Author

المملكة ومواجهة مرض كورونا

|
متخصص في المعاملات المالية، مستشار في المالية الإسلامية ـ الجامعة السعودية الإلكترونية

في استطلاع للرأي قام به المركز الوطني لاستطلاعات الرأي ونشره موقع أرقام الإلكتروني جاء فيه الثقة العالية للمواطن بالإجراءات الحكومية التي اتخذت في مواجهة "كورونا" الذي انتشر بشكل واسع في دول حول العالم بدءا من الصين وتركز في دول مثل إيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا، حيث تم تسجيل حالة واحدة فقط في المملكة قادمة من إيران لم يفصح المصاب لحظة دخول المملكة عن زيارته إيران، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشاره، وجاء في الاستطلاع: "أن أغلب السعوديين المستطلعة آراؤهم، يؤيدون جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها المملكة للحماية من فيروس كورونا. وشارك في الاستطلاع الذي نشر المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام نتائجه على "تويتر"، عينة عشوائية بلغت 1303 مواطنين من مختلف مناطق المملكة، بلغت نسبة الذكور منهم 60  في المائة والإناث 40 في المائة، وقد تم تنفيذ الاستطلاع خلال 24 ساعة عبر منهجية علمية اعتمدت على المقابلة الهاتفية المباشرة مع المشاركين في الاستطلاع. وأيد 95 في المائة من العينة التي تم استطلاع آرائها جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها المملكة للحماية من فيروس كورونا، بينما 1 في المائة جاءت آراؤهم محايدة، و0.5 في المائة لا يتفقون مع هذه الإجراءات، و3 في المائة لا يعلمون عنها شيئا. وتفوقت وزارة الصحة كأبرز مصادر المعلومات للوقاية من فيروس كورونا بنسبة مثلت 43 في المائة، يلي ذلك وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 38 في المائة، ثم القنوات التلفزيونية بنسبة 14 في المائة، والمصادر الأخرى بنسبة 5 في المائة".

الثقة العامة بالإجراءات الحكومية كانت لها أثر في الحد من انتشاره بين المواطنين بل لم تسجل إلا حالة واحدة، رغم أن المملكة يزورها الملايين سنويا بغرض الحج والعمرة إضافة إلى سفر كثير من المواطنين حول العالم لأغراض متعددة سواء للتجارة أو التدريب والدراسة أو السياحة، كما أن بعد فتح المجال للتأشيرات السياحية أصبحت الزيارات للمملكة ميسرة ويدخلها كثير من السياح من حول العالم، هذه الخبرة عبارة عن تراكمات واجهت فيها المملكة كثيرا من الأمراض المعدية مثل "كورونا" السابق حمى الوادي المتصدع والأمراض والفيروسات التي قد تنتشر بين الحجاج والمعتمرين في المملكة، ويلاحظ الجميع اليوم الإجراءات الحكومية الصارمة لمواجهة المرض من خلال اتخاذ مجموعة كبيرة من الإجراءات الوقائية التي ليست فيها حماية للمواطن فقط بل حتى للزائر والمقيم والحاج والمعتمر وكان لها الأثر في الحد من إصابة كثير من الناس بهذا المرض.
وهنا دون شك كل مواطن يشعر اليوم بالفخر والاطمئنان بكل إجراء تتخذه حكومة المملكة - وفقها الله - وبأجهزتها المختلفة لمواجهة هذا المرض، والمسؤولية اليوم تقع أيضا على المواطن في اتخاذ الإجراءات اللازمة التي لا يمكن عملها إلا من خلال المواطن نفسه عبر الإجراءات الوقائية للحد من انتشار المرض والتواصل مع الجهات المختصة حال الشك في وجود آثار للمرض لديه أو لمن له صلة به، أو في زيادة نشر الوعي في محيطه في العمل أو الأسرة خصوصا في أماكن التجمعات مثل المدارس والجهات الحكومية التي تقدم خدماتها لعموم الناس، إذ إن هذا المرض ضرره متعد والمسلم مطالب بأن يتجنب أسباب المرض والضرر وأكثر من ذلك إذا ما كان هذا الضرر يمكن أن ينقله إلى الآخرين بالتزامه بما يؤدي إلى عدم تفشي المرض، وتقصيره في ذلك إهمال قد يحاسب عليه ويأثم.
لعل من المناسب الإشارة إلى أنه بعد تفاقم هذه الأزمة وانتشار هذا المرض في إيران حتى أصبحت ثاني أكبر دولة من حيث حجم الوفيات بهذا المرض بعد الصين، فكيف يمكن لنظام مثل هذا النظام الذي يحكم إيران أن يؤتمن على أسلحة مدمرة مثل الأسلحة النووية، والمزارات التي لديه أصبحت مركزا لانتشار وتفشي المرض في دول المنطقة خصوصا دول الخليج في الكويت والبحرين وقطر وعمان، فلا شك أن هذا النظام الفاسد أصبح عبئا على العالم ومصدرا لكثير من الأمراض العضوية والفكرية التي تعانيها المنطقة.
الخلاصة: الجهود التي تقوم بها المملكة اليوم في مواجهة مرض كورونا تستحق الشكر والإشادة والدعاء بالتوفيق لكل الأجهزة الحكومية المشاركة التي تبذل ما تستطيع للحد من وصول المرض فضلا عن تفشيه بين المواطنين والمقيمين والزائرين للمملكة، وهنا تأتي أهمية دور المواطن في اتخاذ الإجراءات الوقائية التي أعلنتها الجهات الرسمية، إضافة الى المشاركة في نشر الوعي في محيطه وعدم التساهل في اتخاذ أي إجراء من شأنه تعزيز الجانب الوقائي إذ إن ضرر هذا المرض متعد وليس على المريض فقط.

إنشرها