برودة الأطراف

يعاني كثير من الناس، خصوصا، في فصل الشتاء، برودة الأطراف، خاصة اليدين والقدمين، بل إن البعض يعاني هذه الظاهرة حتى في الفصول الأخرى، وبالأخص عند الجلوس تحت التكييف لفترة طويلة، فما الذي تعكسه هذه الظاهرة؟ وهل هي أمر طبيعي، أم أنها دالة على وضع مرضي، يستدعي التدخل الطبي؟
قبل الإجابة عن هذا التساؤل، يجب أن نعلم أن برودة الأطراف ناتجة من عدم وصول الدم إليها بدرجة كافية، ما يؤدي إلى انخفاض كمية الأكسجين في هذه الأعضاء. وللإجابة عن تساؤلنا السابق؛ فإنه ينبغي ابتداء، معرفة إذا ما كانت هذه البرودة مصحوبة بأعراض أخرى، أم لا. فإن كانت البرودة مستمرة ومصحوبة بتغير واضح في اللون الطبيعي للأطراف أو بآلام مزمنة أو تقرحات، فتستلزم سرعة طلب العلاج، لأن ذلك يعني وجود أمراض أخرى، قد تكون هي المسببة لمثل هذه الظواهر، كالإصابة بالسكري أو فقر الدم أو قصور في الغدة الدرقية أو خلل في النظام العصبي أو غير ذلك، ما يمكن تحديده بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة. أما إذا كانت برودة الأطراف غير مستمرة، إنما تظهر فقط عند التعرض للأجواء الباردة، فالأمر لا يدعو إلى القلق، ويمكن الحد منه، بل وتلافيه، باتخاذ بعض الإجراءات المنزلية، منها تحريك الأطراف يمنة ويسرة وإحماؤها بالتدليك والتدفئة وارتداء القفازات والجوارب المناسبة وتناول المشروبات التي تساعد على تدفئة الجسم، مثل شراب الزنجبيل المحلى بالعسل، وتجنب الجلوس فترة طويلة على وضعية واحدة، بل التحرك بين الحين والآخر، وقد يكون مناسبا عند الحاجة وضع الأطراف في ماء دافئ خصوصا قبل النوم. ومن الطبيعي أن يكون كبار السن والأطفال أكثر عرضة لبرودة الأطراف من غيرهم، لأن تنظيم درجة حرارة الجسم يعد من العمليات المعقدة، حيث إن الجسم البشري يحوي نظاما دقيقا مصمما ليؤدي هذا الغرض، وهدف هذا النظام الحفاظ على نسبة تدفق الدم إلى جميع أعضاء الجسم، لضمان تدفئتها وحيويتها وقيامها بوظائفها المنوطة بها، من خلال تحسس الحرارة الخارجية وضبط إيقاع حرارة الجسم وأعضائه وفق ذلك. عودا على بدء، برودة أطراف الجسم الطارئة خصوصا في الشتاء لا تدعو إلى القلق، ما لم تكن مستمرة ومصحوبة بأعراض مرضية أخرى، فهنا تلزم مراجعة الطبيب لتحديد السبب، ومن ثم تقديم العلاج والرعاية المناسبين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي