FINANCIAL TIMES

شركات اليابان أمام احتمال «يصعب تصوره» .. إلغاء أولمبياد 2020

شركات اليابان أمام احتمال «يصعب تصوره» .. إلغاء أولمبياد 2020

عامل ياباني يعرض نماذج من أغطية المجاري في طوكيو.

ليو لويس من طوكيويوم الأحد الماضي، تجاهل حشد متحمس وكبير نصيحة التباعد الاجتماعي، وتجمع عند مدخل حديقة يويوجي في طوكيو، لتصوير النسخة الخاصة، التي تم تركيبها حديثا من غطاء فتحات بالوعات المجاري التذكاري الخاص بأولمبياد 2020.
في ذلك الوقت كانت السلطات اليابانية مصرة على أن أي تأجيل أو إلغاء للألعاب "غير وارد" حتى لو كانت كل ساعة تمر من أخبار فيروس كورونا تجعل ذلك يبدو مستحيلا. طوكيو كانت بحاجة إلى المضي قدما في تزيين أغطية فتحات البالوعات، جنبا إلى جنب مع كل شيء آخر، قبل الحدث الرياضي، الذي يحظى بأعلى مستوى من الرعاية حتى الآن، تمثلت في تخمة قياسية لنشاط التسويق بلغت قيمتها 3.1 مليار دولار تمولها إلى حد كبير الشركات اليابانية.
لكن رقم الرعاية هذا، وهو أكبر من الأرقام، التي جمعت في كل من، أولمبياد لندن 2012، وبكين 2008 مجتمعين، يكشف عن ثغرة تؤثر في اليابان بشكل غير متناسب أكثر من المضيفين السابقين. بغض النظر عن مدى أسطورية المشهد الرياضي وطموحاته، دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو مشحونة بطموح مؤسسي منذ البداية. يفترض أن يكون هذا عرضا للقوة الوطنية اليابانية والتألق التنظيمي والحيوية المبتكرة، التي يعبر عنها من خلال الجهات الصناعية. نجوم الشركات البارزة، مثل "تويوتا" و"باناسونيك"، تتألق بشكل لامع مثل الشعلة الأولمبية نفسها. لكنها أيضا عملت على صياغة جداول أعمال بدقة وعناية تتجاوز، حسبما يقول أشخاص مشاركون في صياغتها، مجرد العلامة التجارية.
الخطة الضمنية كانت السماح للتوهج بأن يغمر جميع الشركات اليابانية. في الواجهة، يمكن للمنظمين التحدث بشكل مقنع عن كونها "ألعاب للانتعاش"، بعد الدمار الذي أحدثه زلزال توهوكو عام 2011. الرئيس التنفيذي لأحد الرعاة الذهبيين، الذين يبلغ عددهم 15 دفع كل منهم نحو 100مليون دولار مقابل هذا الامتياز، قال، إن الرسالة الأكثر دهاء وأهمية هي، أن الألعاب ستمنح الشركات اليابانية لحظتها المناسبة لتقف شامخة في النهاية بعد 30 عاما من تحمل ركود أعقب انفجار سوق الأسهم عام 1989 وفقاعة عقارات. من وجهة النظر هذه، قال الرئيس التنفيذي نفسه، حتى تأجيل عام سيكون كارثة مؤسسية بقدر كونه كارثة رياضية.
بالنسبة لكثيرين، تصفية الحساب - بكل ما تحمله من معان متعددة الأوجه - تبدو وشيكة. حتى أن استطلاعا للرأي نشرته إحدى الصحف أظهر، أن 63 في المائة من اليابانيين - اشترى الملايين منهم كل تذكرة معروضة للبيع للألعاب الأولمبية - يفضلون التأجيل. أحداث رياضية كبرى، بما في ذلك التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية ألغيت في كل مكان، والحكومات تحدثت عن إجراءات طوارئ تمتد لأشهر.
لكن في الوقت الراهن، على الأقل، لم يقع الفأس في الرأس. في بيان رسمي صدر يوم الثلاثاء قالت اللجنة الأولمبية الدولية، إن الألعاب ما زالت قائمة، ولأن هناك أربعة أشهر قبل موعد الألعاب ليست هناك حاجة إلى اتخاذ أي قرارات للحذر الآن. قبل ذلك بوقت قصير تم الكشف عن أن كوزو تاشيما، نائب رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية، أصيب بفيروس كورونا. الشركات اليابانية الراعية، التي بلغ عددها 47 شركة، تتصارع بشكل خاص مع الآثار المترتبة على التأجيل أو الإلغاء المحتمل، ربما تعود بذاكرتها للوراء متأملة ما الذي جاء بها إلى هنا. رئيس قسم التسويق لأحد الرعاة الذهبيين الخمسة من قطاع الخدمات المالية الياباني، قال، إن التاريخ لعب دورا مركزيا.
استضافة طوكيو لأولمبياد 1964، يتم استرجاعها بفضل إيصالها الناجح للغاية لرسالة مفادها، أن اليابان عادت بوصفها دولة وقوة صناعية متفوقة. العالم تعجب من قطار "هيتاشي" فائق السرعة، ومن الأرقام القياسية الرياضية الجديدة، التي تم حسبت بدقة أكبر من ذي قبل باستخدام معدات "سيكو"، وغير ذلك من الأشياء. لهذا، عندما تم التعاقد مع مجموعة دينتسو الإعلانية بعد نصف قرن من ذلك التاريخ، لتجميع الجهات اليابانية الراعية لأولمبياد 2020، تمكنت من الحصول على أكثر من مليار دولار من الدعم في 12 شهرا فقط.
عدد من كبار المديرين التنفيذيين للشركات المدرجة في قائمة الرعاة، التي تشمل "نومورا" و"إن إي سي" و"كانون"، تساءلوا عما إذا كان ممكنا حتى؛ الحصول على قيمة جيدة من صفقة رعاية بقيمة 100مليون دولار.
لكن كثيرا من الشركات - أبرزها "تويوتا" و"باناسونيك" والبنكين العملاقين، "ميزوهو" و"إس إم بي سي"- تصور طرقا لتحويل هذه الألعاب إلى شيء أقرب إلى عرض عام 1964منه إلى الألعاب التي استضافتها البرازيل أو المملكة المتحدة، أو حتى احتفال بكين العظيم في 2008. "تويوتا" تعتزم استخدام عدد من المركبات ذاتية القيادة والخدمات لبلورة فكرة أنها بالفعل شركة تستشرف المستقبل.
من جانبها، تسعى شركة باناسونيك إلى، استخدام الحدث لتحويل صورتها من منتج إلكترونيات استهلاكية إلى شركة رائدة في مجال البطاريات وغيرها من التكنولوجيات التي تعزز العالم الحديث. بالنسبة للمصارف، الألعاب الأولمبية تتيح تقديم طوكيو باعتبارها مدينة غير نقدية، ولكن أيضا تجبرها على ترقية تكنولوجيتها المستحقة منذ فترة، وهي ترقية يبررها الآن العدد الكبير الوشيك من الزوار الأجانب. ثمة أمور كثيرة تم الإعداد لاستعراضها في طوكيو 2020، فالألعاب الأولمبية الحديثة مناسبة تماما لتوضح كيف يمكن لليابان وشركاتها أن تجد بسهولة فرصا لعرض الصور؟. الشركات لا تزال مركزية في الحياة اليابانية، التي حتى دون أن تكون مملوكة للدولة، تشاركها في أي مشروع وطني. الشركات الراعية، بغض النظر عن مدى تكرارها بحماس للشعار القائل، إن الألعاب ستجرى هذا الصيف، ربما قررت بالفعل على انفراد أن التأجيل حتى العام المقبل هو الآن أفضل خيار من بين قائمة تشمل خيارات مريعة. رعايتها التي تقدر بمليارات الدولارات للألعاب الأولمبية كانت تهدف دائما إلى أن يتردد صداها، لكن ليس بهذه الطريقة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES