Author

اقتصاد المرور

|

الحركة المرورية أصبحت ركيزة يومية، حيث إن التنقل أصبح لا يتم إلا بوسائل النقل الحديثة خاصة السيارات.. وكان من المفترض أن تكون هذه الوسائل مصدر سعادة وسرور لا مصدر قلق وتوتر، فالحوادث المرورية وما ينتج عنها من إصابات ووفيات أخذت بعدا لا يمكن التغاضي عنه، حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 1.25 مليون شخص يلقون حتفهم سنويا نتيجة لحوادث المرور وأن ما بين 20 و 50 مليون شخص آخر يتعرضون إلى إصابات تصل لحد العجز الكامل، وأن هذه الحوادث تكلف 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لمعظم الدول محدثة خسائر اقتصادية كبيرة للأفراد وأسرهم بل وللدول بأسرها.. وتنشأ هذه الخسائر عن تكلفة العلاج وفقدان إنتاجية الأشخاص الذين يتوفون أو يصابون بالعجز وكذلك أفراد الأسرة الذين يضطرون للتغيب عن العمل لرعاية المصابين، علما أن الإحصائيات تشير إلى أن نحو ثلاثة أرباع الوفيات هي للشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما.. ومن المؤسف أنه لو نظرنا إلى دول مجموعة الـ20 لوجدنا أن المملكة تسجل أعلى معدل وفيات ناجمة عن الحوادث المرورية.. أما عن مسببات الحوادث المرورية فتتفق الدراسات والإحصائيات أن تجاوز السرعة النظامية هو السبب الأول يليه عدم احترام النظام بما في ذلك قطع الإشارات الضوئية.. ومن المسببات كذلك سوء بعض الطرق من حيث البنى التحتية والمخارج والحفر ونحوها، ومن ذلك أيضا أسباب تتعلق بوسائل السلامة في المركبات.. ثم برز الهاتف النقال كأحد أهم مسببات الحوادث المرورية.. ويبقى السؤال الأهم وهو كيف نحد من الحوادث المرورية؟ تفيد الدراسات بأن الحزم في تطبيق الأنظمة هو المتطلب الأول وهذا ما تطبقه بكل صرامة الدول التي تتدنى فيها الحوادث بشكل كبير.. وبالطبع يحتاج تطبيق الأنظمة إلى توعية رجال المرور وإقامة الدورات التدريبية لهم والاستفادة من الجامعات ومراكز البحوث في هذا المجال.. كما يلزم استخدام أحدث التقنيات لرصد المخالفات وكذلك زرع احترام الآخرين وهو دور تتشارك فيه عديد من الجهات كوزارة التعليم ووزارة الإعلام ووزارة الشؤون الإسلامية وغيرها.. كما يلزم الحرص على جودة الطرق وتطبيق أفضل معايير الجودة عند تنفيذها.. إن استخدامنا للمركبات أمر حتمي لا مفر منه لذا وجب أن يلقى حسن استخدامها كل الاهتمام من المجتمع والدولة، فالحوادث المرورية تحدث بيئة مملوءة بالأسى والحزن فضلا عن أنها تمثل عقبة واضحة أمام تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية.

إنشرها