FINANCIAL TIMES

1 من كل 15 شخصا في لندن يشتبه أنه حامل لـ «كوفيد ـ 19»

1 من كل 15 شخصا في لندن يشتبه أنه حامل لـ «كوفيد ـ 19»

على الرغم من أن حركة النقل في وسائل النقل العام انخفضت بشكل حاد في لندن، لا تزال هناك شكاوى من ازدحام قطارات مترو الأنفاق في ساعة الذروة.

وفقا لدراسة أجراها بعض المستشارين العلميين لحكومة المملكة المتحدة، قد يكون واحدا من كل 15 شخصا يعيشون في لندن مصابا فعليا بفيروس كورونا، لكن تم تأكيد 9291 حالة فقط في العاصمة – حتى أمس الأول ـ وهي فجوة تبرز عدم توافر الفحوص بالنسبة لأكبر تجمع سكاني في البلاد.
قدر باحثون يعملون ضمن فريق الاستجابة لـ"كوفيد ـ 19"، التابع لكلية إمبريال في لندن، الذين أسهم عملهم المبكر في قرار المملكة المتحدة حظر التجوال الشهر الماضي، أن ما بين 1.2 في المائة و5.4 في المائة من سكان البلاد ربما أصيبوا بالفعل بحلول 28 آذار (مارس).
استنادا إلى المتوسط البالغ 2.7 في المائة، فإن ذلك يعني أن شخصا واحدا من كل 15 شخصا، أو نحو 600 ألف شخص في العاصمة أصيبوا بالفيروس، وذلك عند تعديل الرقم بناء على عدد سكان لندن الكبرى البالغ 8.9 مليون نسمة، وحقيقة أنها تحوي نحو ثلث الحالات المؤكدة. كذلك عانت المدينة نسبة مماثلة من إجمالي الوفيات في المملكة المتحدة حتى الآن.
مع ذلك، نطاق الدراسة يمكن أن يعني إصابة ما يصل إلى واحد من كل ثمانية من سكان لندن، أو واحد من كل 33، وفقا لحسابات "فاينانشيال تايمز" التي راجعها أحد كتاب الصحيفة.
سياسة الحكومة المتمثلة في فحص المرضى في الحالات الحرجة، أو الحالات في أماكن مثل دور الرعاية، تعرضت لانتقادات متزايدة. وهذا يتناقض بشكل صارخ مع توصية تيدروس أدهانوم، رئيس منظمة الصحة العالمية، التي تنادي بـ"الفحص، الفحص، الفحص".
تعرضت الحكومة أيضا إلى انتقادات بسبب فشلها في فحص مزيد من العاملين في الخدمات الصحية الوطنية في خطوط المواجهة بعد الاعتراف في الأسبوع الماضي بأن ألفين فقط من أصل 500 ألف تم فحصهم.
قدم الوزراء وعودا متكررة بزيادة الفحوص لكن التقدم كان بطيئا حتى الآن. ويجادل عديد من العلماء بأن الفحص المستهدف على نطاق واسع أمر حاسم في إيقاف انتشار الفيروس، لأن كثيرا من الأشخاص الذين يصابون بالعدوى لا تظهر عليهم أي أعراض، أو تظهر عليهم أعراض خفيفة ويستمر الفرد في نشر الفيروس للآخرين.
الدراسة، التي تم تقديمها لاستعراض النظراء، هي من بين أول الدراسات التي تقدر الأرقام الإجمالية، بما في ذلك الحالات غير المصحوبة بأعراض أو المصحوبة بأعراض خفيفة، ما أدى إلى إنشاء أنموذج لاستنتاج نطاق الأعداد الإجمالية من عدد الوفيات المرصودة.
قالت الدراسة التي نشرت في 30 آذار (مارس): "نقدر أن عدد الإصابات المكتشفة أقل من الإصابات الحقيقية، ويعود ذلك غالبا إلى وجود أعراض خفيفة، أوعدم وجودها، إضافة إلى محدودية نطاق الفحص".
لكن الدراسة تحذر من أن البيانات التي تستند إليها تقديرات الفريق لا تزال محدودة نسبيا، نظرا للوتيرة السريعة لانتشار الفيروس منذ ظهوره في ووهان في الصين أواخر العام الماضي. عادة ما يكون هناك فارق لمدة أربعة أسابيع تقريبا بين الإصابة والوفاة بالنسبة لنسبة صغيرة نسبيا من الأشخاص الذين يصابون بالفيروس.
وبحسب الدراسة، التي شملت 11 دولة أوروبية، حالات حظر التجوال عبر القارات أنقذت بالفعل ما بين 21 ألفا و120 ألف شخص.
قال الدكتور سمير بهات، عالم أوبئة في الأمراض المعدية في كلية إمبريال للصحة العامة وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: "من المبكر جدا القول إننا تمكنا من السيطرة على الوباء بالكامل وسيتعين اتخاذ قرارات أكثر صعوبة في الأسابيع المقبلة".
قرار الحكومة البريطانية حظر التجوال الشهر الماضي تأثر جزئيا بالمخاوف من الانتشار السريع للفيروس في لندن. ويشير معدل الإصابة المرتفع نسبيا في لندن إلى أنه قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات. فعلى الرغم من أن حركة النقل في وسائل النقل العام قد انخفضت بشكل حاد، لا تزال هناك شكاوى من ازدحام قطارات مترو الأنفاق في ساعة الذروة بعد أن خفضت مواصلات لندن خدماتها.
قال العلماء إن اختبار الأجسام المضادة سيكون أساسيا في تحديد المعدلات الفعلية للعدوى. البروفيسور أكسل غاندي، وهو مؤلف آخر من مؤلفي الدراسة، قال: "إن تأثير الوباء شديد، لكن كان من الممكن أن يكون أسوأ بكثير من دون التدخلات". وهو رأي يدعمه كثير من العلماء الآخرين الذين يتابعون الفيروس.
قال تيم كولبورن، عالم الأوبئة في معهد الصحة العالمية في كلية لندن الجامعية، إن معدل الانتشار في لندن، الذي أشارت إليه الدراسة "يبدو معقولا، مع البيانات المتاحة".
أضاف: "لكننا بعيدون جدا من تحقيق مناعة القطيع حتى الآن، ومن غير المحتمل أن نحظى بها قبل أشهر، في أفضل الأحوال. السبيل الوحيد للخروج من حالة حظر التجوال هو من خلال الفحص الموسع وتتبع حالات المخالطة، ومن الأفضل أن تكون على مستوى محلي أكثر. أوافق على عدد المصابين أكثر مما تظهره الفحوص لأننا لم نفحص المجتمع منذ أسابيع بينما كان الفيروس يتفشى، خاصة قبل حظر التجوال".
قدرت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد الأسبوع الماضي معدل إصابة أعلى، لكنها تلقت انتقادات من قبل أجزاء من المجتمع العلمي لكونها تكهنية للغاية.
عند تنقيح العدد الكبير من الحالات المقدرة في لندن بناء على دراسة كلية إمبريال، فإن ذلك يشير إلى انخفاض نسبة الإصابة خارج العاصمة، على الرغم من أن علماء الأوبئة قالوا إن هذا يمكن أن يتغير بسرعة في الأسابيع المقبلة.
تشير تقديرات "فاينانشيال تايمز"، المستندة إلى متوسط تقديرات كلية إمبريال، إلى إصابة نحو واحد من كل 50 شخصا خارج لندن حتى 28 آذار (مارس)، أي أكثر من 1.2 مليون شخص.
في الطرف الأعلى من النطاق المقدر، وهو 5.4 في المائة من إجمالي السكان، يمكن أن يكون بالفعل عدد الإصابات خارج لندن واحدا من كل 24 شخصا.
أشارت الدراسة السابقة التي أجرتها الكلية إلى أن المملكة المتحدة كانت ستواجه ما يصل إلى 250 ألف حالة وفاة، إذا واصلت الحكومة نهجها المتراخي بشأن التباعد الاجتماعي والعزل، الذي أخر إلى حد بعيد حظر التجوال الكامل حتى أواخر آذار (مارس).
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES