Author

التحرك بسرعة لحماية مكاسب التنمية «1من 2»

|
قبل عام، حظيت بشرف حضور الجلسة العامة للجنة التنمية للمرة الأولى بصفتي رئيس مجموعة البنك الدولي. وقبل ستة أشهر مضت، أثناء اجتماعاتنا السنوية، احتفلنا بالاجتماع الـ100 للجنة التنمية. واليوم نواجه بيئة مختلفة جدا تزخر بالتحديات. هذه أزمة منقطعة النظير، يشعر بآثارها الصحية والاقتصادية والاجتماعية المدمرة القاصي والداني في شتى أرجاء العالم.
وأود أيضا التعبير عن خالص التعازي لملايين الناس في دول العالم، الذين تضرروا من جائحة فيروس كورونا "كوفيد ــ 19" أو فقدوا عزيزا لهم من جراء الجائحة. وفضلا عن الآثار الصحية لجائحة كورونا، نحن نتوقع ركودا كبيرا للاقتصاد العالمي. وتنبئ تقديراتنا بركود عالمي أشد كثيرا من الكساد الكبير، بالنظر إلى التراجعات في الإنتاج والاستثمار والتوظيف والتجارة.
ومع أن الآثار المفجعة والمأساوية لهذه الجائحة يشعر بها الجميع في أنحاء العالم، فإن الدول ــ والناس ــ الأكثر فقرا وتضررا سيكونون على الأرجح الأشد تضررا من هذه الأزمة. وستتأثر بشدة الدول المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية، التي يعيش فيها نحو ثلثي الفقراء فقرا مدقعا في العالم.
وفي غمرة هذه الآفاق الكئيبة ــ بكل صراحة ــ أرحب بإجراء مناقشة مفتوحة بشأن أفضل استجابة إنمائية لنا. سأصف ما فعلته مجموعة البنك الدولي حتى الآن، لكن من الواضح أنه لن يكون كافيا. وإذا لم نسارع إلى تقوية أنظمتنا وقدرتنا على التكيف، ستضيع بسهولة مكاسب التنمية التي تحققت في الأعوام الأخيرة. وأنا أدعوكم أن تجعلوا بياناتكم المكتوبة تتحدث عن نفسها، وأن تعقبوا صراحة وتردوا على ما يقوله الآخرون.
ويسعدني أن أشيد بدور كريستالينا جورجييفا مدير عام صندوق النقد الدولي، التي كانت شريكا رائعا لي في الأشهر الأولى لي في منصبي في البنك الدولي، بل إنها شريك أكثر فعالية الآن بصفتها مدير عام الصندوق. تجتاز كريستالينا هذه الأوقات العصيبة بكياسة وحماس وحنكة.
بشأن مستجدات استجابة مجموعة البنك الدولي لمواجهة الحالة الطارئة المتصلة بجائحة كورونا، لقد أردت أن نتخذ إجراءات سريعة واسعة النطاق. قام البنك بتمويل برامج تتصل بمكافحة جائحة كورونا، ويقوم موظفونا بتنفيذها في 64 دولة نامية. وبنهاية نيسان (أبريل)، بلغ عدد هذه الدول 100.
ومن خلال الموارد القائمة، التي سيجري استغلالها استغلالا كاملا والتعجيل بصرفها، يمكننا تقديم تمويل قيمته 160 مليار دولار على مدى الشهور الـ15 المقبلة. وستقدم المؤسسة الدولية للتنمية 50 مليار دولار من ذلك المبلغ كمنح وبشروط ائتمان على درجة عالية من التيسير.
ويستند برنامجنا إلى ركائز ثلاث:
1 / حماية الأسر الأكثر فقرا والأولى بالرعاية.
2 / مساندة منشآت الأعمال وإنقاذ الوظائف، وهو ما تحاول مؤسسة التمويل الدولية والوكالة الدولية لضمان الاستثمار القيام به مع الجهات المتعاملة معهما من القطاع الخاص عن طريق مساندة تمويل التجارة وتسهيلات رأس المال العامل.
3 / مساعدة الدول النامية على تنفيذ مشاريع صحية طارئة وتقوية صمودها الاقتصادي.
ويجري أيضا تنسيق استجابتنا بشكل وثيق مع شركاء التنمية ــ من الحكومات والقطاع الخاص وصندوق النقد الدولي، وبنوك التنمية متعددة الأطراف الإقليمية. ومن أجل العمل بكفاءة ولتحقيق تأثير واسع النطاق، ندعو إلى عمليات التمويل الموازي والمشترك، والاستفادة من الأنشطة المشتركة التي ييسرها البنك الدولي لشراء الأجهزة والمستلزمات الطبية.
ومع الزيادة التي اكتملت في الآونة الأخيرة لرأسمال البنك الدولي للإنشاء والتعمير ومؤسسة التمويل الدولية، والعملية الـ19 لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية، أصبحنا الآن في وضع أفضل يمكننا فيه مساندة الدول الأعضاء من خلال الاستجابة الأولية لمكافحة جائحة كورونا. كما أن القرارات الخاصة بزيادة رأسمال مؤسسة التمويل الدولية استوفت الآن أغلب المتطلبات وتم اعتمادها أخيرا. وقامت 14 دولة بالفعل بتضمين موازنتها مشترياتها من أسهم مؤسسة التمويل الدولية. إن مبادرة الديون تعد نداء دوليا للتحرك لمساندة الدول المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية، وهنا لا بد من الانتقال إلى مبادرة الديون. لقد ساندت تعليق سداد أقساط الديون، ورحبنا بقوة بإعلان "مجموعة العشرين" الأخير بأن الدائنين الثنائيين الرسميين سمحوا من أول أيار (مايو) بتعليق سداد أقساط الديون المستحقة على الدول المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية التي تطلب هذا السماح. كان التوصل إلى هذا القرار إنجازا هائلا، وإنني أثني على كل من شاركوا فيه... يتبع.
إنشرها