Author

لجنة الطاقة والمستقبل

|

 يأتي قرار مجلس الوزراء بتشكيل لجنة عليا خاصة بشؤون الطاقة المتجددة، ومزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء، في سياق الاستراتيجية الشاملة في المملكة التي تستند إلى رؤية المملكة 2030. ومستقبل الطاقة عموما، يتصدر الأولويات في السعودية، منذ بدء ورشة البناء الاقتصادي، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يتولى رئاسة "اللجنة العليا لشؤون مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء، وتمكين قطاع الطاقة المتجددة"، ما يمنح هذه اللجنة مزيدا من القوة والأدوات للوصول إلى غاياتها التي تصب في النهاية في مصلحة الوطن كله. مع التأكيد أن السعودية أطلقت سلسلة من المبادرات والمشاريع التي تخص الطاقة بأنواعها، في إطار التطوير الذي لا يتوقف في كل ميادين قطاع الطاقة، بما في ذلك طرح نسبة من أسهم شركة أرامكو في السوق المحلية.

والسعودية يمكنها أن تحقق تقدما كبيرا على صعيد تطوير الطاقة، بما في ذلك الطاقة الشمسية، حيث أكدت جهات ألمانية مختصة قبل أعوام عدة، أن المملكة تستطيع أن تكون مصدرا لهذه الطاقة في غضون عشرة أعوام، علما بأن ألمانيا تعد من الدول الرائدة في هذا النوع من الطاقة المتجددة. والطاقة الشمسية مرتبطة بصورة كبيرة - بالطبع - بإنتاج الطاقة الكهربائية، واللجنة الجديدة العليا، تولي أهمية لإنتاج الكهرباء، عبر مصادر مختلفة، أي التقليل من استخدام النفط في إنتاج الكهرباء، وتحويله إلى التصدير ضمن القدرة التصديرية الهائلة التي تتمتع بها المملكة في مجال النفط. إنها مهمة كبيرة ومتطورة، وتدخل في صلب المساعي السعودية، لبلوغ الأهداف في ميدان الطاقة بكل أنواعها.
على هذا الأساس، تعد اللجنة الجديدة، مرجعا لكل ما يتعلق بموضوعات الطاقة النظيفة والتقليدية والشمسية والغاز وغيرها. كما أن لها صلاحية تنفيذية مهمة جدا، الأمر الذي يسرع الخطوات لتحقيق الأهداف منها. والمملكة خاضت في الواقع استثمارات كبرى في مجالات الطاقة غير التقليدية، وأقامت سلسلة من الشراكات العالمية، وطرحت مبادرات في سياق دورها كعضو في "مجموعة العشرين" التي اتخذت زمام المبادرة العالمية في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت عام 2008. وعلى الرغم من وباء كورونا المستجد، الذي يصيب العالم حاليا، إلا أن السعودية سارعت لتقود المشهد العام باعتبارها الرئيس الحالي لـ"مجموعة العشرين"، عن طريق التقدم بمبادرات في كل المجالات التي تهم العالم أجمع.
لجنة الطاقة الجديدة في السعودية، ستعطي مؤشرات محورية في هذا الميدان الحيوي العام، كما أنها ستكون على صلة بكل التطورات الخاصة على هذه الساحة. إنها لجنة ضرورية في الوقت المناسب، خصوصا أنها تأخذ في الحسبان أيضا عوامل حماية البيئة. وهذه النقطة الأخيرة تشكل محورا عالميا مهما. كما أن اللجنة المشار إليها ستؤسس ثقافة جديدة على صعيد الطاقة، خصوصا المتجددة، التي تشهد تقدما ملحوظا منذ أعوام عدة. ولعل من النقاط المهمة في هذا المجال، أن اللجنة ستعمل على الوصول إلى مرحلة التمكين في مجال الطاقة المتجددة، وهذا أحد أهم الأهداف التي وضعت صمن نطاق رؤية المملكة 2030. دون أن ننسى، أن إنتاج الكهرباء يبقى الهدف الأهم على الصعيد الوطني في السعودية الذي سيشهد مزيدا من التطور قبل نهاية العقد الجاري.           

إنشرها