default Author

«ما يكون إلا خير»

|

كلمة يرددها البعض، يزعم أنه متفائل ومتوكل على الله، خصوصا خلال فترة الأزمات، ومنها هذه الجائحة التي عمت العالم، ولم يخفف من حدة وطأتها سوى الاحترازات والإجراءات التي اتخذتها حكومتنا الرشيدة، يصاحبها إيماننا التام بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم، "اعقلها وتوكل".

في الشدائد، يظهر حبنا وانتماؤنا وولاؤنا لأوطاننا متمثلا بوعينا المجتمعي في كل ما نقوله ونفعله في حياتنا الأسرية والاجتماعية. الوطن هو الأرض والدين والثقافة واللغة التي نشترك فيها معا، ووطنك يبدأ من منزلك الذي تحمي فيه أسرتك وخصوصيتهم، ويأخذ في الاتساع حتى يشمل المكان الجغرافي الذي نعيش كلنا فيه، وندافع عنه من المخاطر التي تهدد أمنه واستقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي على حد سواء.
"ما يكون إلا خير".. إذا التزمنا بالتعليمات وطبقنا الإجراءات، التي اتخذتها الدولة ولم نتهاون بها مهما صغرت، والمرض إحدى نعم الله علينا امتحانا لصبرنا وقوتنا وتلاحمنا. خوفك على وطنك يبدأ من خوفك على أسرتك وحمايتها، لأنه فعل متعد يعود نفعه على سائر المجتمع. مساندتنا كشعوب لحكومتنا الحريصة علينا، فيه نجاة لنا وتخفيف من وطأة الوباء وتأثيره في العالم بأكمله صحيا واقتصاديا. المحافظة على الأرواح وإحياؤها؛ واجب ديني قبل أن يكون واجبا وطنيا. كن حذرا ولا تكن مرعوبا، الخوف الشديد يفقدك اتزانك، والاستهتار قد يفقدك حياتك أو حياة من حولك!
شرفنا الله في هذا البلد بأن نكون مهبط الوحي وموطن الرسالة الخاتمة، الذي شع منه نور الإسلام، ليشرق في كل بقاع الأرض، ومكان تأدية المناسك والعبادات، لذا واجبنا أكبر ومسؤوليتنا أعظم كشعب حباه الله بالنعم، وأجلها نعمة الأمن والأمان. يفرض علينا الواجب الاصطفاف خلف قادتنا، وترجمة وعينا المجتمعي على أرض الواقع بإدراكنا للمشكلات المختلفة، التي يعانيها المجتمع والتعامل معها بالشكل الصحيح.
الوعي المجتمعي صورة من صور الولاء والانتماء، الذي لا يقتصر على الحب فقط والمشاعر الطيبة دون عمل، كلنا جنود الوطن على اختلاف مواقعنا، فالجندي ليس فقط من يحمي الحدود، بل من يحمي أسرته الصغيرة التي تمتد لتشمل المجتمع بأكمله، ولا يمكن فصله عن الوعي الذاتي، لأنه لا يمكننا أن نشير إلى أنفسنا دون الإشارة إلى الجماعة التي نعيش معها والعكس، وهذا المستوى من الوعي يكون فيه الفرد مدركا لكيفية تأثره بالآخرين وتأثيره فيهم، "كن واعيا، وما يكون إلا خير"!           

إنشرها