default Author

29 فبراير

|

عرف فبراير بأنه الشهر الوحيد الذي يكون عدد أيامه 28 يوما فقط خلافا لباقي أشهر العام، ويظهر اليوم الـ29 من فبراير كل أربعة أعوام، فما سر اختفائه وظهوره المفاجئ؟! في هذا العام 2020 يعود 29 فبراير للظهور بعد غياب دام ثلاثة أعوام أي منذ 2016، عودته ليست عبثا، بل محسوبة منذ مئات الأعوام، ويسمى العام، الذي يظهر فيه بـ"السنة الكبيسة"! وارتبط لفظ "سنة كبيسة" لدى العامة بالشؤم أو الفأل السيئ وهي بريئة تماما من اعتقاداتهم، ومعناها خلاف ما يعتقدون لغويا وفلكيا. سنة كبيسة في اللغة تعني أنها تزيد يوما على باقي الأعوام حتى في اللغة الإنجليزية تعرف بـ leap year أي قفزة أو وثبة وتتوافق مع معناها العربي ويحدث فيها انتقال مفاجئ في التوقيت والزمن. يتكون العام الميلادي عادة من 365 يوما وهو الوقت التقريبي، الذي تستغرقه الأرض في مدار الشمس، يضاف إليه يوم واحد كل أربعة أعوام في فبراير، الذي ينتهي به العام في التقويم الروماني، حيث يبدأ بشهر مارس ليصبح 366 يوما، وهو ما يجعل تلك السنة كبيسة. وذلك كي تتزامن مواسم التقويم الميلادي مع المواسم الشمسية، ففي 1582 أخبر فلكيو الفاتيكان القس جريجوريوس الـ13 أن هناك فرقا عشرة أيام بين التاريخ الميلادي والاستطلاعات الفلكية. لذا أوصى بابا الفاتيكان بحذف عشرة أيام بين الخامس و14 من أكتوبر 1582، وتغيير قاعدة تحديد السنوات الكبيسة بالسنوات ذات الرقم، الذي يقبل القسمة على 4 ولكن لا يقبل القسمة على 400! ولا يخلو هذا العام من ربطه بالخرافات والطرائف، حيث يعتقد الاسكتلنديون أن مواليد 29 فبراير الأقل حظا من غيرهم؛ فلا ينعمون بالهدوء والسكينة، ويعيشون طوال حياتهم في معاناة دائمة وإحساس متواصل بالحزن والألم، وقديما كانت اسكتلندا تفرض غرامة على كل رجل يرفض حب أو طلب سيدة الزواج منه في ذلك اليوم! وعكس ذلك يحدث في اليونان، حيث يمنع الزواج في ذلك اليوم لاعتقادهم بأنه نذير شؤم. كما يزعمون أن الأزواج، الذين ينفصلون في هذا اليوم، لن يعثروا على السعادة مرة أخرى، وفي الوقت الحاضر تستغل الدول هذا اليوم المميز للتوعية بالأمراض النادرة بهدف الحصول على صدى واسع وتأثير أكبر في الناس لهذه الحملات التثقيفية. ويكون الـ29 من فبراير يوم عمل إضافيا غير مدفوع الأجر للعاملين براتب سنوي ما يجعله يوما محبطا.

إنشرها