Author

السلام نظر

|

عبارة كانت تستخدم للتخفيف عن كبار السن والقادمين إلى الحفلات الكبيرة. أصبحت اليوم قرارا يدعمه كل من يتعامل مع حالة الفيروس المستجد، الذي ينتقل بسرعة جنونية من خلال التلامس وانعدام التعقيم. بدأ وزير الصحة تبني هذا المفهوم من خلال تغريداته، لكن الأمر عالمي ونشاهد كل المسؤولين في كل مكان يتبنونه وعلى الجميع الأخذ به.

مع "السلام نظر" يأتي التزام آخر بالابتعاد عن الاحتكاكات غير الضرورية، وهذا يعني أننا يجب أن نبتعد عن الآخرين قدر الإمكان. يأتي في السياق ما شاهدناه من إلغاء كل الفعاليات التي تتطلب تجمهر الناس من بيئات ومنازل وأحياء ومدن مختلفة، وذلكم واحد من أهم وسائل الوقاية.
الضبابية التي تتعلق بلقاء الآخرين الذين يغلب علينا عدم معرفتهم، أو عدم العلم بوجود المرض لديهم بسبب عدم ظهور أعراض واضحة، خصوصا في مرحلة الحضانة التي تستمر أسبوعين على أغلب المعلومات الواردة، تدفع نحو اتخاذ قرارات جذرية أخرى ومنها الحجر الصحي على القادمين من الخارج. هذا الإجراء رغم تعقيده وطول مدته وعدم توافر وسائل التحقق الكافية والسريعة، أدى إلى أمر أكثر حماية وهو منع الطيران بين الدول. كما قلنا في السابق ونعيد دائما، إنه مهما بدا الإجراء معقدا، فهو مهم لأن التصرف الحاد مع الوضع الضبابي هو الوسيلة الوحيدة للتخلص من تداعيات مثل هذا الوضع، وفي السياق نفسه يقع منع الرحلات في وسائل النقل العام سواء الطائرات أو الحافلات أو سيارات الأجرة، ثم منع التنقل بين المناطق.
أزعم أن قرارات المملكة في هذا الشأن كلها صحيحة، وقد يكون هناك قرارات أخرى تبنى على المعلومات المتوافرة والمتواردة عن طريق المنظمات العالمية ومراكز البحوث المختصة، لكن يبقى اتخاذ الإجراء الأكثر احترازا هو الصحيح عندما يتعلق الأمر بحياة الناس.
التراخي الذي ظهر في إجراءات بعض الدول هو درس للجميع بأن ذلك الأمر غير مسموح به. أوروبا التي يتمتع سكانها بمستويات تعليم عليا، وأنظمتها الصحية متفوقة عالميا، لم تتمكن من تحقيق الحماية المطلوبة، بسبب التهاون بخطورة هذا الوباء، وهو ما لا نريد أن نراه في وطننا ونحن نستقبل أعدادا هائلة من الأجانب من كل دول العالم.
لهذا أتمنى أن يتبنى الجميع نظرية التعقيم المستمر كما أوضحتها نشرات الوزارة، ويغرسوا في مجتمعاتهم مفهوم "السلام نظر"، حتى بعد تجاوز هذه الأزمة بحول الله.           

إنشرها