نسمع كثيرا عن حاجة الجسم للفيتامينات وأهمية تناول الأغذية المحتوية عليها، وذلك ضمن المكونات الأساسية الواجب توافرها في الغذاء، كالبروتينات والكربوهيدرات وغيرها، للمحافظة على الصحة العامة للإنسان. فما هذه الفيتامينات؟ ببساطة هي عبارة عن مركبات عضوية ضرورية للنمو الطبيعي واستمرار الحياة للإنسان، علما أنها لا تمد الجسم بالطاقة ولا تتضمن سعرات حرارية، لكنها مهمة جدا ليتمكن الجسم من أداء وظائفه الحيوية والفسيولوجية، كما أنها تدخل في التفاعلات الكيماوية، كاستقلاب الأغذية وإخراج الطاقة منها. جسم الإنسان غير قادر على تصنيع الفيتامينات، ولذا فإنه من المهم أن يحصل عليها من مصادرها الأخرى الطبيعية من خلال نظام غذائي متكامل مشتمل على جميع العناصر الغذائية المطلوبة، وإذا تعذر ذلك أو صعب فلا بد من أخذها كمستحضرات صيدلانية مصنعة، إذ إن نقص الفيتامينات يؤدي إلى كثير من الأعراض بل والأمراض التي لا يعرف لها سبب واضح، فقد يشعر الإنسان بالتعب والإرهاق ويكون شفاؤه - بإذن الله - سهلا عند تناوله الفيتامين الذي ينقصه. ولكل فيتامين وظائفه الخاصة التي يتميز بها ووظائفه المشتركة مع عنصر أو عنصرين، فهو يدخل في مجموعة من التفاعلات الكيماوية والحيوية التي تحدث داخل الجسم. نقص الفيتامينات يحدث عادة عندما يكون الغذاء الذي يتم تناوله غير مكتمل في عناصره، أو عند الأشخاص الذين يعانون سوء الامتصاص، كما تزداد الحاجة إليها أحيانا أثناء فترات النمو والحمل والإرضاع، أو في بعض الحالات المرضية التي تقدر بقدرها. وتعطى الفيتامينات عادة بمفردها أو مع بعض المعادن كإضافات غذائية، وهناك اعتقاد سائد أن كل الفيتامينات ليست سامة، وهذا اعتقاد غير صحيح، حيث إن الجرعات الكبيرة من بعض الفيتامينات تكون واضحة السمية. وتوجد فيتامينات عديدة يرمز لها عادة بالأحرف أ / ب /ج / د... إلخ إلا أن تحديد أي فيتامين يلزم الإنسان ينبني على الأعراض التي يعانيها الشخص، وعلى ضوء نتائج التحاليل الخاصة بذلك واتباع إرشادات أصحاب الاختصاص. خلاصة القول إن الفيتامينات في مجملها مهمة وضرورية لتستقيم الحياة ويؤدي الجسم وظائفه المختلفة بأفضل صورة، ويتحقق هذا بتناول وجبات غذائية متكاملة مشتملة على الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة ومشتقات الألبان وغيرها، ما يشكل في مجموعه قوة دفاع وحماية تمكن الجسم من أن يكون - بإذن الله - في أفضل حالاته تحت كل الظروف.