الاستثمار مع البنك الدولي .. كيف تحقق أثرا؟ «2 من 2»

حين اتخذ القرار بالتوجه إلى أسواق رأس المال للحصول على رؤوس أموال إضافية لتكملة الموارد التمويلية من المانحين، تم وضع برنامج مقنع. حصلت المؤسسة الدولية للتنمية على تصنيف AAA / Aaa (ستاندرد آند بورز / موديز) وطرح أول إصدار لها من السندات في شهر نيسان (أبريل) 2018، وقد تجاوز الاكتتاب فيه قيمة الطرح أربع مرات، وتم جمع 1.5 مليار دولار لمعالجة بعض مشكلات التنمية الأكثر إلحاحا.
يمكن النظر للنتيجة الناجحة لهذا الإصدار من عدة زوايا. أولا، رفع موارد المانحين حيث يولد كل دولار واحد من مساهمات الشركاء نحو ثلاثة دولارات من سلطة الإنفاق. ثانيا، ساعد المستثمرين على إضافة أصول إلى محافظهم الاستثمارية تزيد بشكل ملحوظ من مساندتهم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمساهمة في التنمية العالمية. والأهم من ذلك، أن هذا الطرح يعني أن ملايين البشر سيستفيدون من برامج المؤسسة الدولية للتنمية التي تبني مرافق البنية التحتية وتقدم الخدمات العامة مثل المدارس والعيادات الصحية في بعض أشد الأماكن فقرا حول العالم.
منذ الإصدار الأول، عززت المؤسسة الدولية للتنمية برنامج الاقتراض بأدوات قصيرة الأجل، ووصل رصيد الديون القائمة إلى 1.9 مليار دولار حتى 30 حزيران (يونيو) 2019. وهذه الإصدارات ليست سوى بداية. فالإصدارات الإضافية المقررة للأعوام المقبلة يصل حجمها إلى عشرات المليارات من الدولارات، وهو تقدير متحفظ يتماشى مع قاعدة رأس المال الضخمة للمؤسسة والدعم القوي لها من المساهمين.
من الواضح أن هذا النجاح هو تكريم لسجل المؤسسة القوي في تحقيق نتائج فعالة قابلة للقياس في البلدان منخفضة الدخل. ونعتقد أيضا أن نجاحنا يرجع إلى نهجنا في الاستثمار المستدام وتحقيق أثر إيجابي.
الناس في كل مكان مهتمون حقا بمجموعة واسعة من قضايا التنمية، ما يجعل المؤسسة الدولية للتنمية استثمارا مهما. وتسعى المؤسسة إلى تحسين مستويات المعيشة في البلدان منخفضة الدخل من خلال مجموعة شاملة من الإجراءات التدخلية التي تشمل إصلاح السياسات التي تحفز النمو وتنمية القطاع الخاص، وبناء مرافق البنية التحتية لمساعدة المزارعين على نقل منتجاتهم إلى الأسواق، وبناء شبكات الطاقة التي تزيد من إمكانية حصول الأسر والشركات الصغيرة على الكهرباء. تتصدى الإجراءات التدخلية أيضا لاحتياجات التنمية البشرية الأساسية التي تراوح من مساندة التعليم الابتدائي والثانوي والعالي إلى تدعيم الأنظمة الصحية وتوفير شبكات الأمان الاجتماعي للمحتاجين. وتقف المؤسسة الدولية للتنمية في الخطوط الأمامية لدعم البلدان التي تمر بأزمات، سواء أكانت ناجمة عن كوارث طبيعية أم حروب وأعمال عنف، كما أن دعمها موجه نحو بناء القدرة على الصمود ومعالجة أسباب الهشاشة والصراع. باختصار، إنها الاستثمارات التي تعزز الأمل في مستقبل أفضل.
إن أجندة التنمية الواسعة هذه، وقدرة المؤسسة الدولية للتنمية على لمس حياة كثير من الناس الذين يسعون إلى حياة أفضل في البلدان منخفضة الدخل، تمكن المستثمرين من تحقيق عوائد مالية مع الانضمام في الوقت نفسه إلى التحالف العالمي الذي يهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. هذه نقطة لطيفة تسعى المؤسسة الدولية للتنمية إلى شغلها وتوسيع نطاقها.
ونحن، في مجموعة البنك الدولي، لدينا تاريخ طويل من العمل مع أسواق رأس المال لجمع الموارد التمويلية لمشاريع التنمية. تصدر البنك الدولي للإنشاء والتعمير هذا النهج، ثم انضمت إليه مؤسسة التمويل الدولية في وقت لاحق. ومع انضمام المؤسسة الدولية للتنمية إلى البنك الدولي للإنشاء والتعمير ومؤسسة التمويل الدولية كمؤسسات مصدرة رئيسة يمكن للمستثمرين أن يحققوا أداء جيدا وصالحا، بمعرفتهم أن رؤوس أموالهم تعمل في البلدان منخفضة الدخل التي ربما لا تتاح لهم الفرصة للاستثمار فيها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي