مع إيقاع الحياة المتسارع خاصة في المدن الكبيرة، فإنه من الطبيعي أن يعاني الإنسان بين الحين والآخر ما يعرف بوجع الرأس أو الصداع.. فهل هذا الصداع مصدر قلق وبالتالي يستدعي مراجعة الطبيب، أم أنه عارض ينتهي بنهاية المسبب؟ الجواب هو أن ذلك يعتمد على شدة الألم وتكراره وطبيعته.. بمعنى إذا أحس الشخص بصداع خفيف وتلاشى بتناول كوب من الشاي أو القهوة، فالأمر يسير ولا يحتاج إلى أي نوع من الدواء اللاوصفي ولا إلى مراجعة الطبيب.. ولو كان الصداع خفيفا وانتهى بتناول وجبة طعام معتدلة، فذلك مصداق المثل الشعبي "إذا أوجعك رأسك فأكرمه".. أما إن كان الصداع متكررا أو اضطر من يعانيه إلى تناول المسكنات باستمرار أو أنه كان مفاجئا وشديدا، أو صاحبه حمى أو تيبس في الرقبة أو رؤية مزدوجة أو تنميل أو صعوبة في التحدث، فهنا يلزم طلب الرعاية الصحية فورا لأن أنواع الصداع مختلفة ومتباينة، وذلك عائد لتباين المسببات هي الأخرى.. إن أفضل أمر لتجنب الصداع هو معرفة المسبب ومن ثم تلافيه، فكما يقال الإنسان طبيب نفسه فإذا جاءت نوبة الصداع فاسترجع متى جاءتك آخر مرة؟ وماذا كنت تفعل؟ وكم استمرت؟ ويشتهر عدد من المسببات بين الناس من أبرزها، قلة عدد ساعات النوم أو كثرتها أو اضطرابات النوم المختلفة.. وكذلك التوتر والإجهاد وضغط العمل، أو كأثر جانبي لبعض الأدوية كالأدوية المقوية جنسيا أو أقراص منع الحمل لدى السيدات، أو كثرة التعرض للضجيج والأماكن المزدحمة، أو قلة تناول الماء والسوائل الأخرى، أو الاستمرار على وضعية واحدة أثناء استخدام الحاسوب أو الجوال، ومن هنا فإننا نجد أن أغلب المصابين بالصداع يستعيدون عافيتهم ويتحسنون بمجرد معرفة السبب ومن ثم تلافيه.. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الصداع الناجم عن التوتر يصيب أكثر من ثلث الرجال وأكثر من نصف النساء.. وأن ما يعرف بالصداع النصفي أو الشقيقة يشكو منه شخص واحد على الأقل من بين كل سبعة أشخاص بالغين في العالم.. وتؤكد تقارير المنظمة أن تعديل نمط الحياة بشكل مناسب والاستعمال الواعي للعلاجات الصيدلانية وتجنب سوء التدبير العلاجي هي الحلول المثلى للحد من الصداع والمشكلات الأخرى المرتبطة به.. ونختم هذه المقالة بأحد العلاجات الشعبية المقترحة، "شوفك علاجي عن حبوب البنادول *** لا صار يوجعني من الشوق رأسي".