Author

مكاسب بيئية خلال عام 2019

|


بالنسبة لأولئك المهتمين بقضية الاستدامة من المتابعين والباحثين فإن اكتشافهم للتوقعات البيئية المريعة يصدمهم يوميا، حيث يتنقلون بين أخبار حرائق الغابات المطيرة وأخبار تلوث المحيطات وغيرها كثير من الأخبار القاتمة. ومع ذلك فقد شهد عام 2019 أيضا أخبارا سارة، ودعونا نتمسك بروح التفاؤل مع بداية عام جديد آملين أن تضيف البشرية إلى مكاسب هذا العام مكاسب جديدة في عام 2020. وسنستعرض معا اليوم قليلا من أهم المكاسب البيئية التي تحققت عام 2019.
إذا كنت من سعداء الحظ الذين واتتهم فرصة زيارة أحد المطاعم في جنوب الهند، فربما يكون العشاء قد قدم لك على ورقة موز بدلا من تقديمه في طبق. والآن وجدت هذه الفكرة طريقها إلى بعض متاجر المواد الغذائية التايلاندية، حيث أصدرت شركة فوربس تقريرا حول متجر للمواد الغذائية يدعى ريمبينج في مدينة شيانجماي في تايلاند يقوم بتغليف السلع بأوراق الموز ويؤمنها بقطعة من الخيزران سعيا إلى الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية.
وكما يعلم كل من شاهد أفلام الروبوتات المثيرة للقلق، فليس كل الروبوتات جديرة بالثقة. ومع ذلك فقد خرجت تقارير من شركة تك كرانش حول "لارفالبوت" وهو روبوت جديد مصمم للعمل تحت الماء والهدف منه إعادة تخصيب الشعاب المرجانية القديمة بأنواع بحرية جديدة. ويرى فريق التحكم في الروبوت من جامعة كوينزلاند للتقنية أن هذا الروبوت يمكنه القيام بذلك بشكل أسرع من البشر مع عدم احتياجه إلى عملية التنفس التي تحدث المشكلات للبشر تحت الماء.
وفي الوقت نفسه في فلوريدا يعمل باحثو معرض فلوريدا للأحياء البحرية في مدينة تامبا على مشروع "كورال" بالشراكة مع متحف هورنيمان للحياة الطبيعية في لندن. وقد أعلن الباحثون أول محاولة ناجحة لهم في مجال تكاثر المرجان الأطلسي في بيئة مختبرية. ويتمثل الهدف من هذه الأبحاث في تكوين رواسب بيوض مرجانية ضخمة في المختبر ثم إعادة تخصيب حاجز فلوريدا المرجاني. وذكرت بعض التقارير أن هذه المساعي قد يكون لها آثار مهمة في مجال إنقاذ شعاب الحاجز المرجاني الشهير.
وعلى جانب آخر استخدمت الباحثة ساندرا باسكو أورتيز وعلماء آخرون في جامعة وادي أتيماجاك في مدينة زابوبان في المكسيك عصارة الصبار الشائك لتوليف مادة بلاستيكية جديدة قابلة للتحلل. ويبدأ البلاستيك الجديد المصنع من عصارة الصبار في التحلل خلال شهر واحد عند وضعه في التربة وخلال بضعة أيام فقط عند وضعه في الماء. وعلى عكس البلاستيك التقليدي لا يحتاج إنتاج هذا النوع من البلاستيك إلى النفط الخام.
وفي سياق آخر أفادت صحيفة "يو إس أيه توداي" أن الحيتان الحدباء استأنفت ظهورها قبالة سواحل أمريكا الجنوبية بعد أن اقتربت من الانقراض في خمسينيات القرن الماضي. وقد ارتفعت أعدادها من مستوى منخفض بلغ 440 إلى أكثر من 25000 حوت في جنوب المحيط الأطلسي، وذلك بعد التوقف عن صيد الحيتان في السبعينيات.
وفي أمريكا الشمالية استحدث هذا العام استخدام تطبيق جديد لحماية الحيتان. ويعمل هذا التطبيق الجديد على تنبيه العبارات بأماكن وجود الحيتان في مضيق بيوجيت للمساعدة على منع اصطدامها بالعبارات.
أما في قرية ببلانتري الهندية فتقوم الأسر بزراعة 111 شجرة في كل مرة تولد فيها طفلة. ومنذ عام 2006 تحارب هذه القرية التحيز الشعبي المعيب للمواليد الذكور، الأمر الذي أدى إلى زراعة أكثر من 350 ألف شجرة حتى الآن. ويقال إن الرقم 111 يجلب النجاح في الثقافة الهندية وفقا لمقطع فيديو عن القرية على موقع يوتيوب.
وعلى صعيد آخر نشرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة دراسة تظهر أن قدرات الطاقة المتجددة مستمرة في النمو على مستوى العالم. وقد شكل كل من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح 84 في المائة من هذا النمو في الآونة الأخيرة، وفقا لمجلة الطاقة الحيوية الدولية.
ومنذ عام 2005 عندما حظرت حكومة كوريا الجنوبية على مواطنيها التخلص من النفايات الغذائية بإرسالها إلى مدافن النفايات ارتفعت كمية النفايات الغذائية المعاد تدويرها إلى 95 في المائة. وهذا أمر مدهش إذا علمنا أن نسبة ما تمت إعادة تدويره منها بلغ أقل من 2 في المائة عام 1995. والآن أصبح يتعين على سكان سيئول التخلص من نفايات الطعام الخاصة بهم في أكياس قابلة للتحلل تكلف العائلات ستة دولارات شهريا في المتوسط. وتغطي الأموال المدفوعة مقابل هذه الأكياس أكثر من نصف تكلفة جمع ومعالجة هذه النفايات.
وبعد انهيار أحد سدود بحيرة ماركيرمير الهولندية الهائلة التي يبلغ طولها 270 ميلا، أصبحت مياه البحيرة محملة برواسب كثيفة يستحيل معها استمرار حياة الأسماك والنباتات والطيور التي تحيا في البحيرة وحولها. وتقوم الآن منظمة هولندية غير حكومية تدعى جمعية المحافظة على المعالم الطبيعية ببناء خمس جزر اصطناعية من الطمي بتكلفة 60 مليون يورو تأتي معظمها من التبرعات العامة، وفقا لصحيفة ديلي ميل. وتأمل الجمعية أن يعيد هذا الأرخبيل الاصطناعي الحياة البرية إلى البحيرة.
وختاما كلنا أمل أن يحمل عام 2020 لنا جميعا مزيدا من الأخبار السعيدة.

إنشرها