default Author

الكون بلا لون

|
ترى ما شعورك لو أنك ترى العالم بلونين فقط، الأسود والأبيض؟
هذا الشعور سيدلك على عظم نعمة وجود الألوان في حياتنا، فهي لا تلون الحياة فقط، بل تبني أحاسيسك. نحن مرتبطون بطريقة أو بأخرى بالألوان. لكن ما اللون؟ ومن أين أتى؟ وكيف نراه؟
في الواقع، الأشياء لا لون لها، وما نراه انعكاسات للموجات الطولية للضوء التي يقوم عقلك بترجمتها إلى لون، فنحن لا نرى الألوان بل نشعر بها. إنها موجودة في رؤوسنا فقط، فالشيء الأزرق الذي نراه في الحقيقة ليس أزرق. إننا نعطي اسما لما نشعر به وتترجمه حواسنا، مثل وصفك لشيء ما بأنه حار أو بارد!
الرؤية لدى الإنسان محدودة - مثلها مثل السمع - بطيف ضوئي محصور بين الضوء البنفسجي والأحمر، ولدى الإنسان القدرة على تمييز عشرة ملايين لون بينهما.
تحتوي شبكية العين على نوعين من الخلايا الحساسة للضوء التي تعمل على التقاط الضوء وترجمته، وتسمى المخاريط والنبابيت. كل إنسان لديه نحو ستة ملايين خلية من المخاريط و110 ملايين خلية من النبابيت. تحتوي المخاريط في عين الإنسان على مادة لزجة تنقسم إلى ثلاثة أنواع، الحمراء والخضراء والزرقاء. كل نوع من هذه المواد يتحسس بدرجات مختلفة موجات الضوء المرئية. ففي ضوء النهار تستجيب المخاريط أكثر فتستطيع رؤية الأشجار بلون أخضر زاه، أما في الليل ومع انخفاض الضوء، تعمل النبابيت فترى الأشجار مجرد أشباح بتدرجات الأسود.
عند سقوط الضوء على جسم ما، فإنه يمتص جزءا من ذلك الضوء ويعكس المتبقي الذي ينفذ إلى عين الإنسان من خلال القرنية، ومنها إلى الحدقة التي تحدد كمية الضوء الداخل إلى عدسة العين، والعدسة تركزه وتوجهه إلى داخل الشبكية حيث توجد الخلايا الحساسة للضوء!
اكتشف هذا السلوك للضوء ودرسه العالم نيوتن عندما كان في الحجر المنزلي 18 شهرا أثناء تفشي الطاعون في لندن عام 1665!
تمتلك 12 في المائة من النساء أربعة أنواع من المخاريط بدل ثلاثة، مثلهن في ذلك مثل الطيور والحشرات والأسماك، ما يمنحهن قدرة أكبر على تمييز الألوان ورؤية الإضاءة فوق البنفسجية للضوء التي لا يستطيع الإنسان العادي إدراكها. أما الكلاب - أعزكم الله - فتملك أنواعا أقل من المخاريط، ما يجعل مدى رؤيتها أقل من الإنسان. يقول - صلى الله عليه وسلم - "إذا سمعتم أصوات الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانا".
إنشرها