يلاحظ الزائر لدولتنا التطور المستمر لطرق النقل البرية سواء الطرق المعبدة للسيارات أو القطارات الداخلية أو بين المدن، كما يلحظ التطور الملحوظ في الخدمات المساندة لهذه الطرق أو القطارات من محطات وقود وخدمات مرافقة لها. لكن، من الأمور التي نرجو أن نراها في هذا الجانب، التجهيزات الخاصة بالمشاة، مثل، الأرصفة المناسبة، مناطق العبور، والجسور للمشاة.
في نهاية الأسبوع الماضي كنت في مهمة عمل زرت خلالها واجهة جدة الجديدة، وكانت متكاملة من النواحي كلها، إلا أن الملاحظ، عدم احترام قائدي السيارات لمناطق عبور المشاة، والذي أعتقد أن سببه الرئيس هو شبه غياب لثقافة احترام المشاة بين السائقين. كما أن عدم وجود ممرات لعبور المشاة في أغلب الشوارع جعل احترام المشاة أمرا طارئا على السائقين، إضافة إلى عدم وجود عقوبات صارمة في حق من لا يحترم حق المشاة في عبور الشارع. ربما يكون هناك عذر لعدم وجود أماكن مخصصة للمشاة في الشوارع والطرقات القديمة، لكن الغريب انعدام وجودها في عديد من الشوارع والأحياء التي انتهي من تنفيذها حديثا. إن عدم احترام عبور المشاة له تبعات، من ناحية أمان هذه الشوارع للعبور، إضافة إلى أنها تعكس ثقافة الدولة خصوصا لدى زائريها من الخارج . قبل فترة ظهر أحد الزائرين للمملكة في مقطع فيديو يصور مدى خطورة محاولة عبور الشارع، رغم وجود خطوط المشاة. أعتقد أن التحرك لحل شامل لهذه المشكلة من قبل الجهات المعنية أمر في غاية الأهمية؛ لتكتمل إحدى الجوانب الحضارية الجميلة في بلادنا، ولنزيد من مستويات الأمان في الشوارع والطرقات.
