واحة الدرعية .. آلة الزمن تسافر بالزوار إلى الماضي وتنقلهم للمستقبل
تمكن شاب سعودي (26 عاما) رغم تخرجه من قسم معدات طبية أن ينقل شغفه بتراث وتاريخ الدرعية إلى زوار موسم الدرعية، ليستقطب عديدا من الأطفال والكبار ليستمعوا منه كيفية مزج أصوات بيئة الدرعية القديمة المكونة من الماء والهواء والنار في مكان واحد سمي بالغرفة، الذي يشبه في دخولك إليه سفينة الزمن تعود بك إلى الماضي السحيق.
تقع الغرفة في مكان البافيليون في واحة الدرعية والمليء بالمطاعم ليجد الزائر نفسه محاطا بمبنى متكامل أقيم بتقنية الهولوجرام، بتصميم الفنان الإيطالي إدواردو تريسولدي، الذي استطاع أن ينقل من خلال الفن الحديث بيئة الجنادرية في مساحة صغيرة من خلال استخدام الصخور البنية، التي تميز الجنادرية مع صوت مجسم لأصوات النار والقهوة والهواء، الذي يمكنك من تخيل الأجواء القديمة في الدولة السعودية الأولى رغم كونك تقف في واحة الابتكار والخيال.
يقول عبدالرحمن النور المسؤول عن ركن الغرفة في واحة الدرعية إن زوار الواحة يجذبهم شكل المكان، لكن عند دخولهم إليها لا يفهمون الرسالة منه أو المقصود، ودوره هو نقل رسالة الفنان الإيطالي للزوار، ولفت انتباههم لمغزى سجادة السدو الموجودة في بركة الماء والدخان الأزرق الشبيه الذي يملأ ردهات المكان ويمثل البخور السعودي.
وبين أن المكان آثار فضول كبار السن والأجانب أكثر من الصغار، ركن الغرفة استطاع أن يعيد لهم تاريخهم وذكرياتهم في مكان عريق كالدرعية، وكذلك ينقلهم إلى المستقبل عن طريق الأجهزة المستخدمة في العروض.
ولفتت واحة الدرعية انتباه عديد من الزوار بهدوئها وعدم ازدحامها وقدرتها على جعل الزائر يتنقل بين أربع مناطق ومشاعر مختلفة هم الطبيعية والانعكاس والخيال والاندفاع في مكان واحد، وتميزت بوجود مقاه معلقة على أشجار تشبه الغابات ويتطلب الوصول إليها الصعود إلى قمة الشجرة.
وتمثل الدرعية رمزا وطنيا بارزا في تاريخ المملكة، فقد ارتبط ذكرها بالدولة السعودية الأولى وكانت عاصمة لها، ولقد شكلت منعطفا تاريخيا في الجزيرة العربية، وهو ما يميز فعاليات الواحة بها لربط الصغار بتاريخ وطنهم الأم من خلال جذبهم بفعاليات الحركة والتفكير.