منوعات

جفاف غير مسبوق في تشيلي في خضم أزمة كورونا

جفاف غير مسبوق في تشيلي في خضم أزمة كورونا

يضرب جفاف غير مسبوق وسط تشيلي في الصميم مع نضوب أنهر وخلو السدود من المياه، جاعلا السكان أكثر ضعفا في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
يقول رودريغو مونداكا الناطق باسم حركة الدفاع للحصول على المياه والأرض وحماية البيئة (موداتيما) لوكالة فرانس برس، "اليوم لدينا أكثر من 400 ألف عائلة أي مليون ونصف المليون نسمة، تحصل على استهلاكها اليومي من المياه البالغ 50 ليترا بواسطة شاحنات صهاريج".
وتؤكد ديلما كاستيو التي تقيم مع أولادها في الجبال قرب مدينة إل ميلون الواقعة قرب فالبارايسو في وسط البلاد "العيش من دون مياه أمر رهيب".
وتضيف "والأسوأ هو عدم وجود وعي لهذه المشكلة. الأمر يقلقني كثيرا لأن العيش في ظل هذه الظروف أمر مهين".
في منطقتي سانتياغو وفالبارايسو كانت المتساقطات العام 2018 أقل بنسبة 80 % وهو أدنى مستوى لها،وبنسبة 90 % في كوكيمبو (شمال).
وتجول صهاريج يوميا الطرقات والدروب غير المعبدة لنقل الماء إلى مساكن حيث تحفظ المياه في صفائح.
ويشدد رودريعو مونداكا "في ظل انتشار جائحة كما الحال الآن، يتبين مرة جديدة أن نموذج الاستحواذ على المياه من قبل القطاع الخاص (..) لا يضمن الحق الإنساني بالحصول على المياه ويجعل المجتمعات أكثر ضعفا".
وتنص التشريعات التشيلية على أن المياه ملك عام إلا ان الغالبية العظمى لحقوق استغلال هذا المورد بأيدي القطاع الخاص.
ونددت التظاهرات التي شهدتها البلاد منذ اندلاع الأزمة الاجتماعية في تشرين الأول/أكتوبر 2019، بالنظام الاجتماعي-الاقتصادي القائم في قطاعات مثل الصحة والتعليم والتقاعد وإدارة المياه.
- "المياه تشترى وتباع وتستأجر" -
وطلب مدير فرع "غرينبيس" في تشيلي ماتياس أسون قبل فترة قصيرة من حكومة الرئيس المحافظ سيبستيان بنييرا "التحقق من عدم حرمان أي مواطن فقير من الخدمات الأساسية للوقاية من كوفيد-19".
وشدد على أن "الصابون لا ينفع إن لم تكن المياه المتوافرة كافية لغسل اليدين". وسجلت في تشيلي أكثر من 3700 إصابة مثبتة بفيروس كورونا مع 22 حالة وفاة، على ما تفيد آخر الأرقام الرسمية.
واحتل نحو مئة من سكان إل ميلون قبل فترة قصيرة بئرا تديرها شركة "نغلو أميريكن" المنجمية وهي مجموعة عالمية تستغل مناجم النحاس في تشيلي أول منتح لهذا المعدن في العالم.
وعمدت الشرطة مرات عدة إلى إخراج السكان الذين يطالبون أن تكرس البئر لتزويد المنطقة بالمياه العذية وليس للنشاطات المنجمية، على ما يوضح فابيان فيارويل (26 عاما) وهو احد المتحدثين باسم هذا التحرك.
وفي بيان ورد وكالة فرانس برس أكدت شركة "أنغلو أميريكن" أنها تسعى إلى "حلول تسمح لسكان المنطقة الوصول بشكل دائم إلى المياه العذبة".
ويفيد رودريغو مونداكا أن قانون المياه المعتمد في العام 1981 في ظل نظام أوغستو بينوشيه الديكتاتوري (1973-1990) "تفصل بين ملكية الأرض وملكية المياه. فثمة مالكون يملكون الأرض من دون المياه والعكس صحيح الأمر الذي أفضى إلى سوق (لحقوق) المياه" على ما يوضح.
ويشير إلى أن "المياه تشترى وتباع وتستأجر" في البلاد.
ويقول أوسكار كريستي المدير العام لمصلحة المياه في تشيلي، إن حقوق المياه توزع على شركات خاصة تقوم بإدارتها لكنها تبقى في يدي الدولة التي يمكنها أن تحدد كمية المياه المستخرجة.
لكن تدخلا كهذا لم يحصل حتى الآن وعلى الدولة في حال فعلت أن تعوض على أصحاب الحقوق خسائرهم المالية بسعر السوق، على ما يؤكد عدة خبراء.
ويقول اندريه جورافليف العضو السابق في اللجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية والكاريبي والخبير بهذه الشؤون "المشكلة تكمن في طريقة توزيع هذه الحقوق والشروط المفروضة" على إدارتها.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات