default Author

الشركات والتصدي لوباء الوحدة «1 من 2»

|
ما الإجراءات التي تستطيع الشركات والأفراد اتخاذها عندما يصبح الشعور بالوحدة أمرا يبعث على القلق؟ كما يقول ألبرت شويتزر، "نحن جميعا نعيش مع بعضنا بعضا لكننا جميعا نموت من الوحدة".
يعد الشعور بالوحدة من أكثر التحديات التي يصعب تفاديها خلال حياتنا. فقد ولدنا وحيدين وسنموت وحيدين. وقد اختبر كثير منا الشعور بالوحدة بغض النظر عن عدد الأشخاص المحيطين به ومدى قربهم.
في ظل التغيرات التي يشهدها مجتمعنا الحالي، أصبحت إقامة علاقة وطيدة من الأمور الصعبة. فالوقت الذي نعمل فيه من المنزل يزداد، وقلة منا أعضاء في جمعيات مهنية. كما تزداد البطالة حول العالم، والأسوأ من ذلك أن المؤسسات التي يسود فيها حالة من عدم الثقة أصبحت هي القاعدة.
على الصعيد الشخصي، أصبح عديد من الأشخاص يعيشون بمفردهم أكثر من أي وقت سبق، سواء كان ذلك بإرادتهم لاختيارهم التأخر بالارتباط والزواج، أو بسبب الطلاق أو لتخليهم عن فكرة إقامة علاقة راسخة.
علاوة على ذلك، لم تعد المجتمعات كما كانت عليه في السابق. ففي المدن الكبرى أصبح من السهل تجاهل الآخرين المحيطين بنا. فكوننا نطلب الطعام والبضائع عن طريق الإنترنت لم نعد بحاجة إلى التحدث إلى المحاسب. وقد شهدت الأعوام الأخيرة توجها متزايدا نحو نهج الخدمة الذاتية.
إضافة إلى ذلك، انخفض معدل الترابط بين الأجيال، ومفهوم الأسرة قد يكون في طريقه إلى الزوال كما هو الحال في المؤسسات المجتمعية. يقول بعضهم، إننا قد دخلنا عصر ديستوبيا - المدن الفاسدة -، حيث نعيش في عالم تهيمن عليه التكنولوجيا، ما يسهم في الشعور بالعزلة والانفصال.
نقوم في معظم الأوقات بتحويل هواتفنا الذكية وأجهزتنا اللوحية والكمبيوترات إلى منظومة دفاعية مزيفة لتساعدنا على التعامل مع شعورنا بالوحدة. أصبحت هذه الأجهزة بمنزلة العصا التي نرتكز عليها خاصة عند شعورنا بالقلق. النظر إلى هواتفنا بشكل مستمر ومتابعة التفاعل على منشوراتنا على وسائل التواصل الاجتماعي يعكس حاجتنا إلى الآخرين.
التكاليف الباهظة للشعور بالوحدة حيث تعد الحاجة إلى التواصل مع الآخرين بشكل فاعل وليس من خلف الشاشات، حاجة إنسانية أساسية. وهو أمر حيوي لبقائنا ورفاهيتنا. من المؤسف صعوبة إيجاد مثل هذا الرابط. على سبيل المثال: في الولايات المتحدة هناك 25 إلى 45 في المائة من البالغين يشعرون بالوحدة بشكل متواصل. ورغم أن الأشخاص من مختلف الأعمار قد يكونون معزولين اجتماعيا، فإن خطر فقدان التواصل مع الأصدقاء والعائلة وأفراد المجمع المحلي يصبح أكبر مع التقدم بالعمر. وبحسب التقديرات، تؤدي العزلة الاجتماعية عند الأمريكيين في عمر 65 عاما وما فوق إلى تكاليف أكبر في الرعاية الصحية بمعدل سبعة مليارات دولار سنويا، وهو رقم في ازدياد.
في الواقع تؤثر الوحدة في صحتنا بشكل سلبي. ويترتب عليها في كل مرحلة من مراحل الحياة، الاكتئاب والأرق وزيادة خطر الإصابة بالخرف. إضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة يتخلفون عن مواعيد الطبيب وأخذ أدويتهم أو ممارسة التمارين واتباع نظام غذائي صحي. والأكثر إثارة للقلق كون العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة يزيدان احتمال الوفاة المبكرة بنسبة 26 في المائة.
يزداد الشعور بالوحدة خلال مراحل مصيرية مثل خسارة أحد أحبائنا أو الانطلاق أو الانتقال إلى مكان جديد. مع ذلك تكون الوحدة مزمنة عندما لا يمتلك الأشخاص موارد عاطفية أو عقلية أو مادية لإرضاء حاجاتهم الاجتماعية أو عندما يفتقرون إلى مجموعة تمنحهم تلك المزايا. بتلك الحالات هناك عديد من الآثار السلبية للوحدة في الصحة وتكون أكثر وضوحا... يتبع.
إنشرها