default Author

من المطبخ للفضاء

|
عالم الاختراعات عالم غريب تلعب المصادفة فيه دورا كبيرا، كثيرة هي الاكتشافات والاختراعات التي غيرت حياة البشر حدثت مصادفة. ومن هذه المصادفات عندما يسعى المخترع إلى ابتكار اختراع معين خطط له، يجد نفسه أمام اكتشاف لم يحسب له حسابا!
من هؤلاء المخترعين الدكتور روي بلانكيت الملقب باسم دوبونت، فأثناء قيامه باختبارات على الغازات المبردة المستخدمة في البرادات والمكيفات اكتشف مادة جديدة لعبت دورا مهما في المطبخ على وجه الخصوص وفي عديد من الصناعات، إنها مادة التيفلون!
ففي أحد أيام شهر أيار (مايو) من عام 1938، كان بلانكيت في مختبره يفحص وعاء كان قد خزنه طوال الليل متوقعا أن يتولد به غاز شديد البرودة، لكن المصادفة لعبت دورها ووجد بدلا من الغاز مادة شمعية بيضاء صلبة القوام ملتصقة على جدار الوعاء.
أثارت هذه المادة دهشة بلانكيت فقد كانت متماسكة ومقاومة لكل أنواع الكيماويات الآكلة التي جربها عليها، ولديها القدرة على تحمل درجات الحرارة العالية التي تصل إلى 270 درجة دون أن يحدث أي تغيير في خواصها الفيزيائية كما أنها عازلة للكهرباء. أطلق عليها اسم التيفلون المشتق من المادة الكيميائية تيترافلورو إيثيلين!
ومن هنا بدأ استخدام تلك المادة العجيبة والمقاومة في صنع رداء خاص لرواد الفضاء ارتدوه فعليا على متن رحلة أبولو وواق للمركبات الفضائية عند اختراقها الغلاف الجوي أثناء عودتها إلى الأرض، كما استخدمت في صناعة شرايين القلب ورقائق الحاسوب، كما استخدمت بديلا للمعادن في صناعات كثيرة لمقاومتها الاحتكاك والتآكل مثل مكابح السيارات وأغطية مصابيح الإنارة لحمايتها من التحطم، وفي الأربعينيات استخدمت لصناعة أول قنبلة ذرية كمادة مبطنة للأجهزة التي تحتوي على اليورانيوم لمنع تآكلها!
ومن أشهر استخداماته التي يعرفها العامة وترافقهم في منازلهم طلاء الأواني المنزلية به لمنع التصاق الطعام ما أحدث نقلة نوعية في عالم الطهي، ولكن تم اتهام أحد المكونات الداخلة في تركيب التيفلون بأنه مسبب للسرطان وتشوه الأجنة في حيوانات المختبر ولكن لا يزال الجدل دائرا حول مدى خطورته على الإنسان والأبحاث مستمرة لدراسة حقيقة هذا الاتهام خصوصا بعد اكتشاف بقايا كمية بسيطة جدا من هذه المادة داخل جسم الإنسان.
وبسبب هذا الاكتشاف الفعال تم ضم اسم روي بلانكيت إلى قائمة المخترعين العالميين عام 1985.
إنشرها