default Author

«زي المستشفيات» الخطر الكامن

|

 تراهم يجوبون به الشوارع ويدخلون به الأماكن العامة كالمساجد والأسواق والمؤسسات التربوية والبرامج واللقاءات التلفزيونية والمؤتمرات والندوات والمطاعم ويجلسون على مقاعد المقاهي بكل زهو، وتعتريهم النشوة والفخر بذلك الزي الذي يرتدونه وتغريهم نظرات الإعجاب من المارة بزيهم، الذي يدل على مهنهم الجليلة ولا يعلم هؤلاء خطورة ما يحملون على أكتافهم أو يعلقونه في سياراتهم، عليهم أولا وعلى عائلاتهم والمجتمع بأكمله!

مع انتشار عديد من الأمراض السارية والمعدية على نطاق واسع في مختلف دول العالم، خاصة فيروس كورونا الجديد الذي تسبب في وفاة أكثر من 3500 شخص حتى اليوم، فضلا عن باقي الميكروبات والفيروسات المعدية، إضافة إلى تزايد معدلات انتشار الجراثيم والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، أصبح من الضروري إعادة النظر في عديد من التدابير والاحتياطات الوقائية من عدوى المستشفيات، أو ما سمي بالعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية ومنها، الذي قد يكون أخطرها، ظاهرة ارتداء الكوادر الطبية والطلاب الزي الطبي خارج المنشآت الصحية والتعليمية.
حيث يشكل ارتداء الزي الطبي خارج المستشفيات تهديدا على صحة المجتمع وخطرا كامنا يختبئ خلف بهاء وجمال ذلك الزي، خلصت دراسة فرنسية عام 2014 إلى أن ملابس الطاقم الطبي تبدو حافظة وناقلة للجراثيم والبكتيريا، وبينت أن 65 في المائة من ملابس الممرضات، و60 في المائة من ملابس الأطباء ملوثة بالجراثيم. وأخطر تلك الجراثيم التي قد تحملها إليك بكتيريا MRSA المعروفة ببكتيريا المكورات العنقودية أو عدوى المستشفيات المقاومة للمضادات الحيوية!
ويحمل الزي الطبي جراثيم أكثر بتسع مرات من الزي العادي كما يصاب واحد من بين كل 20 مريضا بعدوى المستشفيات، نتيجة تلوث معاطف مقدمي الخدمة الصحية، وأقنعة الوجه وأغطية الفراش بالجراثيم، ولا يقتصر الأمر على الملابس بل تؤكد الدراسات العالمية على أن 96 في المائة من هواتف العاملين في القطاع الصحي تحتوي على الجراثيم والبكتيريا وكذلك أقلامهم ولوحات المفاتيح وجميع الشاشات والأجهزة العاملة باللمس بنسب عالية!
تشكل العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية عبئا كبيرا على الفرد والمجتمع والدولة بشكل عام، لذا لا بد من اتباع الاحتياطات القياسية العالمية لمكافحة العدوى، وذلك استنادا إلى التحذيرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية المعنية بالأمراض المعدية لضمان جودة الخدمات الصحية ومنع العدوى داخل المؤسسات الصحية وخارجها، ومنها منع ارتداء زي الكوادر الصحية خارج المنشآت الصحية والتعليمية. تعقيم جميع الأسطح من هواتف وأقلام وكمبيوترات باستمرار قبل مغادرة المنشآت. تبديل الملابس وتعقيمها داخل المستشفيات يوميا والاتجاه لتصنيع ملابسهم من مواد نانوية مضادة للسوائل والبكتيريا.           

إنشرها