الطاقة- النفط

النفط يرتفع مدعوما بالتحفيز الأمريكي .. و«الجائحة» تقوض الطلب على الوقود

النفط يرتفع مدعوما بالتحفيز الأمريكي .. و«الجائحة» تقوض الطلب على الوقود

استمرار الضغوط على أسعار النفط بفعل وفرة المعروض وتباطؤ الطلب. "الفرنسية"

أغلقت أسعار النفط الخام على ارتفاع أمس، مدعومة بتقدم في حزمة تحفيز اقتصادي أمريكي ضخمة ، حتى بعد أن أظهرت بيانات حكومية أن جائحة فيروس كورونا بدأت تقوض الطلب الأمريكي على الوقود الأسبوع الماضي.
وبحسب "رويترز"، تراجع الطلب على المنتجات النفطية، وبخاصة وقود الطائرات، تراجعا حادا مع إعلان الحكومات في أنحاء العالم إغلاقات عامة لكبح انتشار الفيروس.
ومن المتوقع أن يتراجع الطلب على الوقود بشدة في أنحاء العالم في الربع الثاني من العام في ظل توقف شبه تام لحركة النقل الجوي وتقييد شديد للسفر على الطرق. وأخيرا، دخلت الهند، ثاني أكبر بلد من حيث عدد السكان وثالث أكبر مستهلك للنفط، في إغلاق عام يستمر 21 يوما.
وتراجع توريد منتجات البنزين الأمريكية - وهو مؤشر على الطلب، 859 ألف برميل يوميا إلى 8.8 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي، في أكبر انخفاض أسبوعي منذ أيلول (سبتمبر) 2019، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وتراجع إجمالي الطلب على الوقود نحو 2.1 مليون برميل يوميا على مدار الأسبوع.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 48 سنتا ليتحدد سعر التسوية عند 24.49 دولار للبرميل، بزيادة 2 في المائة. وزاد خام برنت 24 سنتا أو 0.9 بالمئة ليغلق على 27.39 دولار للبرميل.
وفي سياق متصل يقول لـ«الاقتصادية»، مختصون ومحللون نفطيون، إن أغلب البنوك الدولية على قناعة بأن وضع الاقتصاد العالمي حرج، وإن الضغوط على أسعار النفط ستتواصل على المدى القصير، لافتين إلى تخفيض بنك باركليز- على سبيل المثال - تقديراته لأسعار النفط لهذا العام للمرة الثانية خلال أسبوعين متوقعا، أن يبلغ خام غرب تكساس الوسيط 28 دولارا للبرميل في المتوسط في عام 2020 بسبب الصدمة الواسعة لمعدل نمو الطلب نتيجة انتشار فيروس كورونا، التي تتزامن مع صدمة أخرى في مستوى العرض جراء المنافسة على الحصص السوقية بين كبار المنتجين.
وفي هذا الإطار، يقول سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، إن أسعار النفط ستظل تحت وطأة ضغوط هائلة، ما دامت أعداد المصابين والوفيات بفيروس كورونا في ارتفاع مستمر في مختلف دول العالم خاصة مع تفاقم تلك الأعداد أخيرا في الولايات المتحدة وهي أكبر اقتصاد في العالم.
وأضاف شيميل، أن تداعيات تراجع الأسعار ستطول في تأثيراتها السلبية كل اقتصاديات الدول المنتجة سواء الكبار أو الصغار مشيرا إلى، أن كل البنوك والمؤسسات المالية في العالم تقوم بعمليات إعادة تقييم مستمرة لتطورات وضع السوق ويذهب الجميع إلى تخفيض توقعات الأسعار بسبب الانتشار اليومي السريع لفيروس كورونا، الذي يدفع في اتجاه التدمير الهائل للطلب في جميع أنحاء العالم حيث عزل عديد من الدول وأوقفت آلاف الرحلات الجوية.
من جانبه، يرى ديفيد لديسما المحلل في شركة "ساوث كورت" الدولية، أن الإجراءات الأمريكية لتعزيز وضع الاقتصاد العالمي ذات تأثير محدود حتى الآن رغم الجهود المكثفة لمعادلة التأثير السلبي لانتشار الفيروس، منوها إلى تخفيض بنك مورجان ستانلي توقعاته لأسعار النفط، مرجحا أن يبلغ سعر خام برنت 30 دولارا للبرميل خلال الربع الثاني من 35 دولارا للبرميل في وقت سابق، كما حذر بنك جولدمان ساكس من أن مستوى 20 دولارا لبرميل النفط يلوح في الأفق.
وذكر لديسما، أن أسعار الخام تحتاج إلى إجراءات قوية من المنتجين ومن أبرزها، تفاهمات جديدة لتقليص المعروض يشارك فيها المنتجون الأمريكيون إلى جانب دول "أوبك +" ودون ذلك سيستمر نزيف الأسعار حيث يرجح المحللون الدوليون، أن تبقى أسعار النفط الخام على الأرجح حول 30 دولارا لأشهر وسط حرب الأسعار والصراع من أجل الحصول على حصة في السوق في ظل ضغوط غير مسبوقة من أزمة وباء كورونا في كبح الطلب العالمي على النفط.
من ناحيته، يعتقد أندريه جروس مدير العلاقات الدولية في شركة "إم إم إيه سي" الألمانية، أن وضع السوق الحالي ينبئ بارتفاعات قياسية في مستوى المخزونات النفطية بسبب تخمة المعروض وضعف الطلب وهو ما دفع بكثير من تجار النفط في الشرق الأوسط إلى استئجار سفن لتخزين الكميات الفائضة من النفط التى تفاقمت في السوق خلال الشهر الجاري.
ولفت إلى قيام منتجي تحالف "أوبك +" بزيادة وتيرة الصادرات على نحو غير مسبوق بعد تعثر تمديد خفض الإنتاج في اجتماع فيينا أوائل الشهر الجاري، منوها إلى انخفاض الطلب بشكل أكبر على المنتجات النفطية والوقود بسبب ضعف النشاط الاقتصادي بشكل عام على أثر اجتياح فيروس كورونا لدول العالم.
بدورها، ترى ويني أكيلو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكا إنجنيرينج" الدولية، أن أسعار النفط تخوض واحدة من أضعف حالاتها بسبب الأثر الاقتصادي المدمر لفيروس كورونا في الطلب النفطي في كل مرحلة من مراحل الصناعة، مشيرة إلى تأكيد شركة "شيفرون" العملاقة على أن الطلب في بعض أنحاء العالم متوقف تماما بشكل مثير للغاية.
وتضيف ويني، أن السوق النفطية قد تواجه مزيدا من الألم في المستقبل، إذ ستتضح تأثيرات زيادة المعروض في غضون أسبوعين، لافتة إلى اتساع خصومات المنتجين على أسعار خامي برنت وغرب تكساس الوسيط بسبب الفائض الواسع في السوق، معتبرة أن الوضع الحالي غير مسبوق والخصومات عند أعلى مستوياتها منذ عدة عقود.
من جهتها قالت إدارة معلومات الطاقة، إن مخزونات الخام بنقطة التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما ارتفعت 858 ألف برميل الأسبوع الماضي، مضيفة، أن استهلاك الخام في مصافي التكرير زاد 18 ألف برميل يوميا. وارتفعت معدلات تشغيل المصافي 0.9 نقطة مئوية على مدار الأسبوع.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط