Author

المناسبات الرياضية تتحلى بالمسؤولية البيئية

|

ركز اتحاد كرة القدم الأمريكي على الاستدامة أكثر مما كان عليه الأمر في الأعوام الماضية، من خلال إطلاق مبادرة O2E في جميع أنحاء جنوب فلوريدا. وشملت الجهود المبذولة في إطار هذه المبادرة الحد من هدر الأغذية وإعادة تدويرها، وأنشطة تنظيف الشواطئ، ومبادرات التثقيف حول أنواع الكائنات المجتاحة المدمرة للبيئة. وتمثل جهود الحفاظ على البيئة هذه جزءا من اتجاه عالمي أكبر لتقليص آثار البصمة الكربونية في الأحداث الرياضية الكبرى. حيث يسعى عديد من المناسبات الرياضية بجد إلى إيجاد سبل للتحلي بالمسؤولية البيئية.

وقال مات جوزويك في مقابلة: "الرياضة هي إحدى الطرق القليلة التي يمكن من خلالها توحيد الناس من مختلف الأعراق والعقائد والأوضاع الاجتماعية". وكان جوزويك طاهيا في مطعم فاخر في نيويورك قبل أن يقوم بتأسيس منظمة "ريثنك فوود نيويورك" غير الربحية الرامية إلى إعادة استغلال الطعام والحد من هدره. وتقوم منظمته بإطعام ألفين من سكان نيويورك يوميا، من خلال إعادة استغلال بقايا الطعام المجموعة من المطاعم وشركات الأغذية في منطقة تقاطع الولايات الثلاث المتجاورة، نيويورك ونيو جيرسي وكونيتيكت. ويعد جوزويك واحدا من كبار مؤيدي تحويل المناسبات الرياضية إلى نمط أكثر استدامة، حيث يقول: "تتمتع هذه الصناعة حرفيا بالقدرة على إحداث تغييرات جذرية في الاستدامة، لأنه عندما يتبنى فريق رياضي قضية ما يتجاوب معه الجمهور". وهو يعترف بأنه قد تكون هناك صعوبات متزايدة عند تبني سلوكيات غير مألوفة، ولكن في النهاية سيساير المشجعون التغييرات الجديدة.
ويولي جوزويك اهتماما خاصا للطعام المهدر داخل الملاعب، حيث وجد أن الملاعب تعد من أصعب الأماكن التي يمكن إنقاذ الطعام منها، لأنها تحرص فقط على استضافة المباريات بشكل دوري وتتسم بسرعة التخلص من بقايا الطعام. فضلا عن أن كثيرا من بقايا الطعام المستهلك في الملاعب تفسد بسرعة أو تصبح رطبة وغير شهية، مثل شطائر اللحوم والمعجنات.
ويرى جوزويك أن الملاعب يجب أن تعتمد على المجمدات بشكل أكبر، وبدلا من شراء الطعام طوال الوقت، يمكن أن يؤدي الشراء بالجملة والتجميد الفوري إلى تقليل كثير من الهدر في الملاعب الرياضية. ويمكن أن تعمل استراتيجيات التبريد المناسبة على زيادة دورة حياة الطعام وتقليل هدره.
كما أنه يوصي بتطبيق استراتيجية إعادة البيع بسعر زهيد لتجنب زيادة النفايات، وذلك بتنفيذ خطة تمكن الحضور من شراء الطعام المتبقي وأخذه إلى المنزل. وهو يقول: "ينتهي المطاف بكثير من الطعام في مدافن النفايات، لذا إذا وفرت الملاعب الرياضية خيارات شراء أو بيع الطعام المتبقي مجانا للجماهير فسيؤدي ذلك إلى تقليل هدر الطعام بشكل كبير".
كما اقترح جوزويك قيام مديري العمليات في الملاعب واحدا تلو الآخر، بوضع خطط عمل فردية للتحول إلى أنماط أكثر استدامة. وإضافة إلى تجنب هدر الطعام يوصي الرجل بالمحافظة على المياه وتقديم خيارات غذائية صحية تضم مزيدا من الخضراوات وقليلا من اللحوم. وهو يرى أن الملاعب يجب أن تتعاقد فقط مع البائعين الذين يمكنهم إدارة إعادة التدوير، وأن المنشآت الجديدة يجب أن تعمل على الحصول على الاعتماد من قبل نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة LEED. ويرى جوزويك أنه من المجدي استضافة حدث معني بالمناخ موجه لجماهير الرياضة، لشرح ودعم كل هذه التغييرات الخضراء، وإذا كان من الممكن إقناع الجماهير بإحضار أدواتهم القابلة لإعادة الاستخدام إلى هذا الحدث، فسيكون ذلك رائعا أيضا.
وتتبنى بعض الهيئات المنظمة الرئيسة في مجال الرياضة مشاريع تعويض الكربون في جميع أنحاء العالم، للتكفير عن مساهماتها في الانبعاثات. ونجح الاتحاد الدولي لكرة القدم في تعويض 1.1 مليون طن من انبعاثات الكربون منذ كأس العالم 2014.

إنشرها