أخبار اقتصادية- عالمية

567 مليار دولار قيمة سوق السيارات الكهربائية بحلول 2025 .. و«تسلا» تقود القطاع

567 مليار دولار قيمة سوق السيارات الكهربائية بحلول 2025 .. و«تسلا» تقود القطاع

توقع محللون نمو سوق السيارات الكهربائية بشدة خلال الأعوام المقبلة، ليصل إلى 567 مليار دولار بحلول عام 2025، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي مركب قدره 22.3 في المائة من 2018 إلى 2025.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الشركات المصنعة تنافسا حادا في التحول الرقمي وابتكار تكنولوجيات جديدة للسيارات الكهربائية، حيث تجاوزت القيمة السوقية لشركة تسلا الأكبر في القطاع مائة مليار دولار في النصف الثاني من الشهر الماضي، متخطية بذلك مجموعة "فولكسفاجن" الألمانية.
ويقول لـ "الاقتصادية"، إل. إس سميث الباحث في اتحاد منتجي السيارات الأوروبي، "إن "تسلا" ستستمد قوتها وريادتها في عالم صناعة السيارات من تكنولوجيا السيارات الكهربائية، وستحتل مكانة مميزة في تلك الصناعة".
ويضيف، أن "الشركة تستثمر حاليا في البطاريات الكهربائية، ويمكن أن تصبح مزودا رئيسا للشركات الأخرى التي تنتج سيارات كهربائية، ولكي تكون "تسلا" رائدة في عالم السيارات فهي بحاجة إلى طلب قوي وتوسع دولي وتنوع في الأسواق، كما تتطلب مزيدا من الاستثمارات بالنظر إلى طبيعتها المتقلبة في الأداء وأسعار الأسهم، فسوق السيارات الكهربائية صغيرة اليوم، لكن من المتوقع أن تنمو بشدة في الأعوام المقبلة، ففي عام 2017 بلغت قيمة سوق السيارات الكهربائية نحو 118 مليار دولار، وستنمو إلى 567 مليار دولار بحلول عام 2025، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي مركب قدره 22.3 في المائة من 2018 إلى 2025".
ويعتقد بعض الخبراء أن أحد أبرز العوامل التي تصب في مصلحة شركة تسلا مستقبلا يتمثل في زيادة الوعي البيئي على المستوى الدولي، إذ ينجذب إليها المستهلكون المهتمون بالبيئة، والذين يسعون إلى الحصول على مزيد من التكنولوجيا في سيارات متصالحة مع البيئة، وكانت ميزة استدعاء العملاء سياراتهم إلى مكان وجودهم دون وجود سائق خلف عجلة القيادة، قد استخدمت أكثر من مليون مرة منذ إطلاقها.
ويعتقد المهندس أريك باكو الخبير في مجال صناعة السيارات أنه "عند متابعة تطور شركة تسلا نجد أنه قبل عامين فقط لم تكن أوضاع الشركة وردية داخل صناعة السيارات العالمية، بل كان هناك كثير من الشكوك حول قدرتها على الاستمرار، فالشركة كانت تحقق خسائر سنوية منذ تأسيسها، وتعرضت لهزات نقدية نتيجة الإنفاق المبالغ فيه، وتأخر الإنتاج، لكن الشركة أخيرا أعلنت عن ربحين، ومصنعها في شنغهاي يعمل بسرعة أكبر من المتوقع، وتحسنت أرقامها بصورة واضحة".
وأرجع باكو هذا التحسن إلي طلب المشترين الجيد على منتجات الشركة، التي حصلت على نحو 20 ألف طلب على سياراتها الجديدة سيبرتراك، رغم الحادث المحرج الذي تعرض له إيلون ماسك خلال استعراض السيارة من طراز سيبرتراك حينما تحطمت نوافذها، كما توقف ماسك عن تغريداته التي نشرها عام 2018 وأثارت مخاوف حول تلاعبه بالأسعار، باختصار اكتشف المستثمرون أن الشركة تتمتع بعدد من عوامل النمو المستدام طويل الأجل، وهو ما ساعد على ارتفاع قيمة السهم.
لكن وجهة النظر تلك لا تلقى قبولا من ديفيد بيج المحلل المالي في بورصة لندن الذي يعتقد أن الزيادة الأخيرة في أسعار أسهم "تسلا"، تشير إلى أن بعض المستثمرين ربما تعرضوا للضغط لشراء مزيد من الأسهم، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
وأضاف باكو، أن "تقرير شراء أسهم "تسلا"، يشير إلى أن عمليات الشراء الأخيرة، تمت في الغالب بواسطة مزيج من المستثمرين اليوميين والشركات الاستثمارية، ذات الأهداف الاستثمارية طويلة الأجل".
من جهته، أوضح لـ"الاقتصادية"، ديفيد بيج أن "أسهم شركة تسلا تعرضت تاريخيا لتقلبات كبيرة، ويمكن أن يحدث ذلك مجددا وتنخفض أسعار الأسهم، خاصة أن أداء الشركة يمكن أن يتعرض للاهتزاز في ظل إنفاقها المرتفع نتيجة افتتاح مصنع جديد في أوروبا، كما أن انتشار فيروس كورونا في الصين أجبرها على إغلاق مصنعها في شنغهاي مؤقتا".
على الرغم من النجاح الذي حققته الشركة أخيرا تبقى أعداد سيارتها المبيعة أقل من منافسيها، ففي عام 2019 زادت مبيعاتها بنسبة 50 في المائة مقارنة بعام 2018، وأفلحت في بيع أكثر من 367500 سيارة، ويتوقع أن تصل مبيعات عام 2020 إلى نصف مليون سيارة، ومليوني سيارة بحلول 2030.
في المقابل، باعت "فولكسفاجن" العام الماضي 11 مليون سيارة، وباعت "تويوتا" التي تتجاوز قيمتها السوقية 230 مليار دولار أكثر من تسعة ملايين سيارة في أول تسعة أشهر من العام الماضي.
يذكر أن أسهم شركة تسلا ارتفعت بأكثر من 13 في المائة، وارتفعت قيمة السهم إلى أكثر من 887 دولار للسهم الواحد، وبعملية حسابية بسيطة تجاوزت قيمة "تسلا" 160 مليار دولار، وأصبحت الآن أكبر من شركات صناعة السيارات الأمريكية الثلاث الكبرى جي إم "50 مليار دولار" وفورد "36 مليار دولار" وفيات كرايسلر "26 مليار دولار".
وبعد طرح الأسهم عام 2010 بسعر 17 دولارا للسهم، ارتفع سعر السهم بثبات لكن ببطء حتى عام 2013، عندما بلغ حينها 200 دولار للسهم، وكانت تلك الموجة الأولى من النجاح المبكر لجهود الشركة في إنتاج وبيع السيارات الكهربائية، وفي عام 2017 حقق سعر السهم طفرة ملحوظة عندما بلغ 350 دولارا، لكن بسبب مشاحنات إيلون ماسك الرئيس التنفيذي مع الصحافة تراجعت قيمة السهم إلى 200 دولار.
خلال الأشهر الستة الماضية ارتفعت قيمة سهم "تسلا" أربعة أضعاف، وتضاعف السهم ثلاث مرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث يشير بعض الخبراء إلى أن شركة تسلا باتت الآن ثاني أكبر شركات السيارات في العالم.
وكان هذا التحول كفيلا بأن يتساءل كثير من الخبراء حول أسبابه وبالطبع نتائجه على سوق السيارات في العالم.
وعلى الرغم من أن كثيرا من الشركات العملاقة في العالم مثل أمازون وأبل وجوجل بل وشركات سيارات مثل مرسيدس وبي إم دبليو جميعها حققت نجاحات متتالية وتحقق زيادة وقفزات كبيرة في قيمتها السوقية، إلا أن الأنظار تتركز على شركة تسلا تحديدا في تغيير مسار القطاع.
وتضاعفت مبيعات السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي خلال 2019، حيث بيع أكثر من 290 ألف سيارة كهربائية، ما يعادل تقريبا ضعف عدد المركبات المبيعة في 2018.
وذكرت الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات أن المبيعات ارتفعت على أساس سنوي 93.8 في المائة إلى 290923 سيارة كهربائية.
وكانت هولندا أكبر الأسواق الوطنية للسيارات الكهربائية، حيث بيعت 67695 سيارة، وألمانيا 63491 سيارة، وأعلنت الرابطة زيادة 50 في المائة في مبيعات السيارات الهجينة، لتصل إلى 465026 سيارة.
وبلغ نصيب مركبات الوقود البديل، وهو تعريف يشمل السيارات، التي تعمل بالغاز النفطي المسال والغاز الطبيعي 10.7 في المائة من إجمالي سوق السيارات في الاتحاد الأوروبي في 2019، مقابل 7.5 في المائة في 2018.
في الوقت نفسه، تراجعت مبيعات سيارات الديزل 13.9 في المائة لتصل إلى 4.65 مليون وحدة، وتراجع نصيبها في السوق بأكثر من خمس نقاط مئوية ليصل إلى 30.5 في المائة.
وظلت سيارات البنزين هي الأكثر شعبية بفارق كبير في الاتحاد الأوروبي، حيث ارتفعت المبيعات 5.2 في المائة لتصل إلى 96.8 مليون وحدة، وارتفع نصيبها في السوق بأكثر من نقطتين مئويتين إلى 58.9 في المائة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية