default Author

العبقري القاتل

|
نتساءل دوما عن عباقرة صغار سمعنا عنهم ونالوا اهتمام الصحف لفترة قصيرة، ثم اختفوا دون أن نعرف ما حل بهم أو ماذا جنت البشرية من تلك العقول الفذة!
عكس تيد كازينسكي أحد هؤلاء العباقرة الصغار الذي لم تختف قصته وشغلت الرأي العام الأمريكي لأعوام.
ولد تيد في شيكاغو عام 1942، وعاش طفولة طبيعية مع أخوه الأصغر ديفيد. كان هادئا وحساسا وخجولا. نشأ كطفل عبقري ومتفوق أكاديميا، حقق معدل ذكاء يقدر بـ167، ما جعله أعلى قليلا من "ستيفن هوكينج" و"ألبرت أينشتاين"، تم قبوله في جامعة هارفارد وهو في عمر الـ15، تم وضعه في سكن مخصص لأصغر الطلاب الجدد ما زاد من انطوائيته، في عامه الثاني تم اختياره ليشارك في دراسة نفسية على الشباب الموهوبين بإشراف الدكتور هنري موراي الضابط السابق في المخابرات العسكرية وأستاذ علم النفس في هارفارد، لم يكن المشروع سوى دراسة لكيفية التحكم في العقول واستكشاف وسائل صنع وكسر شخصية الفرد وتطوير عمليات غسل الدماغ والسيطرة على العقل بالحرمان والتعذيب والعقاقير المخدرة، هناك تعرض تيد للتخويف والسخرية ونوبات من الغضب، بقي تيد مشاركا في الدراسة لمدة ثلاثة أعوام وصفها بأنها الأسوأ في حياته!
مع ذلك استمر نبوغه وتفوقه حتى حصل على الدكتوراه في الرياضيات، ليصبح أصغر أستاذ في جامعة كاليفورنيا، لكنه لم يفلح كأستاذ وقرر العزلة فهو يكره الناس والتكنولوجيا التي كان يعتقد أنها تقتل البشر وتصيبهم بالكسل والخمول. سكن وسط الريف في مقطورة صنعها بنفسه متخليا عن كل وسائل الترف في الحياة حتى الماء والكهرباء!
بدأ في إرسال الطرود البريدية لتحذير أصحاب الشركات والشخصيات التي تلعب دور فاعل في التطور التكنولوجي من الخطر المقبل!
وفي عام 1978 تحولت طروده السلمية إلى قنابل قاتلة تلقى أولها الأستاذ باكلي كريست من جامعة نورث وسترن، لينفجر الطرد مسببا أثار بسيطة وبعد ستة أشهر من هذه الحادثة، انفجرت القنبلة الثانية في معهد نورث وسترن التكنولوجي، مسببا إصابات بليغة لطالب في الدراسات العليا. لم يعر مركز التحقيقات الفيدرالي FBI أي اهتمام بالموضوع. كانت الطائرات تسبب له إزعاجا في عزلته ما دفعه إلى زرع قنبلة في إحدى الطائرات عام 1979.
هنا بدأ مركز التحقيق الفيدرالي اهتمامه وأطول مطاردة في تاريخه استمرت 17عاما، أرسل فيها 24 قنبلة قتلت ثلاثة أشخاص من ضمنهم أستاذه موراي، وسببت التشوهات والعمى لآخرين، كان بارعا في إخفاء الأدلة ولم يتمكنوا من القبض عليه إلا بسبب زوجة أخيه التي اكتشفت حقيقته من رسائله!
إنشرها