رجل أسود أثناء توقيف شرطي أبيض له في مينيابوليس قبل أسبوع.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية