Author

جهود السعودية والقمة الاستثنائية

|

مدير عام صندوق النقد الدولي

 حقيقة؛ نشكر للسعودية جهودها كرئيس لـ"مجموعة العشرين" والدعوة إلى هذه القمة الاستثنائية، حتى نوحد الصفوف كمجتمع عالمي لحماية الأرواح والاقتصاد العالمي. ونحن نتوقع انكماش الناتج العالمي عام 2020، وتعافيه في 2021. وسيتوقف عمق الانكماش وسرعة التعافي على مدى سرعة احتواء الجائحة، ودرجة القوة والتنسيق فيما نتخذه من إجراءات على صعيد السياسة النقدية وسياسة المالية العامة.. وأن قادة "مجموعة العشرين"، قد اتخذوا بالفعل خطوات استثنائية لإنقاذ الأرواح لحماية اقتصاداتهم.

ومن الإجراءات المهمة بشكل خاص، الدعم المقدم من المالية العامة على نحو يستهدف الأسر محدودة الدخل ومنشآت الأعمال الكبيرة والصغيرة، حتى تتمكن من البقاء والعودة سريعا إلى العمل. ودون ذلك، سيستغرق الأمر أعواما لمحو تداعيات انتشار الإفلاس وتسريح العمالة.
وسيؤدي هذا الدعم إلى تسريع التعافي في نهاية المطاف، والوصول بنا إلى وضع أفضل لمواجهة تحديات، مثل أعباء المديونية المفرطة واضطراب التدفقات التجارية.
ومن الضروري، أن ندرك أهمية دعم اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية للتغلب على آثار الأزمة والمساعدة على استعادة النمو. فهذه الاقتصادات يقع عليها ضرر بالغ من جراء اقتران الأزمة الصحية بالتوقف المفاجئ للاقتصاد العالمي وهروب رؤوس الأموال إلى وجهات آمنة، وكذلك - بالنسبة إلى بعضها - الهبوط الحاد في أسعار السلع الأولية. وهذه الدول هي محور اهتمامنا الأساس. ولدينا طاقة مالية كبيرة قوامها تريليون دولار، يمكننا استخدامها دفاعا عنها، بالتعاون الوثيق مع البنك الدولي وغيره من المؤسسات المالية الدولية. لكن أمامنا تحد جسيم:
• هناك عدد كبير استثنائي من الدول يطلب تمويلا طارئا من الصندوق في آن واحد.
• الأسواق الصاعدة تعاني التأثير الحاد لخروج كم غير مسبوق من تدفقات رؤوس الأموال والنقص الحاد للسيولة بالعملات الأجنبية.
• كثير من الدول منخفضة الدخل تخوض هذه الأزمة وهي مثقلة بأعباء ديون كبيرة.
يجب أن يكون تحركنا بحجم هذا التحدي. ويعني هذا بالنسبة لنا في الصندوق، أن نعمل معكم لإصدار استجابة أقوى تجاه الأزمة. ولتحقيق هذا الهدف نطلب دعمكم من أجل:
- مضاعفة قدرتنا على التمويل الطارئ.
- تعزيز السيولة العالمية من خلال توزيع كبير لحقوق السحب الخاصة، مثلما فعلنا بنجاح أثناء الأزمة العالمية عام 2009، حين توسعنا في استخدام تسهيلات لدى الصندوق على غرار خطوط تبادل العملات.
- دعم تحرك الدائنين الثنائيين الرسميين نحو تخفيف أعباء الديون على أفقر دولنا الأعضاء في أثناء فترة الهبوط العالمي.
"إننا معا سنتجاوز هذه الأزمة. معا سنضع الأساس لتعاف أسرع وأقوى".           

إنشرها